قطار العلاقات السورية – الروسية الذي يواصل تسارعة على أساس متين في محاربة الإرهاب وتعزيز العلاقات بين البلدين، حصل يوم الخميس الماضي على وقود جديد واضافي لمواصلة سيره ونجاحه في تخطي الكثير من العراقيل الاقليمية والدولية المبتغية حرف مساره الهادف الى انهاء الحرب الارهابية على سورية، و تمكين الشعب السوري من تحديد خياراته بنفسه بعيداً عن التدخلات الخارجية.
لقد تخللت الأشهر بين قمتي سوتشي الأولى والثانية بين الرئيسين بشار الاسد وفلاديمير بوتين تطورات استراتيجية على صعيد محاربة الارهاب والتعاون الثنائي بين البلدين، الأمر الذي فتح الباب أمام خطوات في مسار الحل السياسي لم يكن من الممكن الإقدام عليها لولا دحر الجيش العربي السوري وحلفائه للإرهاب من مناطق واسعة في سورية.
إن قيام التعاون الثنائي بين سورية وروسيا على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ووفقا لشرعة الامم المتحدة، كان عاملاً حاسماً في تحقيق كل هذه الانجازات الكبيرة وتعزيز سيادة الدولة السورية، وكان لتفهم القيادة الروسية لكل الطروحات السورية اضافة لإصرار القيادة السورية على عدم المس بالثوابت الوطنية، الأثر الكبير في إفشال إملاءات محور العدوان الإرهابي على سورية طوال السنوات الماضية.
تشكل نتائج قمة سوتشي2 وبالتحديد ما يتعلق بـ“الخطوات المشتركة اللاحقة”، المرتبطة بالعملية السياسية وضرورة أن تجري بالتوازي مع محاربة الإرهاب، ضماناً لنجاح الخطط المشتركة بين البلدين، وبالتالي الوصول إلى حل سياسي يصنعه السوريون بإرادتهم و تضحياتهم وصمودهم، من دون أي تدخل خارجي، وهو ما عبر عنه الرئيس بوتين بالقول إن تفعيل العملية السياسية في سورية يرتكز على الانتصارات الكبرى والنجاحات الملحوظة من قبل الجيش العربي السوري في الحرب على الإرهاب.
وانطلاقاً من هذا الفهم والإدراك الروسي لحقيقة دور الجيش العربي السوري في تهيئة الظروف المناسبة لعملية سياسية ناجحة، ركزت المحادثات على الإجراءات المشتركة الخاصة بمكافحة الإرهاب والتشكيلات الإرهابية في سورية لتحصين الايجابيات من أي اختراق، وخاصة ان هناك دولاً لا ترغب بأن ترى الاستقرار كاملاً في سورية.
وكذلك الأمر إن تناول القمة بين الرئيسين لموضوع إعادة الإعمار وإحياء الاقتصاد السوري بهذا الشكل من شأنه تحصين الاستقرار وعودة الملايين من السوريين، ويعكس اتساع انخراط الشركات الروسية في العملية الاقتصادية تجسيداً عملياً لهذا التعاون بين البلدين المتوقع أن يشهد نشاطاً كبيراً في المستقبل القريب.
إن مفاعيل قمة سوتشي2 سترى التطبيق الفعلي من جميع النواحي قريباً، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار في سورية، عبر مواصلة الحرب على الارهاب وتنشيط الاقتصاد السوري، وهو ما يضمن خلال المرحلة القادمة عزل ومحاصرة أي محاولات غربية للتدخل في الشأن السوري، وضمان تحقيق النصر الكامل في هذه الحرب.
صحيفة الثورة