محافظات-سانا
احتشد آلاف المواطنين صباح اليوم في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية، لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
وشهدت المساجد والساحات تدفقاً كثيفاً من المصلين الذين توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى، مهللين ومكبرين، تعبيراً عن فرحتهم بقدوم العيد، في ظل عهد جديد من الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل للبلاد.
وأمَّ خطباء العيد الجموع، رافعين الدعوات بأن يعم الخير والأمن والاستقرار والازدهار في سوريا، وأن تتعافى البلاد من آثار الماضي، وتنهض من جديد بهمة جميع أبنائها، وتستعيد مكانتها بين الأمم.
وفي دمشق، احتشد الآلاف في جوامع المدينة وساحتي الجندي المجهول ودوار البطيخة، حيث أدوا صلاة العيد بمشهد مهيب، ورفعوا أكفهم بالدعاء لله تعالى أن يحفظ سوريا ويعم فيها الأمن والاستقرار.
وفي تصريح لمراسل سانا، قال الشيخ عبد الهادي البستاني إمام وخطيب عيد الفطر المبارك في ساحة الجندي المجهول بالمهاجرين: إن مصلى المهاجرين الذي يعود تاريخه لأكثر من 60 عاماً، عاد بعد النصر والتحرير، بعدما ألغاه النظام البائد عام 2005، مشيراً إلى أن إعادة إحياء المصليات في الساحات تعكس الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وتضرع البستاني لله عز وجل أن يعم سوريا الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وأن يسود أهلها المحبة والرحمة، والعزة والقوة، والعلم والرقي.
وفي تصريح مماثل، أوضح الشيخ عبد الله آدم الألباني أهمية اجتماع صلاة العيد كونها أكبر اجتماع للمسلمين بعد فريضة الحج، لافتاً إلى أهمية الالتزام بالقيم الإسلامية النبيلة، والعمل الجاد لبناء سوريا الجديدة.
من جهة أخرى، تحدث عدد من المصلين عن مشاعرهم وفرحتهم بالنصر والتحرير بالعيد لأول مرة بعد إسقاط النظام البائد، مؤكدين أهمية هذه المناسبة في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
كما شهدت مختلف المحافظات تجمعات كبيرة للمصلين الذين تبادلوا التهاني بالعيد، وسط أجواء من الأمل بالمستقبل.
وفي حمص، أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الفطر المبارك رجالاً ونساءً في ساحة مسجد خالد بن الوليد، وقال الشيخ سهل جنيد خطيب صلاة العيد: إن الفرح بعيد الفطر المبارك هذا العام حمل معه معاني سامية وعظيمة من التراحم والتلاحم والتعاضد والتسامح الذي نحن بأمس الحاجة له في هذه الأوقات، لنبذ البغضاء والفرقة في بلادنا التي باركها الله سبحانه وتعالى، وأنعم فيها علينا بالتحرير والنصر المبين.
وفي درعا، أدى الأهالي اليوم صلاة عيد الفطر السعيد في مصليات جماعية، وتم تخصيص بعض المساجد للحالات الخاصة وكبار السن.
وقال خطيب مصلى الملعب البلدي بمدينة درعا الشيخ محمد أبو دبوس في خطبته: “العيد عاد هذا العام بالانتصار، وكسر عروش الطغاة، عاد وقلوبنا مملوءة بالفرح بنصر الله، ورؤوسنا عالية شامخة في أرض الشام بعد عقود من الكفاح، سائلاً الله عز وجل أن يعيد الأمن والأمان لربوع سوريا، وأن يتمم فرحة السوريين بنصر أهل غزة والصلاة بالمسجد الأقصى”.
وعبَّر العديد من المواطنين عن فرحتهم بهذه المناسبة، مؤكدين أن هذا العيد استثنائي، ويمثل انطلاقة جديدة لسوريا، قائمة على المحبة والوحدة والعمل من أجل إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار.
وفي مدينة حماة، ومع إشراقة شمس أول أيام عيد الفطر، تدفق آلاف المصلين إلى المساجد حاملين معهم أملاً متجدداً وابتسامات تزين وجوههم بعد سنوات من المعاناة.
كما امتلأت ساحات المساجد بالمصلين الذين توافدوا بفرح وسعادة في أول عيد فطر بعد سقوط النظام البائد.
وقال خالد حامد أحد المصلين: اليوم نكتب فصلاً جديداً من الإيمان والصمود، فالنصر ليس مجرد تحرير الأرض، بل تحرير القلوب من الخوف.
وأكد عبد المعين محمد من أهالي ريف حماة: أن عيد الفطر في حماة هذا العام لم يكن مجرد احتفال ديني، بل إعلان بأن الحياة تولد من جديد وتكمن قصة تحدي ترفض أن تدفن تحت أنقاض الماضي، وتختار أن تضيء شمعة الأمل في كل عام.
كما شهدت محافظة السويداء زيارات لفعاليات أهلية ودينية ورسمية واجتماعية، لتقديم التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، في مشهد يعكس روح التآخي والتلاحم بين أبناء المجتمع بمختلف أطيافه.
وتبادل المهنئون الأمنيات الطيبة، التي تؤكد وحدة السوريين وتلاحمهم وتعاضدهم في جميع الأوقات وتمسكهم بوحدتهم الوطنية، معربين عن أملهم بأن يعم الخير والأمن والاستقرار والازدهار سوريا بعد إسقاط النظام البائد بتعاون جميع أبنائها.
المطران أنطونيوس سعد، متروبوليت بصرى حوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس أكد في تصريح لمراسل سانا، خلال تقديمه التهاني أثناء زياراته إلى بيوت أهالي السويداء وأبناء العشائر، أن ذكرى العيد تبقى في الذاكرة، أما لقاء العيد فينطبع في الوجدان.
وشدد المطران سعد على أهمية هذه اللقاءات التي تعكس التلاحم الاجتماعي وتعزز قيم المحبة والتسامح، معرباً عن أمله بأن يكون مستقبل سوريا مشرقاً بالخير والسلام والعطاء.
يشار إلى أن وزارة الأوقاف عملت على تجهيز الساحات العامة لاستقبال المصلين التي بلغ عددها 43 ساحة في المحافظات السورية، حيث تم إعداد المساحات اللازمة وتوفير كل المستلزمات الضرورية لضمان إقامة الصلاة بشكل مريح وآمن، وشملت هذه الجهود تجهيز الساحات بالفرش المناسب، وتوفير مكبرات الصوت، وتنظيم حركة المصلين، لضمان سلامتهم وتأمين أماكن مخصصة للنساء.
لمتابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen