فيينا-سانا
انتقد المنسق العام السابق لحقوق الانسان في الأمم المتحدة والمقرر لقضايا التعذيب “مانفريد نوفاك” بشدة الادارة الأمريكية السابقة لاستخدامها أساليب محرمة دوليا في تعذيب المعتقلين.
وأكد نوفاك وهو محام نمساوي في حديث لمجلة البروفيل النمساوية اليوم أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش استخدمت أساليب تتنافى مع مبادئ حقوق الانسان وأسس القانون الدولي وخاصة في السجون العراقية مثل سجن أبو غريب الى جانب معتقل غوانتانامو والسجون السرية لافتا الى أن الادارة الأمريكية الحالية للرئيس باراك أوباما اعترفت عبر ممثليها ومسؤولين أمريكيين في جنيف بتلك الممارسات المخالفة للقانون الدولي كونه من غير الممكن إخفاء ذلك رسميا لفترة طويلة.
وأوضح نوفاك أنه سبق وأن قدم لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف تقارير سابقة حول انتهاكات الادارة الامريكية الفاضحة في قضايا التعذيب في السجون العلنية والسرية في فترة رئاسة بوش الابن عندما كان يتسلم انذاك منصب المراقب الأممي لحقوق الانسان وقضايا التعذيب لافتا الى أنه فقد الأمل في أن تتقدم الادارة الامريكية بتوضيحات تجيب على تقريره السنوي الذي اتهم به ادارة واشنطن بممارسات التعذيب ضد المعتقلين والمدنيين في السجون ومعربا عن شكوكه في أن ترغب الولايات المتحدة يوما ما بتقديم شرح مفصل حول تلك الممارسات منوها بأن واشنطن نفت آنذاك كل ما ورد في تقريره.
وأشار نوفاك الى أن الاعتبارات السياسية بين الدول تمنع اعتقال الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد بتهمة ارتكاب جرائم تعذيب ضد المعتقلين والمدنيين رغم ان القانون الجنائي الدولي ينص على اعتقال كل من مارس التعذيب مبينا أنه في حال دخولهم الاراضي النمساوية يتوجب على السلطات النمساوية اعتقالهم.
ووفقا لوثائق وتقارير إخبارية فإن السجون السرية التي تديرها وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي أي إيه” والمعروفة باسم السجون السوداء تنتشر في عدد من الدول بما فيها بولندا ورومانيا وأفغانستان وتأتي في إطار برنامج سري لنقل السجناء المعتقلين على متن طائرات إلى جهات غير معروفة وحبسهم دون معرفة أحد بوجودهم.
يذكر ان هيئات حقوقية عديدة انتقدت لجوء الإدارة الأمريكية إلى ممارسات التحقيق القاسية ومنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي أعربت في تموز الماضي عن قلقها بشأن ازدياد عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم في إطار ما يسمى “الحرب على الإرهاب” ومن ثم احتجازهم في أماكن سرية وطلبت تقديم معلومات عن هؤلاء المعتقلين ومقابلتهم لكن الإدارة الأمريكية لم تكترث بتلك المطالب.