الشريط الإخباري
عــاجــل مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء المهندس خالد أبو دي لـ ‏سانا: عودة التيار الكهربائي إلى محافظات حمص وحماه و طرطوس، ‏وسيعود تدريجياً لباقي المحافظات

السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ

دمشق-سانا

أدى رئيس الجمهورية العربية السوريّة السيد أحمد الشرع صلاة عيد الفطر المبارك في مصلى قصر الشعب بدمشق، بحضور شعبي واسع.

وأدى الصلاة مع الرئيس الشرع وزير الخارجية السيد أسعد الشيباني، ووزير الدفاع السيد مرهف أبو قصرة، ووزير العدل السيد مظهر الويس، ومفتي الجمهورية الشيخ أسامة الرفاعي، وعدد من مسؤولي الدولة وقادة الجيش العربي السوري، وشخصيات وفعاليات شعبية من المجتمع السوري، مؤتمين بفضيلة وزير الأوقاف الشيخ محمد أبو الخير شكري.

ولفت وزير الأوقاف في خطبة العيد إلى معاني عيد الفطر المبارك، وقيمه النبيلة، وما يحمله العيد هذا العام في طياته من قيم العدالة والحرية والكرامة والسلامة والمحبة، والتي تمثِّل قيم الإسلام والإيمان التي ينبغي أن يتحلّى فيها الإنسان المسلم، والتي ستنشأ عليها الدولة السوريّة المجيدة.

وشدد وزير الأوقاف على أهمية الاستمرار في العمل الصالح بعد شهر رمضان، مع التركيز على قيم الإسلام العظيمة، مثل العطف على الفقراء والمساكين وتعزيز صلة الأرحام والعلاقات الأسرية وجبر خاطر ذوي الشهداء والجرحى واليتامى والأرامل والمساكين وإدخال السرور إلى قلوبهم.

ولفت إلى أهمية توطيد أواصر المحبة بين الناس وبناء المجتمع بعد فترة من الظلم، داعياً كلَّ أبناء سوريا بكل أطيافهم وألوانهم إلى وضع لبنة في بناء هذا المجتمع والبلد، بعد أن هدمه النظام البائد.

كما توجه وزير الأوقاف بالدعاء لله تعالى أن يوفّق السيد الرئيس أحمد الشرع في خدمة العباد والبلاد ودين الله، آملاً أن تعود سوريا منارةً للعلم والعلماء وللسلم والسلام، وموئلاً للتعايش والمحبة والحرية والإخاء والمساواة والكرامة؛ لتعود للمواطن كرامته ويشعر بانتمائه إلى وطنه ودينه وشعبه العظيم، وأن تعود دمشق حاضرة من حواضر العالم الإسلامي تصدِّر العلم والعلماء والمعرفة والإخاء والسلام إلى كل أرجاء المعمورة.

واختتم وزير الأوقاف بالدعاء لسوريا ولأهلها، وبالرحمة لشهدائها، وبالشفاء لجرحاها والفرج عن أسراها ومعتقليها وعودة مهجريها، متمنياً أن يكون العام الجديد مليئاً بالخير والسلام.

وعقب أداء صلاة العيد تلقى الرئيس الشرع التهاني والتبريكات بعيد الفطر المبارك في لقاء تهنئة جمعه بعدد من الأهالي والمسؤولين بقصر الشعب بدمشق.

وقال الرئيس الشرع في كلمه له خلال اللقاء: إنّه من نعم الله عز وجل علينا بعد هذا الصبر وهذا الطريق الطويل بعد 14 عاماً؛ أن نجلسَ جميعاً هنا كل من يمثل أطياف الشعب السوري في قصر الشعب، وأن نتعايدَ ونباركَ لبعضنا بهذا العيد.

وأضاف الرئيس الشرع: “حقّق الله عز وجل لنا ما أردنا بعد هذا العناء والصبر الطويل، فالشعب السوري عانى وضحّى كثيراً للوصول إلى هذا الموقف وهذا المكان الذي نجلس فيه اليوم، ويتطلب منا الآن أن نلتفت إلى البناء”.

وتابع الرئيس الشرع: سوريا اليوم يُكتب لها تاريخ جديد نسطّره جميعاً لبناء هذا البلد بعد الدمار الذي خلفه النظام الساقط، وأمامنا طريق طويل وشاق، وأعتقد أن كل مقومات البناء تملكها سوريا على كل المستويات والمجالات، وما يتطلب منا فقط أن نعملَ سوياً وأن نتفق ولا نختلف”.

وأكد الرئيس الشرع أن كلّ المقومات التي تدفع إلى نهضة هذا البلد نملكها جميعاً، وما ينقصنا فقط هو الإرادة والعزيمة، وأن نعمل بشكل قوي وضمن خطط إستراتيجية موثّقة ومحكمة، والذي مرّ علينا وتعديناه هو الأصعب وبقي أمامنا ما هو أسهل إن شاء الله، وكل ما بعد سقوط النظام هو هيّن، وقال” أسأل الله عز وجل أن نلتقي في العيد القادم في مثل هذا الوقت، وكل مشاكل سوريا تكون قد حلت”.

وتابع الرئيس الشرع: في الأمس أعلنا عن حكومة جديدة وسعينا قدر المستطاع أن نختارَ الأكفاء، وراعينا التوسع والانتشار والمحافظات، وتنوّع المجتمع السوري، ورفضنا المحاصصة، وذهبنا إلى المشاركة، ولم نستجب لأي حالة من حالات التقسيم؛ لأن التقسيم السياسي سيدفع إلى حالة من التعطيل.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن الحكومة التي أعلن عنها في الأمس عُمل عليها الكثير حتى تمّ اختيار هؤلاء الوزراء من أصحاب الكفاءة والخبرة، ومن دون توجهات فكرية أو سياسية معينة، وهمّهم الوحيد هو بناء هذا البلد، وسنوفر لهم كل الإمكانيات ليكونوا ناجحين إن شاء الله تعالى، وليقدموا خدمات مثلى إلى كل مواطن، وهدفنا التغيير والتحسين والبناء.

وقال الرئيس الشرع: لن نستطيعَ أن نرضي الجميع أكيد، وأي خطوات سنأخذها لن تحصل على التوافق، وهذه هي الحالة الطبيعية، ولكن علينا أن نتوافقَ بالحد الأدنى وبالمستطاع، والحمد لله أنه قد رأينا ردود فعل إيجابية ومطمئنة على تأسيس هذه الحكومة الجديدة وعلى إنشائها وعلى اختيار الوزراء.

وأضاف الرئيس الشرع: “إن سوريا ليست ميداناً للرغبات وتحقيق الأحلام، بل هي ميدان للعمل الجاد، وكلٌّ يريد أن يحقق حلمه من خلال التغيير الحاصل، فالحلم الوحيد الذي سيتحقّق هو رفعة هذا الشعب واستعادة كرامته وعزته ورفعة كلمة سوريا في العالم بأن تعود حرة أبية ومؤثرة في العالم بأسره.

من جهته، أشار مفتي الجمهورية الشيخ أسامة الرفاعي في كلمة له إلى أن سوريا مرّت عبر تاريخها الطويل بأزمات شديدة، لكنها خرجت منها بأمان واطمئنان؛ نظراً للتآلف بين أبنائها بكل أطيافهم وأعراقهم، داعياً الشعب السوري إلى التمسك بوحدته، والذي أثبت خلال تاريخه الطويل أنّه يد واحدة وقلب واحد وجسد واحد، لا تفرق بينه الأهواء ولا الشهوات ولا الطموحات التي تخالف أمر الله.

وأوضح الشيخ الرفاعي أن الاستعمار حاول تقسيم بلادنا مزقاً وأشتاتاً، لكن شعبنا لم يتقبله ورفض هذا التقسيم، وخرج الاستعمار من سوريا وشعبنا جسد واحد ملتئم بقلب سليم تجاه بعضه البعض مفعم بالمحبة والأمان والاطمئنان والمودة بين كل أطيافه وأعراقه وكل أديانه ومذاهبه، وأضاف: “هذه الوجهة الطيبة التي نغبط عليها من بين شعوب الأرض كلها”.

وطالب الشيخ الرفاعي الشعب السوري بأن يبذلَ كل واحد منهم جهده في سبيل وحدة الكلمة ورص الصفوف والتّطلّع إلى الأمام لتقدم سوريا وازدهارها، داعيا الله عز وجل أن ينعم على هذا البلد بالتمكين والمنعة والقوة التي أمدّ بها أنبياءه وأولياءه والصالحين من عباده.

بدوره، أشار عضو مجلس الإفتاء الأعلى الشيخ محمد راتب النابلسي إلى أهمية طلب العلم والدرجة الرفيعة التي يكسبها طالب العلم في الدنيا والآخرة، وقال: “إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلّك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً”.

 وتوجّه النابلسي بالدعاء لله عز وجل بأن يحفظ السيد الرئيس أحمد الشرع من كل سوء، وأن يعم الأمن والأمان والاستقرار ربوع بلادنا بعدما منّ الله علينا بسعادة لم نعرفها في حياتنا كلها، وختم قوله: “من أعماق قلوبنا جميعاً نتمنى لهذا الرجل الكبير العليم أن يحفظه من كل سوء ونحن معه إلى آخر الطريق، وأرجو الله عز وجل أن يحفظكم جميعاً ويحفظ استقرار هذه البلاد، اللهم وفق أمورنا جميعاً ووفق رئيسنا الذي سعدنا به سعادة ما عرفناها في حياتنا كلها، والحمد لله رب العالمين”.