اللاذقية-سانا
أجواء من الفن الراقي قدمها عازفون وراقصون ومغنون شباب عرضوا أفضل ما لديهم أمام جمهور دار الأسد للثقافة باللاذقية الذين غص بهم المسرح على مدى ثلاث ساعات خلال اليوم الأول من فعاليات أسبوع الموسيقا السوري في اللاذقية الذي اطلقته مبادرة “الباحثون السوريون” مساء أمس بهدف دعم المواهب الشابة واتاحة مجال للتواصل بينها وبين الجمهور بشكل متميز يليق بهم.
التانغو الأرجنتيني كان عنوان الفقرة الأولى التي جسد خلالها الراقصان نور مرعي ورامي عيسى لوحة تمثيلية تظهر علاقة الرجل بالمرأة التي تمتلك غرورا وكبرياء فأتت حركاتهما منسجمة وملائمة للخلفية الموسيقية الحادة التي يتميز بها التانغو.
وأشارت نور في تصريح لـ سانا الثقافية ان مدة اللوحة المخصصة لهما لم تتجاوز الدقائق المعدودة لكن تكثيف الأفكار البسيطة وتناغم حركات الراقصين ساعدت بشكل كبير في ايصال الرسالة المرجوة من العرض.
وأضافت أن هذه الفعالية فرصة رائعة لنقدم هذا الفن الراقي الذي ينتشر في الاوساط الشبابية بشكل كبير واعتقد أننا نجحنا في إيصال روح التانغو للجمهور الذي تفاعل معنا واعطانا ثقة عالية بالنفس ولا سيما أنني اقف للمرة الأولى امام حشد هائل كهذا لكن تدريبي العالي والمستمر ساعدني على تلافي الأخطاء.
العازفان هاني منزلجي ووسيم عنتر ألهبا مشاعر الحضور بفقرة غناء وعزف استمرت لأكثر من خمس وأربعين دقيقة قدما خلالها مجموعة من أغاني فترة السبعينيات الغربية منها والشرقية.
بدوره أوضح منزلجي أنه ركز مع صديقه عنتر بشكل أكبر على النمط الغربي اضافة لتوزيع بعض المؤلفات بطريقتهما الخاصة لافتا إلى أنهما حصلا على فرصة المشاركة ضمن أسبوع الموسيقا السوري نظرا لتميزهما في تقديم حفلات سابقة تركت انطباعا جيدا لدى شريحة الشباب لكن الاستفادة من جماهيرية مبادرة “الباحثون السوريون” سيكون له أثر إيجابي في تحقيق انتشار أوسع يحلمان به.
ويضيف منزلجي نحاول تقديم نمط فريد يعتمد على ثنائية مختلفة عن الفرق الكبيرة تعتمد على الغيتار كآلة رئيسية للعزف مع الابتعاد عن آلات الايقاع والاقتراب قدر الامكان من حالة الارتجال على المسرح التي اصبحت عادة لدينا نظرا للانسجام العالي فيما بيننا واخترنا برنامجا مكونا من 12 اغنية لسامي كلارك وبول انكا والفيس بريسلي مع إدراج أغنيات للسيدة فيروز التي لها مكانة كبيرة في قلوب السوريين ومن المهم الاشارة الى ان الثقة بالنفس والحضور القوي على المسرح سيكون له أثر بنجاح عرضنا الذي يعتمد أولا وأخيرا على الأداء الفني المتميز في تقديم فقرات برنامجنا.
أما اساتذة المركز الوطني للموسيقا فقد تركوا بصمتهم في اليوم الأول من خلال عزفهم المتميز على آلات العود والغيتار والكمان اضافة للايقاع حيث أكد العازف ورد مريشة المتخصص بآلة الغيتار أن روح الفريق الواحد السائدة بين المجموعة اضافة لاختيار الآلات التي غطت جميع المتطلبات الموسيقية كان له دور كبير في نجاح فقرة المجموعة التي استمرت لاربعين دقيقة شملت جميع الانماط الموسيقية من الغربي والشرقي والروك اند رول.
ويبين مريشة ان الفرقة عملت على خلق توليفة جديدة ما بين الغيتار والدارمز والآلات الشرقية ودمجها مع بعضها لتغدو روحا واحدة مؤكدا ان ذورة الانسجام بين الفرقة والجمهور تجسدت في منتصف العرض ولا سيما مع موسيقا الروك حيث استطاعت الفرقة الاحتفاظ بانتباه الجمهور في جميع الاغنيات التي اختارها الأعضاء بحرية كاملة مبينا ان هذه المبادرة منحت المشاركين دافعا للعطاء والابداع.
أما المغنية ميلودي كورية التي شاركت اساتذة المركز الوطني للموسيقا في فقرتهم فاشارت الى ان العازفين يملكون خبرة موسيقية كبيرة ساهمت في تقديم برنامج ناجح أظهر موهبة الجميع دون تمييز لافتة ان الفرقة تدربت بشكل يومي للظهور على المسرح بصورة جيدة تليق بالجمهور كما ان اختيار أغان غربية غير معروفة كانت مخاطرة كبيرة من قبل المجموعة لكن تفاعل الجمهور معها أكد استعدادهم لتقبل كل ما هو متميز موسيقيا.
وأوضحت ان الأجواء الشبابية التي تعم المكان كانت دافعا لنا لتقديم الأفضل فالحضور والمنظمون والعازفون كلهم من شريحة عمرية واحدة تقريبا وقد قدمت أغنيات كثيرة لاقت إعجاب الحاضرين ولا سيما “ضبوا الشنتاني وراجعين يا هوا ونتالي” التي تعد اغنية قديمة نسبيا لكنها محببة لجميع الأجيال ولا يمكن القول أننا كفرق وعازفين ننافس بعضنا البعض في هذه الاحتفالية بل على العكس نحن نكمل بعضنا لنقدم شيئا متميزا ومتكاملا يبهج الحاضرين.
يشار إلى أن فعاليات أسبوع الموسيقا السوري مستمرة يومي الثلاثاء والاربعاء على مسرح دار الأسد للثقافة في اللاذقية حيث تبدأ العروض عند الساعة الخامسة مساء.