الشريط الإخباري

صور الحياة الآمنة تعتلي وجوه أهالي وأطفال الغوطة الشرقية في مركز الدوير للإقامة-فيديو

ريف دمشق-سانا

ليلة واحدة كانت كفيلة بصنع فارق لا يمكن قياسه.. ليلة وضعت حدا بين أيام الجوع والمذلة والجهل التي عاشها أهالي الغوطة الشرقية تحت نير التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية وبين حياة كريمة في ظل وطن يتسع لجميع أبنائه.

أهالي الغوطة الشرقية الذين أمنهم الجيش العربي السوري وتم نقلهم إلى مركز الدوير للإقامة المؤقتة نام أطفالهم أمس بهناء وعلى وقع حكايا الأمل من أفواه جداتهم وأمهاتهم بعودة الحياة ويحدوهم الأمل بمسك أقلامهم ودفاترهم التي حرمهم منها التكفيريون الظلاميون ليكونوا بعد غد الأحد على مقاعد الدراسة.

الجوع والألم والخوف من أي سلوك إجرامي للإرهابيين تبدد إلى طمأنينة كما يقول أبو محمد من أهالي دوما ويضيف: كنا نعيش أعزاء في مزارعنا وقرانا وبلدنا حتى جاءت هذه الطغمة المجرمة التي تدعي الإسلام وحاصرتنا في منازلنا وضيعت علينا جهد 40 عاما من العمل والتعب.. لقد بعنا أرضنا وأملاكنا وأرزاقنا حتى نشتري بها ما يسد رمق أولادنا والحمد لله اليوم حصلنا على حريتنا بفضل الجيش العربي السوري.

وبجملة فيها من المرارة المترسبة قبل وصوله إلى المركز والمجبولة بروح النكتة والمرح أشار رجل في الستين من عمره بإصبعه إلى المؤونة التي تم توزيعها عليهم وقال “هذا الطعام يكفي حارة في الغوطة لمدة أسبوع” ويؤكد أن ما يزيد من فرحته هو أن ابنته التي انقطعت عن جامعتها في السويداء عدة سنوات ستعود إلى جامعتها ومستقبلها من جديد.

“كنا نعيش بالجحيم والآن نعيش بالنعيم” رسالة وجهها أحد أبناء مدينة دوما مطالبا الجميع بالخروج لينالوا حريتهم ويتخلصوا من الظلم والإجرام الذي يلقونه من التنظيمات الإرهابية.

عمليات المسح الطبي التي تقوم بها الفرق الطبية من مديرية صحة دمشق والهلال الأحمر العربي السوري والأدوية الإسعافية والضرورية التي تم توزيعها على الأهالي فور وصولهم بعثت الأمل في نفوسهم بالشفاء من جديد حيث كانوا بلا طبابة تحت حصار الإرهابيين كما يؤكد أحد نزلاء المركز وهو مصاب بمرض عضال ويشير إلى أن الكوادر الطبية عملت فور وصوله على فحصه بشكل أولي وإعطائه ادوية اسعافية ريثما يتم نقله إلى أحد المشافي لمتابعة علاجه مناشدا أهالي الغوطة بالمسارعة إلى الخروج ليتمكنوا من الخلاص من الإرهابيين “أصحاب الذقون” كما وصفهم حتى يعيشوا بكرامة في ظل الدولة وحماية جيشها الأغر.

الأمن والأمان اللذان نعموا بهما منذ خروجهم تحت حماية وإشراف الجيش العربي السوري ترى فيهما سيدة خارجة من الغوطة أكبر النعم وخاصة لولديها المكفوفين اللذين حرما من التعليم أو من وسائل الرعاية الخاصة في الغوطة الشرقية.

أيام طويلة من المعاناة كان آخرها في أحد الأقبية اختصرت معاناتهم كما توضحه امرأة تضع إلى جانبها ابنتها الرضيعة النائمة بهدوء لم تعهده منذ سنوات وتشير إلى العناية الطبية والاستفسارات عن حالتهم الصحية من قبل الكوادر المعنية حيث تم تزويدها بادوية كانت بحاجة إليها ولم تتناولها منذ احتجازهم من قبل الإرهابيين.

الأطفال الذين حرمتهم التنظيمات الإرهابية من أجمل أيام حياتهم ومن مقاعد دراستهم يعبر عنها الطفل يامن الشيخ بكري ووالدته تمسح على رأسه “أريد العودة إلى المدرسة واللعب والحصول على أصدقاء ولعب كرة القدم.. لعنهم الله لقد حرموني من كل ما اشتهيه”.

وللواقع إشعاع يصله مستقبل منشود تعمل عليه جميع الجهات المعنية بالتربية والتعليم حتى لا يخسر الوطن كوادر مهمة يمكن أن تساهم في إعادة بنائه والدفاع عنه هذا ما تؤكده الآنسة رحمة رزق مديرة مدرسة معسكر الدوير حلقة أولى وثانية وترى أن التعليم هو القاعدة الأساسية لبناء الانسان مشيرة إلى أن المدرسة التي تم تاسيسها خلال الأزمة لاستقبال الأطفال المهجرين نتيجة إرهاب التنظيمات الإرهابية بحالة استعداد دائم لاستقبال الأطفال.

وتلفت إلى أن الأطفال الذين قدموا إلى المركز خلال الساعات الماضية من أهالي الغوطة الشرقية يتم إجراء فحص طبي للتأكد من سلامتهم الصحية ومن ثم سيقدم لهم دعم نفسي لأن بعض الأطفال لديهم حالة قلق وخوف نتيجة ظروف الأسر التي فرضتها عليهم التنظيمات الإرهابية كما يوجد حالة نفور من المدرسة لدى بعضهم الآخر بسبب الانقطاع الطويل عن مقاعد الدراسة في مناطق الغوطة وسيكون يوم الأحد القادم أول يوم لهم في المدرسة التي أحدثت لهم شعبة صفية للفئة “ب” المنقطعين عن الدراسة فترة طويلة حتى يعوضوا ما فاتهم ويحققوا طموحاتهم ويسهموا في بناء مستقبل الوطن الذي حاول الإرهاب تدميره من خلال نشر الخوف والقتل والفكر التكفيري الظلامي.


 

انظر ايضاً

أهالي الغوطة الشرقية ممتنون لتضحيات بواسل الجيش التي أعادت الأمن والأمان