حمص – سانا
كان للجو الفني والموسيقي الذي عاشه الفنان أمين رومية وسماعه لسلاطين الغناء العربي كعبد الوهاب وأم كلثوم ووديع الصافي منذ صغره دور هام لتعلقه وحبه للعزف والموسيقا وبخاصة على الة العود التي كانت حاضرة في المنزل بكل الاوقات.
وقال رومية المولود في حمص عام 1961 لـ سانا الثقافية كنت عاشقا للموسيقا والغناء الاصيل فكان تعلقي واخوتي بالفن يعود لوالدي الذي كان يمتلك صوتا شجيا وحفظه لمعظم السير الشعبية “كسيرة بني هلال والزير سالم وعنترة بن شداد” التي كان يغني معظم أشعارها وبألحان بسيطة مرتجلة فكنا نلتف حوله كل مساء لنستمتع بتلك القصص المشوقة.
وفي طفولته كان يحضر خشبة عريضة ويشد عليها اوتارا صانعا عودا بدائيا بسيطا يرضي رغبته ومحبته للعزف كما أن وجود آلة موسيقية في المنزل شكل لديه رغبة كبيرة في تعلم العزف وخاصة ان شقيقه الاكبر كان اول من اقتنى آلة موسيقية في قريته “قطينة”.
وكان عزفه يتطور يوما بعد يوم حتى أدرك أنه لابد من التدرب لدى عازفين قادرين ومختصين الأمر الذي دفعه إلى الالتحاق بالدورات الصيفية الموسيقية بالإضافة إلى الاستماع الدائم إلى عزف أساتذة العود في الوطن العربي أمثال “جميل بشير ومنير بشير ورياض السنباطي و محمد القصبجي”.
وقال الفنان رومية انه نتيجة عمله الوظيفي اضطر للانتقال الى مدينة حلب عام 1982 التي كانت حلما بالنسبة له لأنها المدينة التي يعشق اهلها الموسيقا والفن الاصيل فتوجه إلى معهد حلب للموسيقا ودرس فيه لمدة سنة تقريبا على يد الموسيقي “نديم الدرويش” حفظ خلالها العديد من اللونغات والسماعيات والموشحات وتطورت تقنية العزف لديه بالإضافة إلى دراسة علم المقامات الموسيقية وطريقة تحليلها وبدأ باقتناء الكتب التي تتعلق بالبحث الموسيقي وعلوم الموسيقا بشكل عام دون أن ينقطع عن المشاركة في المهرجانات والحفلات الموسيقية بمدينته حمص.
وكانت للفنان رومية عدة مشاركات عربية ودولية ففي عام 1992 سجل في فرنسا مجموعة من القصائد الشعرية للشاعر الكبير “محمود درويش” وصدرت المجموعة ضمن “سي دي ” تحت عنوان “شمس أدونيس” مبينا ان مشاركته في هذا العمل كانت العزف على ألتي العود والقانون وشارك في العمل مجموعة من العازفين الفرنسيين والعرب على آلات الفلوت والبيانو والأوبوا و الإيقاع والغيتار وقدم هناك عدة حفلات في مدن فرنسية منها مدينة تور ومدينة بواتييه.
كما شارك عام 2003 مع فرقة عبدالله بيطار بمهرجان خاص بالغناء والرقص الشعبي قدم خلاله أعمالا غنائية وموسيقية من التراث الشعبي السوري في عدد من المدن التركية على مدى عشرين يوما.
وفي اليونان نالت الفرقة المركز الأول كأفضل فرقة في المهرجان بتقديم حفلات في عدد من المدن اليونانية منها أثينا .
وشغل رومية عدة مناصب في فرع نقابة الفنانين بحمص حيث كان رئيس مكتب الثقافة والاعلام ثم نقيبا للفنانين منذ عام 2006 وحتى الان كما انه يشارك كضيف دائم في برنامج اذاعي بعنوان “الذهب العتيق” يسلط الضوء على أهم المطربين والموسيقيين الذين عرفهم أبناء حمص بالإضافة إلى الأندية الفنية ودورها في إغناء الحركة الثقافية في مدينة حمص وهو برنامج توثيقي لمعظم الأعمال المسجلة وكان لحن اغنيات للأطفال قدمت في مسرحية “دب في المنزل” للمؤلف نور الدين الهاشمي.
وأكد رومية أنه تم وضع خطة ثقافية طموحة لهذا العام كانت إحدى بوادرها الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ويتم حاليا التحضير لإقامة مهرجان حمص المسرحي العشرين.
مثال جمول