كاتب في الغارديان:داعش وإيبولا تهديدان يثبتان العجز الغربي بمواجهتهما

لندن-سانا

اعتبر الكاتب في صحيفة الغارديان البريطانية جوناثان فريدلاند أن تنظيم /داعش/ الإرهابي وفيروس الايبولا القاتل يشكلان ثنائية خطيرة تهدد جميع من في العالم فالاثنان آخذان في التمدد والانتشار كالنار في الهشيم لينشرا الرعب في كل مكان وسط عجز غربي و دولي واضح في مواجهتهما ووضع حد لانتشارهما السريع.

وفي سياق مقال نشرته الصحيفة سلط فريدلاند الضوء على ما وصفه بالنقاط المشتركة التي تجمع بين تنظيم /داعش/ الإرهابي وفيروس الايبولا القاتل فكلاهما يحملان الموت والخراب في الدول التي ينتشران فيها ويهددان دول العالم الأخرى في وقت تقف فيه الولايات المتحدة وحلفاؤءها من القوى العالمية الكبرى موقف المتفرج مكتفين باتخاذ إجراءات محدودة الفاعلية.

وفي إشارة واضحة إلى اساليب النفاق والازدواجية التي تتبعها الولايات المتحدة وشركاؤها في اوروبا عندما يتعلق الأمر بمواجهة مخاطر تهدد مصالحها وأمنها الخاص لفت فريدلاند إلى أن العالم لم يتنبه إلى خطورة تنظيم /داعش/ عندما كان ينفذ عمليات إعدام جماعية أمام مرأى العالم بحق مواطنين سوريين وعراقيين لكنه أصبح مصدر خطر بعدما شرع في قطع رؤوس ضحايا يحملون أسماء غربية مثل الصحفيين الامريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وغيرهما.

وعلى غرار ذلك جاء الرد العالمي على انتشار فيروس الايبولا الذي كان يعد شأنا أفريقيا بحتا عندما كان ضحاياه من ذوي البشرة السمراء ولكنه أصبح محط أنظار العالم بمجرد أن ضرب في مدن كبرى مثل مدريد ودالاس.

وأردف فريدلاند قائلا انه بالنسبة لمواجهة فيروس الايبولا.. لم يكن بمقدور الدول الغربية على ما يبدو إلا مراقبة الوافدين من دول غربي أفريقيا عبر المطارات لكن خبراء الصحة يعرفون أن أجهزة المراقبة هذه لا تكشف المصابين الذين لم تظهر عليهم أعراض المرض وعلى العكس فإن هذه الإجراءات تزيد من القلق والتوتر وتعرقل إرسال الأطباء والممرضين إلى الدول المتضررة لمكافحة الفيروس.

وأكد محللون أن الولايات المتحدة رات في انتشار فيروس الايبولا في إفريقيا فرصة جديدة لتوسيع هيمنتها في القارة السمراء حيث سارعت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما إلى استغلال الأزمة الانسانية الناتجة عن هذا المرض لتعزيز تواجدها العسكري من خلال إرسال آلاف الجنود الأمريكيين بحجة مواجهة الفيروس.

وأكد فريدلاند أن ثنائية تنظيم /داعش/ الإرهابي وفيروس الايبولا بما يشكلانه من خطر داهم يهدد الجميع اثبتت عجز الغرب امام مثل هذه الأزمات فالولايات المتحدة ورغم كونها الدولة الأكثر تسلحا في تاريخ البشرية وتملك أحدث الأسلحة التكنولوجية تطورا في العالم اكتفت فقط بشن غارات جوية محدودة الفاعلية على مواقع تنظيم /داعش/ الإرهابي.

وأشار فريدلاند إلى أن محللين وخبراء عسكريين نبهوا منذ البداية إلى وجود عيوب واضحة في سياسة الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة مع شركاء لها ضد مواقع لتنظيم /داعش/ الإرهابي فمن الطبيعي أن يقوم إرهابيو التنظيم بالاختباء وإخفاء أسلحتهم بدلا من عرضها على مرأى الجميع وفي حال لجأ
هؤلاء الإرهابيون إلى الاختباء بين المدنيين فان الهجمات الغربية ستؤدي إلى قتل الأبرياء فقط.

وأوضح فريدلاند أن السياسيين الغربيين يدركون تماما أن لديهم مجالا وقدرات محدودة للتصرف سواء فيما يتعلق بمواجهة تنظيم /داعش/ الإرهابي أو بانتشار فيروس الايبولا القاتل لكنهم مضطرون لتقديم استعراض يظهرهم بموقع السيطرة والقيادة.

وقد اثبتت السياسات الامريكية فشلها في مواجهة التهديدات التي يشكلها تنظيم /داعش/ الإرهابي الذي كان وبحسب وثائق وتصريحات لمسؤولين امريكيين صنيعة أمريكية بحتة.

وبعد تأكيد المحللين والمراقبين لحقيقة استخدام الولايات المتحدة لتحالفها الدولي المزعوم كاستراتيجية لتحقيق أهداف جيوسياسية لا تمت بصلة إلى مهمة التصدي للإرهاب جاءت الوقائع على الأرض لتثبت أن هذا التحالف ما هو الا كذبة كبيرة تظهر وبوضوح عدم جدية واشنطن والغرب في مكافحة الارهاب الذي اوجدته في سورية ومولته على مدى سنوات طويلة.