السويداء-سانا
يشكل مشروع تأهيل المدربين وفق طرائق التدريس الحديثة والذي يتواصل تنفيذه في محافظة السويداء منذ العام 2010 تحت اسم جي أي زد خطوة مهمة في مجال تطوير التعليم المهني على مختلف مستوياته حيث تنعكس آثاره الإيجابية على مخرجات العملية التعليمية من كل النواحي.
ويستهدف المشروع الذي يأتي في إطار التعاون الإقليمي بين خمس دول عربية هي سورية ومصر والأردن ولبنان وفلسطين بالتعاون مع الوكالة الألمانية للتنمية جي أي زد كوادر المدرسين في مجال التعليم المهني وذلك عبر رفدهم بدورات متخصصة تعتمد على مفهوم التدريب القائم على الأهلية والكفاءة ليتم التركيز بعد ذلك من قبل المدربين على كيفية تطوير مهارات الطلاب ومتطلبات سوق العمل.
وأوضحت غادة هزاع أبو فخر المشرفة الأساسية على المشروع في المحافظة أن المدرسين يخضعون وفق هذا المشروع لدورة من ثلاث مراحل يتم فيها تعريفهم بأساليب وطرائق التدريس الحديثة بما يتناسب والمناهج المدرسية المتبعة ليقومون بعدها بتطبيق هذه الأساليب والطرائق ضمن المدارس.
وأضافت أبو فخر أن التدريب وفق مشروع جي أي زد يركز على مسألة التعليم التفاعلي والابتعاد عن الأسلوب التقليدي لجعل الطالب محور العملية التعليمية بالإضافة إلى تغيير منهجية التدريب والاعتماد على الناحية العملية بما يخدم سوق العمل مستقبلا.
وقالت: بلغ عدد الدورات المنفذة منذ انطلاقة المشروع وحتى اليوم 18 دورة استهدفت نحو 120 مدرسا ومدرسة في التعليم المهني مع وجود خطة لتوسيعه بحيث يكون إلزاميا لكل المدرسين خاصة بعد التحولات الايجابية التي تمت ملاحظتها على الطلاب والمدرسين في آن معا عقب تطبيق الأساليب الجديدة من قبل المدربين بالرغم من الصعوبات القائمة في ظل الظروف الراهنة.
وبينت أبو فخر أن تطبيق هذا المشروع يتطلب توفر الظروف الملائمة في المدارس وخاصة بما يتصل بالتجهيزات والأدوات الضرورية لنجاح عملية التدريب.
بدوره رأى سعيد زهر الدين الموجه الاختصاصي بالكهرباء أن “طرائق التدريس ضمن منظومة جي أي زاد تجعل من الطالب محورا للعملية التعليمية وهدفا لها حيث يأخذ المبادرة في التعلم ضمن مجموعات متعددة في إطار الفريق العام وفي أجواء من التعاون والحوار وتبادل الخبرات والمعلومات مع استخدام التقنيات والوسائل التعليمية المناسبة لتحقيق الغاية وبلوغ الأهداف العامة للدرس”.
وأضاف زهر الدين انه يتم اختيار الطريقة التي تتناسب مع كل موقف تعليمي تبعا للمحتوى والأهداف الخاصة المحددة له وذلك بإشراف وإدارة ومتابعة المعلم المدرب والمؤهل لذلك مؤكدا أن هذه الطرائق ليست بديلة عن طرائق التعليم المعروفة وإنما تثري العملية التعليمية من أجل الوصول إلى التعليم الفعال وتحقيق جودة التعليم.
أما شاكر أبو صعب رئيس دائرة الإعداد والتدريب في مديرية تربية السويداء فلفت إلى أهمية هذا المشروع الذي يحقق فوائد مهمة للتعليم المهني كونه يدفع الطالب إلى التركيز على الجانب البحثي في الدراسة وتقصي المتطلبات الجديدة لسوق العمل.
من جهتها أشارت ثناء علي الجرماني وهي مدرسة في معهد الفنون النسوية إلى أن طريقة التدريب في المشروع قدمت خبرة مضافة للطالبات من حيث اكتساب المعلومات الجديدة وتعزيز مهارات النقاش لديهن إلى جانب تعميق قدرتهن على اكتشاف الأخطاء الموجودة.
وأكدت المدرسة فرح صلاح الدين أهمية استمرار هذه الدورات لما تتركه من أثر إيجابي على العملية التعليمية متمنية توفير كل الوسائل اللازمة لإنجاح هذه التجربة.
عمر الطويل