الحرب الكبيرة بأدواتها «العسكرية والإعلامية والسياسية» الدائرة على سورية في الدّاخل السوري أشعلت الحرب الباردة بل أيضاً أشعلت ما يمكن تصنيفه «حرب الخواصر الرخوة والمناطق الرخوة» التي تخصّ أقطاب الصراع البارد والدول الملحقة بتلك الأقطاب.
لا بد من رسم المشهد وتبويب وقائع تثبت أنّ دول وهوية الكرة الأرضية قبل الحدث السوري «2011» حملت مواصفات معينة، تبدلت بعد انطلاق تفاعلات وتداعيات الحدث السوري، إذ ما إن بدأ الحدث السوري ارتباطاً بعبث عدواني خارجي طال مناطق سورية داخلية وحدودية رخوة بدأت حرب عالمية باردة، فاشتهر الفيتو الروسي- الصيني المزدوج في مجلس الأمن ارتباطاً بخصوصية ما يحدث في سورية، بعد ذلك تفجّرت أحداث «أوكرانيا» الخاصرة الرخوة لروسيا، واليوم «تتفجّر» أحداث هونغ كونغ الخاصرة الرخوة للصين.
أيضاً نتيجة الحرب السورية وتطوراتها تفجّرت مناطق تركية رخوة تفجّراً ذاتياً ارتباطاً بمكونات الشعب التركي وخلطته العرقية والإثنية وتأثراً بالسياسة التركية الرعناء في الداخل التركي وتجاه الجوار السوري والعراقي.
الناشئة عن مناطق الارتخاء التي تصبح بوابة لزج الدول في حروب وأزمات ومسرحاً للعمل الاستعماري والعمل المضاد، وما من مغالاة في صياغة مقولة: «إذا أردنا أن نعرف ماذا يحدث في هونغ كونغ أو اليمن .. يجب أن نعرف ماذا يجري في سورية..؟!».
مهما تعددت القناعات والآراء تجاه شكل المشهد السياسي في المنطقة فإنّه لا يمكن أمام تصعيد إجراءات الحلف المعتدي على سورية أن تكون المنطقة برمتها في مأمن من أحداث كبرى ومفاجآت ومتطلبات الرد على التصعيد.
ومن المهم أن وعي السوريين يتماشى مع سوية الاستحقاقات التي تخوضها سورية في حرب مقدسة مهما امتدت وسواء تطلبت إمكانات أكبر في التحمّل الوطني وإمكانات كبرى لـ«محور وحلف المقاومة والممانعة»، فإنّه لا يمكن أن تتزعزع القناعة بأهم حقيقة وهي «حرب لا يمكن تفاديها طالما العدو يعتدي»، والقناعة بقدسية الوصول إلى خواتيم تجعل من سورية الوطن الملتزم بخريطته المعترف بها عالمياً.
بقلم: ظافر أحمد