من لا يندمج في الوطن ليس منه -بقلم: عبد الرحيم أحمد

كثر الحديث والتصريحات المتناقضة أحيانا من مسؤولي بعض الأحزاب الكردية السورية حول شكل العلاقة التي تربطهم مع أشقائهم في الوطن ومع الوطن، كجامع لأبنائه وحافظ لهويتهم، فبعضهم لايرى أملاً في الموقف المبالغ فيه إلى حد الإفراط والشروط على طبيعة العلاقة المستقبلية مع الدولة والوطن، وبعضهم الآخر لا يزال يعتقد أن هذا الإفراط يحقق مطامحه السياسية الانعزالية وحتى الانفصالية.

تصريحات وتصريحات مضادة تظهر كل يوم في وسائل الإعلام على خلفية اللقاءات التي اجرتها بعض القيادات الحزبية للسوريين الأكراد مع عدد من المسؤولين في دمشق.. إعلانٌ اليوم ونفيٌ غداً حول علاقة المناطق الشمالية الشرقية مع الجسد السوري جغرافياً واجتماعياً ووطنياً، حيث صدرت تصريحات لا تستبعد امكانية اندماج قوات«قسد» في الجيش العربي السوري في المستقبل.‏

هذه التصريحات تشكل بداية وعي سياسي لحقيقة الشراكة بين أبناء الوطن والاندماج في مؤسساته الوطنية، لكنها قوبلت من البعض بوضع شروط على شكل الاندماج وطبيعته، الأمر الذي يؤشر إلى أنه لا يزال هناك من يرفض رؤية الواقع ويفرط بعلاقة الشراكة والاندماج بين ابناء الوطن الواحد.‏

إن الإفراط في وضع الشروط هو تفريط بالوطن، فلن يعيش فرع بمعزل عن جذعه، ولن تحيا الأوراق معزولة عن غصنها، لذلك فإن المطلوب من الأشقاء في الوطن واعضاء الجسد الواحد أن يتحلوا بالحكمة التي تحفظ الوطن وتحفظهم معه.‏

وللتذكير فقط.. فقد اطلقت سابقاً العديد من المجموعات المسلحة والمجموعات الإرهابية ومن يرعاها ويمولها في غوطة دمشق وحمص وحلب ودرعا ودير الزور شعارات كبيرة وشروط تعجيزية وتبنت عنتريات صبيانية، لكنها جميعها لم تسفر سوى عن هزيمتها وخضوعها لمنطق الوطن ومنطق حماة الوطن من رجال الجيش العربي السوري.. لذلك على الأشقاء في المناطق الشمالية الشرقية من الأخوة السوريين الأكراد أن يدركوا تلك الحقائق وأن يبنوا عليها تقييماتهم.‏

فالولايات المتحدة التي يراهن عليها البعض.. تطلب اليوم من ممالك الخليج تمويل بقاء قواتها العسكرية في الشمال والشرق السوري، لذك فهي غير قادرة على أن تقدم لهم شيئاً للمستقبل، بل هي تستثمر في خلافهم مع الدولة، ومتى رأت أن الاستثمار أصبح مكلفاً سوف تطلق العنان للرحيل وتقلع محركات طائراتها تاركة خلفها من اعتقدوا بالأمس القريب أنهم حلفاء لا تفرط بهم.‏

لن نعيد التذكير بفيتنام ولا بجنوب لبنان، ولا بما جرى في العراق.. سنذكّر فقط بما جرى في جنوب سورية وغوطة دمشق وكيف تخلت الدول الراعية للإرهابيين وللجماعات المسلحة عن أدواتها في لحظة وكان ما كان.‏

من راهن من السوريين بمختلف تسمياتهم على ضعف الدولة السورية، فقد راهن عن ضعف تقدير منه، ومن يراهن اليوم على ضعفها فليس لديه بصيرة ولا بصر، ومن يرفض الاندماج في الوطن فهو ليس منه.‏

انظر ايضاً

طريق دمشق ـ حمص الدولي سالك بشكل كامل ‏

دمشق-سانا ‏ أعلن الدفاع المدني السوري أن الطريق الدولي دمشق – حمص سالك بشكل ‏كامل، …