لندن-سانا
انتقدت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية مواقف الحكومة البريطانية المتساهلة مع مشيخات الخليج المتورطة بدعم الإرهاب وتمويل التنظيمات الإرهابية وعلى وجه الخصوص مشيخة قطر التي كشفت التقارير والوثائق حجم تورطها في تقديم التمويل والتسليح للتنظيمات الإرهابية المتطرفة عبر أفراد أثرياء لهم صلات وثيقة مع نظام آل ثاني أو مؤسسات تتذرع بالأعمال الخيرية وتنشط دون مراقبة أو مساءلة.
وأكدت الصحيفة في سياق مقال أعده ستيفن باركلي على ضرورة أن تقوم لندن بالضغط على الأنظمة الخليجية لاتخاذ تدابير وإجراءات لوقف تدفق التمويلات التي يجمعها أفراد قطريون ورجال أعمال أثرياء يقيمون في هذه المشيخة الخليجية وتحويلها إلى تنظيمات إرهابية متطرفة تنشر الخراب والقتل ليس فقط في سورية والعراق بل في بلدان أخرى من الشرق الأوسط بما فيها ليبيا.
واعتبرت الصحيفة أن العلاقات التجارية التي تربط بين بريطانيا وقطر وتعود على الأعمال البريطانية بارباح هائلة يجب ألا تتم بأي ثمن نظرا لتورط الدويلة الخليجية بدعم الارهاب مؤكدة أن “أولئك المسؤولين عن تمويل ودعم الإرهابيين الذين يرتكبون جرائم مروعة بما فيها قطع الرؤوس واختطاف مواطنين بريطانيين وأمريكيين يجب ألا يكون لهم موطئ قدم داخل قطر”.
وتتوالى التقارير التي تكشف الدور الخفي الذى تلعبه مشيخة قطر بدعم وتمويل التنظيمات الإرهابية حيث ظهرت مؤخرا معلومات تؤكد تورط الدويلة الخليجية بتسهيل عمليات اختطاف الأبرياء في سورية ولبنان ومن ثم ادعاء قيامها بدور الوسيط للإفراج عنهم فضلا عن مسؤوليتها في إيصال أسلحة ومعدات حربية إلى الميليشيات المتطرفة الإرهابية في ليبيا.
وحول تورط شخصيات قطرية بارزة في تمويل ودعم الإرهاب وتغاضي المشيخة الخليجية الفاضح عن هذا الأمر بل وسعيها الحثيث للتغطية على هؤلاء الأشخاص وتبرير جرائمهم ولاسيما أن عددا كبيرا منهم له صلات وثيقة مع سلطات آل ثاني اشارت الصحيفة في مقال آخر أعده اندرو غيليغان إلى فضيحة ابن عم وزير الخارجية القطري عبد العزيز بن خليفة العطية الذي أدين في حزيران الماضي غيابيا في لبنان بتهمة ايصال أموال إلى تنظيم /القاعدة/ الإرهابي ثم أفرج عنه.
وأوضح غيليغان أن هناك علاقات وثيقة تربط بين العطية والإرهابي عمر القطري المعروف بلقب ذئب القاعدة الذي ادرج على قائمة الإرهاب الأمريكية الشهر الماضي.
ولفت غيليغان إلى أن العطية ومن خلال التعليقات التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بدا متعاطفا مع زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن ومع تنظيم /جبهة النصرة/ الإرهابي التابع للقاعدة في سورية كما انه اعرب عن دعمه لتنظيم /داعش/ الإرهابي.
وفي دليل قاطع على تورطه مع التنظيمات الارهابية في سورية أوضح غيليغان أن تنظيم /جبهة النصرة/ الإرهابي وجه إلى مموليه العام الماضي تعليمات بتحويل الاموال التي قاموا بجمعها عبر منظمة ترتبط ارتباطا وثيقا مع العطية.
وتعتبر مشيخة قطر وفقا لمحللين ومراقبين بمثابة “رأس الحربة” في تمويل التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وغيرهما وتؤكد وثائق كثيرة تورط عشرين قطريا على الأقل في تمويل الإرهاب عشرة منهم أدرجوا على لائحتي الإرهاب البريطانية والأمريكية ومن بينهم خالد محمد تركي السبيعي وهو أحد ممولي الارهابي خالد شيخ محمد الذي يعتبر “العقل المدبر” لهجمات الحادي عشر من أيلول في الولايات المتحدة.
وبحسب تقرير سابق لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية فإن مشيخة قطر تفوقت على السعودية في دعم الإرهاب وتمويله في سورية والعراق من خلال تحويل ملايين الدولارات الى التنظيمات الارهابية وعلى راسها تنظيم /داعش/.
وقد تزايدت في الآونة الاخيرة الانتقادات الموجهة ضد مشيخة قطر مع تأكيد مراقبين ومحللين غربيين انها تقوم بدور مزدوج على الساحة الدولية فهي ترعى وتمول التنظيمات الإرهابية في سورية وليبيا وغيرهما من جهة وتدعي محاربة الإرهاب من خلال ما يسمى /التحالف الدولي/ من جهة أخرى.