دمشق-سانا
يركز الباحث والمترجم هاني الخوري في سعيه الثقافي على المثاقفة الإيجابية وخدمة المكتبة الوطنية، بترجمة ونشر بحوث تدعم القيمة الوطنية، وتصل ثقافة الوطن بالعالم بشكل يخدم المصلحة الاجتماعية والإنسانية والوطنية.
وفي حوار مع سانا يقول الخوري: سعيت في كتاباتي ومجال عملي كناشر ومؤسس لمعهد تعليمي إلى التركيز على منهجية البحث بشكل عام، وخاصة في مجال المعلوماتية والإدارة، وعلى سورية واقتصادها وما يدور في ساحتها الاجتماعية والثقافية، إضافة إلى الترجمة عن اللغات الأخرى مع اهتمامي بشبكات الحاسوب وتبسيط معالمها.
ويبين الباحث الخوري أن تجسيد المثاقفة الحقيقية دفعه إلى ترجمة أمهات الكتب العلمية، مع الاهتمام بالحصول على حقوق النشر المناسبة لها، مشيراً إلى أنه تم خلال السنوات الأخيرة ترجمة كتب مهمة من دور نشر أمريكية، حول سقوط أسطورة الربيع العربي و(داعش) الوجه الحقيقي لأمريكا، وإصدار كتاب أمريكا رحلة الوداع لكريس هيدجيز، وكلها كتب لها أهميتها العلمية والسياسية والفكرية.
ويرى الباحث الخوري أن الترجمة والإعداد العلمي لهما دور كبير في تنمية المعرفة والعلوم الحديثة الإدارية والاقتصادية، مثل كتب الاقتصاد الجزئي أو التسويق الدولي والتنمية الإدارية والتطوير الإداري والنظريات الاقتصادية الحديثة التي قام بنشرها، لافتاً إلى أن هذه الكتب مطلب مهم لطلاب الجامعات والمعاهد العليا، وتساهم في تطوير المعرفة العلمية والحصول على آخر إصدارات الجامعات العالمية الحديثة لبناء المؤسسات.
ويقول المترجم والباحث الخوري: في فترة تأسيسي لمركز تدريبي للمعلوماتية في دمشق ونشر المعلوماتية، شعرت بنقص في المراجع التدريبية للتطبيقات المعلوماتية ومجال التصميم الهندسي والغرافيك والصيانة والبرمجة ونظم المعلومات والشبكات، فكانت دار النشر والترجمة ” دار الرضا للنشر” بالنسبة لي هي رسالتي للمجتمع، وخصوصاً أني عملت لفترة في مجال النشر والتنضيد الضوئي للعديد من الصحف في سورية.
ويتابع: قربي من المطابع وسوق المعرفة والنشر والطباعة جعلني أسعى إلى التحديث والتطوير وتنظيم ما يدعم ذلك من ندوات ومؤتمرات وكتابات وترجمة ونشر، مؤكداً أنه ما زال مؤمناً أن الترجمة ونشر المعرفة هما أهم وسيلة في بناء الإنسان والعقل المعرفي ومواكبة مرحلة التطوير الإداري وبناء الجامعات ومراجعها وكتبها الحديثة.
ويشير الخوري إلى أن الترجمة عملية اطلاع معرفية دولية، وضرورة لإكمال الثغرات المعرفية في مجالات علمية محددة، كأن تكشف نقصاً في كتب التسويق والمبيعات والإدارة المالية والمصارف، وتجد مراجع حديثة وسلسة ومميزة تقدم حقوقها بتكلفة مقبولة، أو بوجود باحثين لديهم اللغة والمعرفة بالمراجع العلمية الحديثة وضرورتها في الجامعات والمؤسسات العلمية.
ويبين الخوري أنه يبحث في قضايا إدارة الأزمات الدولية وفي الاقتصاد العلمي وفي قضايا الفقر والشباب وفي قضايا المرأة وحقوقها ومساواتها، مشيراً إلى أنه لكونه باحثاً ومهتماً بتنمية المجتمع وتطويره وبناء الإنسان ربط بين النشر والترجمة، وعمل على إكمال المكتبة العربية والسورية وإغنائها بالعلوم الحديثة من خلال مراجع ذات قيمة وحداثة وسلسة علمياً.
ويرى الخوري أن التراجع الثقافي ونقص القراءة يعودان للحالة الاجتماعية وتغير الأولويات، وانتشار الثقافة الاستهلاكية والميل للسرعة في الاطلاع الأولي، وضعف التعمق والحوار والفكر.
ويختم الباحث الخوري بالقول: إن طريق المعرفة صعب وتحديات الحياة كبيرة، ولكن متعة المعرفة والثقة بالعلم والثقافة متعة لا تدانيها متعة، مبيناً أن المثقف هو قيمة حقيقية ضرورية للمجتمع، ولا بد له من أخذ دوره لتكون حالة الحياة صحيحة والتطوير منهجي، فالثقافة شخصية الوطن وقوة حضوره.
يذكر أن الباحث والمترجم الخوري مدير ومؤسس مركز الرضا للكومبيوتر، وهو مركز تدريب تخصصي معلوماتي وإداري بدأ عام 1987 ، وتطور وتوسع حتى أصبح له عدة فروع بدمشق، وقدم مئات البرامج والدورات التدريبية المعلوماتية والإدارية والاقتصاد للشركات والأفراد، وهو مديره حتى تاريخه.
والباحث حاصل على شهادة مستشار دولي في الإدارة، وله عدد من الكتب في مجال تكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى مؤلفاته العديدة في الترجمة.
محمد خالد الخضر
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc