هذه هي سورية

تطورات أكثر من متسارعة في المنطقة وحولها عنوانها الأبرز المزيد من الإرهاب، ومحركها الغرب ومعه تركيا والسعودية بشكل خاص، وهدفها القضاء على المقاومة بأي شكل وتحت أي مسمى، ووقودها الدماء التي تسيل على الأرض العربية بسلاح غربي وأموال خليجية وفتاوى وهابية لا مكان لها في الإسلام.

وإذا كانت سورية والعراق هما الساحة الأساسية لهذا الإرهاب الغربي- الوهابي- الإخواني في هذه الأيام فإن كل شيء على الأرض وفي غرف الإرهاب السوداء يؤكد أن لهذا الإرهاب امتدادات عاجلة وآجلة لن تستثني أي دولة عربية، وأن الدماء التي تنزف الآن في سورية والعراق ستنزف كذلك في الدول التي رعت وموّلت ودرّبت الإرهابيين، وأفتت لهم بجواز ما يرتكبون من جرائم الذبح وأكل أكباد البشر.

وإذا ما كان الحديث عن سورية، فهي تعرف منذ البداية خطورة ما تتعرض له من حرب إرهابية وتعرف كذلك أسباب هذه الحرب وأثمانها، وقد ولّفت نفسها على هذا الأساس قبل وأثناء نشوب هذه الحرب عليها، ودعت الآخرين بأعلى صوتها إلى اليقظة والحذر، والحيلولة دون انتشار هذه الآفة التي لا مكان وزمان محددين لها، ولا إمكانية أبداً للتعايش معها، وبالتالي اتقاء شرورها.

وكان معيار سورية دائماً في تعاملها مع هذا الإرهاب إدراكها بل قناعتها الأكيدة بأن الهدف منه أولاً وأخيراً المزيد من عوامل الحماية لـ«إسرائيل»، وتمكينها من الاستمرار في احتلال الأرض العربية ومن بلوغ أهدافها في إعلان ما تسمى «الدولة اليهودية الخالصة» وهذا يظل مستحيل المنال ما دامت المقاومة ومادام خندق المقاومة المتمثل في سورية وإيران وحزب الله وكل القوى والفصائل الأخرى سائرة في هذا الاتجاه.

لذلك كان التركيز الأمريكي- التركي- السعودي- الإسرائيلي على سورية، وكانت كل هذه الأموال والأسلحة الفتاكة للمجموعات الإرهابية في سورية، هذه المجموعات المشكلة أساساً من غير السوريين، والتي دفعت بقوة المال والفكر الوهابي- الإخواني التكفيري إلى سورية عبر تركيا و«إسرائيل» والأردن.

ولذلك تعمل سورية بكل قواها لمواجهة هذه الحرب الإرهابية ودحر الإرهابيين، والقول لمشغليهم: هذه هي سورية وهذا شعب سورية وجيشها العقائدي.

بقلم: عز الدين الدرويش