مشروع جنينة الشيخ صالح الزراعي في جرمانا يؤمن فرص عمل للشباب ويعود ريعه للأعمال الخيرية- فيديو

ريف دمشق-سانا

يسهم مشروع جنينة الشيخ صالح الكحال الزراعي الخيري بمدينة جرمانا في ريف دمشق بتوفير فرص عمل للكثير من الشباب، حيث تلقى منتجاته الزراعية إقبالاً جيداً من أهالي المدينة، بينما يعود ريعه المادي للأعمال الخيرية في جرمانا.

المشروع الذي يؤمن محاصيل متنوعة من الخضار الصيفية والشتوية ومنتجات الأشجار المثمرة الطازجة والمروية بمياه نظيفة خالية من الأسمدة الكيميائية المضرة بالصحة، تحدث عنه لـ سانا الشبابية عاصم قسام وهو من أهالي مدينة جرمانا، وأحد مشرفي المشروع قائلاً: “إنه منذ عامين وبهمة الشباب والأيادي البيضاء، قرر أهالي مدينة جرمانا إعادة إحياء أرض الشيخ صالح وزراعتها، حيث تم تعزيل البستان وتسييجه وتنظيف الأرض وترميم البئر ورفدها بطاقة شمسية لري المزروعات التي تشمل للموسم الصيفي الحالي أشجار الزيتون والدراق والجانرك والمشمش والخوخ والثوم والفول والبازلاء والورقيات”.

ولفت إلى أن المشروع العائد للجنة وقف جرمانا يعمل به عدد كبير من الشباب، فقسم منهم تطوع للعمل في الزراعة، وقسم آخر تبرع بالأموال لشراء المستلزمات الزراعية، وقسم يحمل إجازة في الهندسة لتقديم الإرشادات المهمة للزراعة، إضافة إلى السماد العضوي ومعالجة الأمراض التي تصيب الأشجار، مبيناً أنه تم كذلك التعاقد مع عدد من الشباب والنساء، وتوفير فرص عمل لهم، لتنفيذ الأعمال الزراعية من “فلاحة- زراعة-تسميد-ري”.

وأوضح أن ريع هذا المشروع يعود لصندوق الوقف الذي يقوم بدوره بمساعدة المحتاجين، كما يتم توزيع جزء من المواسم للأسر المحتاجة، حيث تم العام الماضي توزيع إنتاج الأرض من موسم الثوم، وهذا العام تم توزيع جزء من موسم الفول، وبيع الجزء الآخر بمبالغ زهيدة.

بدوره سمير بركات عضو لجنة وقف جرمانا قال: “إنه بعد إعادة تأهيل الأرض قمنا بداية بزراعتها بأشجار الزيتون وبعض الأشجار الصيفية الأخرى، وبالتتالي تمت زراعتها بمختلف المحاصيل الصيفية والشتوية “،مضيفاً: إن هذه الأرض كذلك تشكل مصدر رزق للكثير من الناس الذين يعتاشون من العمل بها.

موفق أبو شاش من أبناء مدينة جرمانا ويعمل متطوعاً في الأرض لفت إلى أنه عقب تأهيل الأرض تمت الاستفادة من الأحجار في رصف بعض الطرق بالمدينة، وتنفيذ سور كامل للأرض، وترميم البئر وبناء غرفتين صغيرتين للراغبين بالعمل فيها.

أبو ماهر زاهي جمول وهو فلاح يعمل بالأرض منذ ساعات الصباح الباكر ولغاية الساعة السابعة، ويجد في عمله الراحة والطاقة الإيجابية قال: “زرعنا موسماً شتوياً كاملاً ضم الفول والبازلاء والورقيات، وحصدنا الموسم، وما زلنا نقوم بأعمال الزراعة لعدة محاصيل أخرى، حيث تتميز مزروعاتنا بالنظافة وخلوها من الأسمدة والمواد الكيميائية والهرمونات، وهي تلقى إقبالاً من أغلب الناس لأنها طازجة”.

ماجد سلوم يعمل متطوعاً في المشروع أشار إلى أنه يغطي قسماً من احتياجات الأسر الفقيرة وأصحاب العوز، موضحاً أن كل شخص يعطي حسب طاقته وجهده، وأنه تم إحداث نقطة تسوق في منتصف الأرض يرتادها أهالي جرمانا وسيدات المدينة لشراء خضراواتهم، وقال: “زرعنا بالموسم الصيفي الباذنجان والفليفلة والبندورة الكرزية والذرة واليقطين والكوسا وغيرها”.

عصمت جبر من لجنة وقف جرمانا قال: “هذا العمل عبارة عن جهد جماعي من شباب مدينة جرمانا، ويستفيد من ريعه بين 300 و400 عائلة” ، بينما ذكر أحمد منذر من لجنة الوقف كذلك أن ريع المشروع يشمل أيضاً التبرعات للمركز الصحي بجرمانا، إلى جانب تقديم سلل غذائية للمحتاجين في الأعياد والمناسبات.

المهندس سهيل حيدر من أهالي مدينة جرمانا ومتطوع في المشروع قال: “أساعد في أمور الزراعة والري وجني المحاصيل وبيعها لمصلحة الأسر المحتاجة”، مضيفاً: إنه يحاول أن يقدم الأفضل هو وشباب آخرون، وهو فخور بما تنتجه الأرض من منتجات زراعية، ويؤمن أن في الأرض خيراً، وما فيها لا يقدم إلا الخير.

يشار إلى أن الشيخ صالح الكحال توفي عام 1907 في بلدته جرمانا، واشتهر بأعمال البر والخير، حيث كان يوزع غلة أراضيه على المحتاجين، ويعيش من ثمن السلال التي كان يصنعها ويبيعها في دمشق، وقام بتقديم أملاكه وبساتينه لوقف جرمانا.

سكينة محمد

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgenc