دمشق-سانا
مدن معارض جديدة تتناسب مع خصوصية كل محافظة، ذات صالات عرض كبيرة، تستوعب أكبر قدر ممكن من الفعاليات والمعارض، بالإضافة إلى طرح استثمارات على الشركات التي لديها خبرة واسعة في هذا المجال، هذا ما كشفه مدير عام المؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة عند حديثه عن خطط عمل المؤسسة في المرحلة القادمة.
حمزة أكد في تصريحه لـ سانا أن الإصرار على تنفيذ هذه الخطط ينطلق من حقيقة أن المعارض واجهة اقتصادية تتيح للشركات فرصة عقد اتفاقيات، وإبرام صفقات تجارية جديدة، وترويج المنتجات المحلية، ودعم قطاع السياحة، وجذب الاستثمار الأجنبي، خدمة للاقتصاد الوطني؛ ولأجل ذلك من الأهمية تأمين البنية التحتية اللازمة لإقامة هذه المعارض.
البداية من حلب
كشف حمزة عن أن الانطلاقة لإنشاء مدن معارض جديدة في المحافظات ستكون من حلب، التي تتم دراسة تنفيذ مدينة معارض فيها بالقرب من المنطقة الصناعية في الشيخ نجار، وستتبعها مدينة أخرى في حمص، موضحاً أن هذه المدن ستراعي ما يميز كل محافظة من القطاعات مثل الصناعة والزراعة وغيرهما.
وبين مدير المؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية أنه سيتم طرح استثمارات على الشركات التي لديها خبرة واسعة في مجال إنشاء مدن المعارض وفق نظام الـ /B O T/، لتقليص الوقت والكلفة، وخاصة أن الإدارة الحكومية الجديدة لسوريا تؤمن بالشراكة الحقيقية بين القطاعين العام والخاص، وذلك يسهم في بناء اقتصاد وطني حقيقي يعود بالنفع على الجميع.
وأشار حمزة إلى أن هذه الشركات ستقوم بتنفيذ مشروعاتها بما يتوافق مع توجهات الدولة، وخططها الاستراتيجية، ويكون دور مؤسسة المعارض إشرافياً ورقابياً، إلى أن تنتهي مدة الاستثمار.
وبين حمزة أنه تم اطلاع جميع الشركات المنظمة للمعارض في سوريا، على التوجه الاقتصادي الجديد للدولة، وأن الباب مفتوح للجميع للعمل بما يخدم هذا التوجه، وخاصة أن هناك عدة شركات كانت محظورة عن العمل من قبل النظام البائد، بسب علاقتها بالثورة المباركة، وهناك شركات أخرى متوقفة عن العمل، وشركات تعمل حالياً بالحد الأدنى وبفائدة منخفضة.
من جهة أخرى قامت مؤسسة المعارض بتقديم كل التسهيلات وتبسيط الإجراءات لمن يرغب بإنشاء شركات جديدة لتنظيم المعارض، شريطة أن يكون لديها خبرة واسعة في هذا المجال، وفريق تسويق جيد، وأن تعمل بتخصص أو صنف محدد من المعارض، وتمتلك إمكانات مادية تمكنها من تنفيذ هذه المعارض.
وبخصوص بدلات الاستثمار، أشار حمزة إلى أنه تمت مناقشة هذا الأمر مع الشركات المنظمة للمعارض في سوريا، لأن الأسعار لم تكن منطقية، موضحاً أن المؤسسة وبعد دراسة دقيقة لواقع الأسعار في سوريا، والاطلاع على واقع المعارض الدولية الخارجية، قامت بتسعير المتر المربع بدولار أمريكي واحد فقط، بما يتلاءم مع إمكانات الشركات المنظمة للمعارض، ومع التوجه الحكومي، ويؤمن ريعاً للمؤسسة بحيث يضمن استمرارية عملها.
ترميم وإقامة أجنحة دولية
منذ تحرير سوريا من النظام البائد، بدأت مؤسسة المعارض وفق حمزة مباشرةً بوضع خطط بالتعاون مع الشركات المنظمة للمعارض، لترميم وصيانة ما تم تخريبه من البنى التحتية، وتم تقدير الخسائر بأكثر من مليون ونصف المليون دولار أمريكي، ما شكل تحديات كبيرة أمام المؤسسة لتفعيل المدينة بشكل كامل، وخاصة في ظل وجود عقوبات اقتصادية على سوريا،
وحسب حمزة، يتركز العمل حالياً على صالات العرض الكبيرة، والأجنحة الدولية، بحيث تستوعب أكبر قدر ممكن من الفعاليات والمعارض، وتم ترميم وتجهيز ثلاثة أجنحة دولية كبيرة، كما يتم العمل على تأمين اللوجستيات والأصول والبنى التحتية، وخاصة أن المدينة خطط لإنشائها عام 1980، ولم تنفذ حتى عام 2000، أي بعد مضي 20 عاماً، وهي تحتاج إلى تحديث بالكامل أسوة بالمعارض العالمية الأخرى، التي تقوم بالتحديث كل خمس سنوات.
