قصة الجدة رضية… رحلة عمل وعطاء

السويداء-سانا

بين سطور الماضي والحاضر خطت الجدة رضية الغوطاني من بلدة قنوات بريف السويداء الشرقي عنواناً للعطاء والإصرار على الحياة بكل تفاصيلها وما تحمله من أفراح وأحزان.

الجدة رضية أو “أم مرسل” تشدك بحديثها وهي تروي ضمن منزل ولدها ياسر شروف ذكريات حياتها ومساندتها لزوجها المرحوم فهد هاني شروف في الحياة والقيام بالأعمال الزراعية وتربية الثروة الحيوانية وصولاً للعمل لتصنيع أدوات القش والقطع الصوفية التراثية التي ما تزال قادرة على العمل بها رغم بلوغها التسعين عاماً.

وبينت الجدة أم مرسل التي سبق وأنجبت 17 ولداً لم يبق لها منهم حالياً إلا 6 أبناء و15 حفيداً أن صنعة العمل بالسنارة تعلمتها منذ كان أولادها صغاراً ترافقا مع العمل بأداة تشبه المسمار تعرف “بالمخلة” لتصنيع العديد من أدوات وصواني القش وتقديمها هدايا للعديد من الأقارب والأصدقاء لتعليقها على جدران المنزل والرفوف بمكان يراه كل زائر حتى تظل شاهداً على حياتهم الممزوجة بالكد والتعب والجهد والاستفادة من خير الأرض.

وبحسب أم مرسل فإنها تواصل اليوم العمل عبر سنارة واحدة للتسلية لتصنيع ما يعرف “بالقفف” وهي سلال صغيرة تحفظ فيها أدوات وقطع بالمنزل كذلك “المجارب” التي يتم وضع القهوة بها وذلك من خيطان الصوف فقط بعد ندرة وجود المادة الأولية وهي ساق نبات المكانس لحشوة الطبق أو القفة “القصل” التي إن حصلت عليها لا مانع لديها من تصنيع أدوات القش بواسطة أداة المخلة كما ذكرت.

ووفقاً لـ ياسر شروف فإن والدته رضية أمضت حياتها بالكد والعمل برفقة والده وتعلموا منها الكثير من القيم مشيراً إلى أن صحتها ما تزال جيدة وتزور الجيران مع ضعف بسيط فقط بحاسة السمع.

العزيمة والقوة والحيوية نستمدها من أم زوجي “أم مرسل” هذا ما أشارت إليه سمر شروف التي بينت أيضاً مدى تعلمها منها الكثير من الأشياء ومنها العمل اليدوي فيما ذكر أحد أبناء بلدة قنوات فضل الله زريفة أن الجدة أم مرسل كاتفت زوجها منذ بداية حياتهما وكانت صامدة في أرضها وبيتها وتربية أولادها ثم بدأت تتوجه للمشغولات اليدوية التقليدية بعدما كبروا واستمرارها فيه اليوم بهذا العمر دلالة على ما تحمله من قيم العطاء وإسهامها بالحفاظ على التراث المحلي.

عمر الطويل