تبقى السياسات الأمريكية العدائية لإرادة الشعوب محافظة على طابعها الاستعماري مهما تلونت وادعت من دعم للديمقراطية وحقوق الإنسان, ففي كل بلد تُعارض سياساته السيادية سياساتها الإمبريالية, تلبس الأجندة الأمريكية لبوس الإنسانية ليكون مصيره الحصار والدمار والاغتيالات والتغيير لمصلحة أجنداتها السياسية والاقتصادية.
ما يحصل في فنزويلا انعكاس واقعي لحقائق تلك السياسة الأمريكية العالمية المفرطة في التسلط على الشعوب تحقيقاً لشعارها «من ليس معنا فهو ضدنا» الذي أطلقه الرئيس الأمريكي الأسبق الصهيوني جورج بوش الابن لتدمير أفغانستان والعراق, وتقسيم العالم إلى «صالح» و«شرير» وفق الرؤية الأمريكية ولتفعيل هيمنة القطب الواحد آنذاك.
التدخلات المباشرة للمخابرات الأمريكية في تفاصيل الشعوب تبدو واضحة الآن في فنزويلا من خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين في مراكز القرار بأنهم يريدون استبدال الرئيس نيكولاس مادورو بإمّعة يأتمر بأوامرهم وينفذ أجندتهم كما حصل في أوكرانيا قبل نحو خمس سنوات حيث تم عام 2014 استبدال الرئيس فيكتور يانوكوفيتش المنتخب من الشعب برئيس آخر قومي متطرف يناصب العداء للأخت الكبرى روسيا والذي تم عزله مؤخراً على يد الشعب الأوكراني.
ولا ننسى ما آلت إليه الأوضاع في أفغانستان وليبيا واليمن حتى الصومال التي امتدت يد العبث الأمريكي إليه مراراً لتنفيذ أجندة خفية ومعلنة اقتصادية وسياسية.
بطبيعة الحال لا يمكن تجاهل المؤامرات والمخططات الأمريكية في منطقتنا وهي الأسخن في العالم, وها هي تتبع أسلوباً متجدداً في الانتقام من الشعوب على خياراتها الوطنية السيادية, وتفرض حصاراً بعد آخر منذ برنامج النفط مقابل الغذاء أثناء حصار العراق, وإلى الآن تحاول تحطيم إرادة الشعب الإيراني كما تفعل مع الشعب السوري بمحاربته بلقمة عيشه.
خيارات السياسة الأمريكية تكون دائماً في الضفة المقابلة لمصالح الشعوب التي ترفض تلك الهيمنة وتحاول التخلص منها بشتى السبل حيث لا يهنأ لتلك السياسات عيش إلا بالقتل والدمار واستباحة الدماء.
وكما كل الشعوب المناضلة يصمد الشعب العربي السوري في وجه هجمة أخرى من هجمات الهيمنة رغم كل الأوجاع التي عانى منها على مدى ثماني سنوات من الحرب الإرهابية المفروضة عليه, ويجابه تلك الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب بعنفوان وكرامة.
بقلم: جمال ظريفة