اللاذقية-سانا
يسعى برنامج بالعلم منقوى الذي تطلقه مؤسسة بصمة شباب سورية بالتعاون مع المركز الدولي لغد أفضل إلى تقديم عمل تنموي إغاثي ثقافي للمتضررين من الأزمة في سورية ولاسيما الأطفال وذلك بزرع قيم حب العلم والمعرفة في نفوسهم وإيصال رسالة لهم بأن لهم إخوة لن يتخلوا عنهم وسيستمرون في دعمهم لتأسيس مستقبلهم العلمي بشكل صحيح.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية قال المهندس رامي منصورة مدير إدارة البصمة في اللاذقية وريفها: “إن هذا التعاون يعتبر الأول من نوعه بين المجموعة والمركز الدولي لغد أفضل الذي يتخذ مقراً له في بيروت والتقت المجموعتين اللتين تحملان نفس التوجهات للعمل في إطار تطوعي يقدم دعماً نفسياً ومادياً للأطفال من خلال برنامج بالعلم منقوى الذي يتكامل مع برنامج وثيقة شرف الذي عمل بداية العام الدراسي الحالي على توزيع المستلزمات المدرسية في مساهمة رمزية لدعم عدد كبير من أطفال الشريحة العمرية المندرجة ما بين 7 إلى 14 عاماً”.
وتعمل المؤسسة على عدد من البرامج التنموية الداعمة لأبناء الشهداء أحدها يحمل اسم وثيقة شرف والآخر برنامج بصمة براعم سورية ويهتم هذان البرنامجان بحسب رامي برعاية أطفال الشهداء لتفعيل دور المجتمع الأهلي لتحمل مسؤوليته تجاه هذه الفئة بالإضافة لترسيخ فكرة الشهادة وعظمتها في نفوس أبناء الشهداء ليشعروا أنهم متميزون فآباؤهم قدموا أغلى ما لديهم لحماية الوطن وأهله”.
ولفت رامي إلى أن أعداد المستفيدين من برنامج بالعلم منقوى الذي يعمل في اللاذقية للمرة الأولى تجاوز الخمسين طفلاً وطفلة من الأسر المتضررة من الأزمة مؤكداً أن التعاون مع المركز الدولي مستمر وقد ادرج هذا البرنامج إلى جانب برامج المجموعة الثابتة كما أن هناك العديد من الفعاليات والمبادرات التي سيقيمها الجانبان مستقبلاً في عدد من المجالات الاجتماعية والإنسانية.
بدوره أشار ميسم نداف مدير المركز الدولي لغد أفضل إلى أهمية التعاون الأهلي الحاصل بين المركز ومؤسسة بصمة شباب سورية لافتاً إلى أن متطوعي المركز وزعوا عدداً كبيراً من المساعدات في المرحلة الأولى ضمن لبنان في ثلاث محافظات هي الجنوب والبقاع وبيروت ليتم التوجه بعدها إلى داخل سورية نحو محافظة طرطوس التي تم التعاون فيها مع جمعية الوعد الخيرية لتوزيع مساعدات استفادت منها أكثر من مئة أسرة من عائلات الجرحى والشهداء بالإضافة لزيارة مدرسة عكرمة المخزومي في حمص التي تعرضت للتفجير الإرهابي مؤخراً والتفاعل مع الطلاب الذين قابلوهم بكل حب وود.
أما روح الله خويي عضو المركز الدولي فأشار إلى أن المركز يسعى لإرسال رسالة سلام ومحبة من الشعب الإيراني إلى الشعب السوري وهي أولى الأهداف المندرجة ضمن برنامج أعماله بالإضافة للدعم النفسي والمعنوي الذي يعمل عليه الفريق لافتاً إلى أن التعاون مع مؤسسات سورية إغاثية وتنموية أمر بغاية الأهمية ليحقق المركز الغايات التي أتى لاجلها الى سورية ولاسيما أن مؤسسة بصمة شباب سورية تعمل على الأرض بشكل واقعي منذ بداية الأزمة السورية.
من جهتها أوضحت سارة فاضل متطوعة في مؤسسة بصمة شباب سورية أن الشباب المتواجد ضمن حديقة العروبة المكان الذي احتضن فعاليات البرنامج عملوا ما بوسعهم لرسم ابتسامة على وجوه الأطفال الذين يستحقون من الجميع كل اهتمام ورعاية فقد تضمنت الفعاليات فقرات للرسم على الوجوه بهدف تطويع الألوان للتخفيف عن الأطفال وتعميق الشعور الوطني لديهم برسم العلم السوري على الوجوه بالإضافة لرسوم أخرى مرحة تزيد سعادتهم ولاسيما أن التواصل بين الأطفال والمتطوعين كان جيداً لمعرفة ما يفكرون به ومحاولة دراسة الأثر النفسي الذي تركته الأزمة في نفوسهم لوضع برامج لاحقة تفيد في تجاوزها.
وفي الإطار نفسه قالت سمر العاصي زوجة شهيد ووالدة ثلاثة أطفال أن وجود مثل هذه الفعاليات والبرامج يريح الأهالي بشكل كبير ويعوض الأطفال شيئاً مما فقدوه فتعاضد السوريين ووقوفهم مع بعضهم البعض مطلوب بشدة في هذه الأوقات ولاسيما من خلال برامج مدروسة موجهة للأطفال بشكل خاص لأنهم يستحقون الاهتمام فهم عماد ومستقبل الوطن.
وهذا ما أكدت عليه ميساء محمد علي زوجة شهيد ووالدة طفلين حيث قالت: “إن الأطفال يحتاجون لتعلم لغة السلام والإحساس بالتميز كأبناء شهداء ما يزيدهم عزة وكرامة وثقة بالنفس ويساعدهم على تجاوز مصاعب الحياة فتكرار مثل هذه الفعاليات سيكون له عميق الأثر في إخراجهم من جو الحزن بالإضافة لتوعيتهم بأهمية العلم وقيمة الشهادة فهم يحتاجون للدعم المعنوي قبل المادي لنشر الفرح في قلوبهم ونفوسهم الغضة”.
ياسمين كروم