ووفق ما ذكره مدير المؤسسة لـ سانا، فإن القيمة التقديرية لإعادة الترميم وتجهيز المدينة تتجاوز الـ/20/ مليار ليرة سورية، لافتاً إلى أنه منذ التحرير وحتى تاريخه تم ترميم أكثر من 70 بالمئة من المدينة جراء الدمار والتخريب الذي لحق بها، وتوجد خطه لإعادة تجهيز وتفعيل المدينة بشكل كامل خلال الأشهر القليلة القادمة.
معارض محلية ومشاركات دولية
أوضح حمزة أنه منذ التحرير تم تنظيم أكثر من 60 مهرجاناً، و 70 بازاراً، و15 معرضاً محلياً ودولياً، وهذا يُعد رقماً كبيراً قياساً بفترة ما قبل التحرير، مشيراً إلى وجود طلبات لتنظيم مهرجانات ومعارض جديدة.
وأكد حمزة أنه سيتم الطلب من الشركات المنظمة للمعارض بأن تكون المعلومات والبيانات الصادرة عنها في نهاية كل معرض دقيقةً وصحيحةً، وتعكس الوضع الاقتصادي الراهن بشفافية، وألا تكون هناك مبالغات في الأرقام والإحصائيات ولا سيما بما يخص عدد الزوار، والشراكات المطروحة، والاتفاقيات والصفات المبرمة.
ولجهة المشاركات الخارجية، بين مدير مؤسسة المعارض أنه تمت المشاركة بمعرض (غلف فود) الدولي في الإمارات، وستكون هناك مشاركه في معرض الغذاء السعودي، مشيراً إلى وجود خطة لتنظيم معارض في الخارج لترويج المنتجات السورية في دول مثل الأردن، والسعودية، كما ستنظم عدة معارض في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي والدول العربية الشقيقة، وذلك بالتعاون مع غرف الصناعة والتجارة السورية، وبدعم من وزارة الخارجية والمغتربين.
تحديث مؤسسة المعارض
كما تتضمن المدينة أيضاً وفق حمزة، جناح سوق البيع بمساحة تبلغ نحو 6000 متر مربع، وجناحاً للصناعات اليدوية يبلغ أكثر من 2000 متر مربع، وأجنحةً خاصةً يبلغ عددها 20 جناحاً بمساحات مختلفة، ومركزاً إعلامياً خاصاً بالمعرض بمساحة تبلغ أكثر من 2700 متر مربع، ومركزاً لرجال الأعمال بمساحة 2700 متر مربع، و48 مركز بيع، وقاعتين للمحاضرات في الجناحين الدوليين/2 و 11/، ومساحةً ضخمةً جاهزةً للعرض المكشوف في الفعاليات بمساحة تبلغ حوالي /8000/متر مربع.
وبين حمزة أنه يوجد أكثر من 15 بوابة للمدينة، عشر بوابات منها للزوار، وخمس للسيارات، كما أن المدينة مجهزة بمواقف لحوالي 2000 سيارة، بمساحه إجمالية تبلغ 11000 متر مربع، إضافة إلى مباني المستودعات والورشات بمساحة تبلغ حوالي 17000 متر مربع، كما تتضمن المدينة مساحات خضراء تمتد على ثلث مساحة المدينة بمساحة تبلغ حوالي 350 ألف متر مربع.
وحسب حمزة تم إنشاء مركز للدفاع المدني، ومستوصف، ومركز صحي، ومحطة ضخ مياه وتحلية وأخرى للكهرباء خاصة بالمدينة، وأكثر من 33 مركز تحويل كهرباء ضمن المدينة، كما أن الأجنحة مجهزة بمولدات كهرباء.
وأفاد حمزة بوجود خطة لتحديث الإدارة في المؤسسة العامة للمعارض بما يتناسب مع الأنظمة الإدارية على مستوى العالم، وخاصة أن سوريا طيلة الفترة السابقة لم تقم بأي نوع من هذا التحديث لبنيتها الإدارية، لافتاً إلى أن المعيار الأول والأخير وبوصلة العمل سيكون تحقيق العائد الأمثل على الاقتصاد الوطني.