رصاص الاحتلال الإسرائيلي يُفقد شاباً فلسطينياً صوته وذاكرته

القدس المحتلة-سانا

لا يقوى الشاب الفلسطيني محمد عثمان ابن السبعة عشر عاما على الكلام أو السمع أو التذكر بعد أن استهدفه الاحتلال الإسرائيلي برصاص متفجر خلال مشاركته في مسيرات العودة الأسبوعية شرق قطاع غزة ليكون شاهدا جديدا على همجية الاحتلال وفظاعة الجرائم التي يرتكبها بحق الفلسطينيين.

وتروي نعمة عثمان والدة محمد في تصريح لمراسل سانا بكلمات ممزوجة بالألم معاناتها جراء إصابة نجلها قائلة: “أصيب محمد بكسر في الفك الأيسر وقطع في العصب السابع خلال مشاركته بمسيرات العودة لينتج عن ذلك فقدانه القدرة على النطق والتذوق إضافة إلى شلل كامل في الجهة اليسرى من الوجه وتضرر شبكية العين وما زالت شظايا الرصاص المتفجر تهدد حياته… لحظات ألم ومعاناة يومية أعيشها لعله يستعيد الذاكرة والنطق وهذه هي أمنيتي الوحيدة في الحياة”.

وتضيف والدة الجريح: كنت جالسة في المنزل وتناول محمد طعام الغداء معنا واتجه للمشاركة في مسيرات العودة شرق مخيم المغازي وما إن اقتربت الشمس من المغيب حتى جاءنا الخبر… محمد استشهد نتيجة إصابته برصاص الاحتلال.. لم أستوعب الخبر وتوجهت على الفور إلى المشفى حيث أخبرني الأطباء أن محمد على قيد الحياة وقد أصيب برصاص متفجر في الوجه وأن حالته الصحية ستستقر.

وتسرد الأم الفلسطينية تفاصيل رحلتها التي أثقلتها المعاناة في علاج نجلها.. محمد لا يستطيع تناول الطعام إلا بمساعدتي ويعيش فقط على السوائل فهو غير قادر على المضغ لأن فمه مشلول نتيجة الكسر لافتة إلى أن علاجه في مشافي غزة بات صعباً في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وعدم وجود إمكانيات طبية لعلاجه.

وأشارت إلى أنها تعيش لحظات صعبة متسلحة بالأمل في أن يشفى محمد ويصبح قادرا على النطق والسمع وتحقيق حلم حياته بدراسة الهندسة الميكانيكية لافتة إلى أن حالتها أنموذج لآلاف الأمهات الفلسطينيات اللواتي يعانين جراء جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق أبنائهن وأشقائهن وأزواجهن.

من جانبه يقول خالد عثمان والد محمد: “للأسف فقد نجلي أعصاب السمع التي أصيبت بتهتك نتيجة رصاص الاحتلال المتفجر الذي تناثرت شظاياه على مسافة قريبة جداً من المخ وباتت إزالتها تهدد حياته مشيرا إلى أن نجله لا يستطيع إغماض عينه اليسرى لأن كل الجزء الأيسر مشلول كما فقد حاسة التذوق بفعل الإصابة الخطيرة في وجهه”.

وأوضح عثمان أن ما فاقم إصابة نجله هو إصابته بالرصاص المتفجر الذي تسبب بتهشم في الفك وقطع في اللسان ولهذا فهو مضطر للتنقل يوميا بين المشافي من أجل علاج ابنه الذي يحتاج للعديد من العمليات الجراحية وخاصة في الأذن اليسرى والرقبة واللسان.

ووثقت مؤسسات حقوقية فلسطينية الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المشاركين في مسيرات العودة كما أكدت لجنة تابعة للأمم المتحدة في تقرير لها نهاية الشهر الماضي أن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أثناء قمعها المسيرات لافتة إلى أنها ستقدم المعلومات المتوافرة لديها إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كي تحيلها إلى المحكمة الجنائية الدولية بينما دعت الحكومة الفلسطينية مجلس حقوق الإنسان إلى تبني تقرير لجنة الأمم المتحدة خلال اجتماعه المقرر في الثامن عشر من الشهر الجاري.

محمد أبو شباب