في أول منفذ للتمكين المجتمعي بطرطوس..أنشطة تنموية وترفيهية للصغار والكبار

طرطوس-سانا

الاعتماد على النفس والجسم المجتمعي ككل أصبح ميزة تتجلى يوما بعد يوم في المجتمع السوري الذي تشرب ثقافة التطوع أكثر من أي وقت وبات واعيا بأهمية دوره في تنظيم نفسه وتطوير إمكاناته واستثمار موارده لتلبية حاجاته وبما يحقق تقدما في الفكر والسلوك ويعطي مناعة أكبر للنسيج الأهلي ولاسيما وسط الحاجة لتقليص الآثار السلبية للأزمة على مختلف مناحي الحياة.2

بهذه الروح وضعت لجنة التنظيم المجتمعي في منطقة العريض بمدينة طرطوس بصمتها الأهم بافتتاح أول منفذ للتمكين المجتمعي في حديقة العمران واطلاق مشروع بناة في إطار هذا المنفذ ليكون مركز توعية وأنشطة متنوعة تستهدف الأطفال والكبار وتتضمن أربعة محاور أساسية هي التراث والعلم والتعلم  إعادة التدوير والتنمية المجتمعية التي تتضمن فعاليات مسرحية وغنائية وتعريفا بمهن مختلفة على لسان شخصيات ناجحة في عملها.

يوضح الدكتور محمد طوفان رئيس اللجنة في منطقة العريض “إن افتتاح المنفذ ليس سوى بداية للوصول مستقبلا إلى أكبر عدد من الأهالي واشراكهم في التخطيط للأنشطة” مشيرا إلى أن المنفذ ثمرة عمل تشاركي بين اللجنة ومجلس مدينة طرطوس ومديرية الشؤون الاجتماعية والأمانة السورية للتنمية التي أسست منذ البداية لهذا التنظيم المجتمعي.

ويشير بشار حاج معلا عضو اللجنة إلى أهمية العمل التطوعي الذي أسفر عن إعادة تأهيل هذه الحديقة الواقعة غرب الثانوية الصناعية والتي تتجاوز مساحتها الألف متر لتحتضن كل أسبوع عددا من النشاطات التي تعزز على المدى البعيد شعور الفرد بالانتماء والرغبة في الخدمة المجتمعية أيا كان موقعه وعمله مع التركيز خصوصا على التراث عبر قصص وأمثال من الثقافة الشعبية التي تزيد من فهم الطفل لمجتمعه وارتباطه به فضلا عن خدمة المجتمع من خلال الحفاظ على الحديقة كأنها بيته والمشاركة في تنظيفها والعناية بمرافقها موضحا ان منفذ التمكين المجتمعي بدأ أول أمس السبت أولى نشاطاته منذ افتتاحه قبل عشرة أيام بمشاركة 100 طفل وعدد من أهالي المنطقة.4

وترى المدرسة فايزة جمعة أن الجدوى الأهم تكمن في إخراج الأطفال من جو السلبية والميل إلى الألعاب العنيفة ومساعدتهم على تفريغ طاقاتهم بالرياضة والغناء والأشغال اليدوية المتضمنة إعادة تدوير توالف البيئة والمخلفات المتنوعة والتي يشترك في أدائها والتدريب عليها أعضاء اللجنة والمتطوعون مبينة أن التفاعل بدا مشجعا جدا بين الأطفال الذين كان بينهم 25 طفلا من الوافدين بمركز الإقامة المؤقتة الكرنك وخاصة إزاء مسرح العرائس في الهواء الطلق الذي ركز على حكاية تدعو إلى الحفاظ على كوكب الأرض مشيرة إلى أن المسرح سيتنقل في عدد من حدائق المدينة.

أما سهى الشعار خريجة المعهد الزراعي التي بدأت كمتطوعة ثم انضمت إلى عضوية اللجنة فأشارت إلى أهمية موقع الحديقة وسط مدينة طرطوس والجهود التي بذلتها مع المتطوعات بالتعاون مع مجلس المدينة في تنظيف الحديقة التي كانت مهملة وفرشها بالأتربة وزراعتها واختيار موقع الغرفة مسبقة الصنع التي تصلح كمركز أنشطة وكمكتبة في خطوة لاحقة موضحة أن تجاوب الأهالي أخذ بالازدياد حيث يشدهم الفضول إلى النشاطات التفاعلية المرحة.3

وتعبر المدرسة نهلة صالح عن سعادتها “بتجاوب الأطفال الوافدين خصوصا والذين كشفوا عن مواهب غنائية وموسيقية جديرة بالاهتمام وتدفع إلى التفكير بإنشاء فرقة فنية مميزة تضمهم”.

من جهته يوضح المتطوع يامن معلا من فريق الأمانة السورية للتنمية بطرطوس أن منفذ التمكين المجتمعي سيقيم أنشطته وفق برنامج شهري بمعدل ثلاثة أيام أسبوعيا وسيقوم أعضاء فريق بناة بالدعوة للأنشطة عبر صفحة خاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي مشيرا إلى أن هذا المنفذ يعد ثمرة لجهود أفراد فاعلين في مجتمعاتهم استطاعت الأمانة السورية للتنمية تمكينهم بحيث أصبحوا قادرين على استثمار معرفتهم ومهاراتهم ومواردهم في تلبية حاجات مجتمعهم ونقل هذه المعرفة إلى أهالي المجتمع ككل دون أن يكون النشاط محدودا بمنطقة واحدة.

رزان عمران