الفنانة التشكيلية آية شحادة تعمل على إيجاد هوية خاصة بها

دمشق-سانا

من خلال الألوان القوية والخطوط الواضحة تعمل الفنانة التشكيلية آية شحادة على إيجاد هوية خاصة بها وفق تكنيك فني يميزها ويجعلها تتناول الطبيعة في لوحاتها لتعبر عن مكنوناتها ومشاعرها.

وتبين الفنانة شحادة في حديث لـ سانا الثقافية الخامة المفضلة لديها للرسم فتقول “استعمل ألوان الأكريليك لأن دقة اللون فيها قوية وواضحة ما يساعدني على طرح الأفكار التي أريد لذلك ألجأ لهذا التكنيك الفني لإنتاج اللوحة وتحقيق ما أصبو إليه”.

وتضيف شحادة في معرض حديثها عن أسلوب تنفيذها للوحة “بعد ولادة الفكرة في مخيلتي ووضع الخطوط الأولية على اللوحة يتحكم في اختيار الألوان التي أستعملها حالة اللاوعي فأضع بعض الألوان الأولية التي تعتبر أساس أفكار اللوحة ومن ثم تتجه مكنوناتي وأحاسيسي وذهني إلى التقنيات لأكون عالما آخر يشبه تماما ما أريده في حياتي”.

ولا تحبذ شحادة تقنية الحفر بالرسم لأنها تتطلب منها الخوض في صعوبات أكبر مفضلة التعامل مع ألوان الاكريليك لأنها أكثر سهولة إضافة إلى أنها تقدم شكلا فنيا قد يتجاوز النحت والحفر وغيرها بصورة تحاكي الطبيعة.

وتمر اللوحة لدى شحادة بمراحل عدة وعندما تذهب إلى سطح الورق الأبيض تكون بحالة نفسية معينة تتطور عند بداية العمل على الورق ثم تتغير عندما تتداعى الصور في مخيلتها مستعينة في ذلك بموهبتها والتقنية التي تعرفها وقدراتها الفنية حتى تصل إلى نتيجة تدهش المتلقي وتترك عنده أثرا في البحث عن معاني اللوحة.

وترى شحادة أن كل فنان يختلف عن الآخر بالتعبير عن شخصيته الفنية والمعاني التي تشير إليها الألوان فهي تحب الألوان التي تشبه التراب وما يقاربها لأنها بالنسبة لها تعني الدفء وحب الأرض والحنان وهذا ما يربطها بها أكثر.

وتؤكد على حقيقة مفادها أنه ليس بمقدور أي فنان أن يحدد الشكل الفني الذي يذهب اليه فالموهبة قد تعطيه قدرة على تجديد وإبداع أشكال أخرى من شأنها أن تسمي هذا التجديد ابتكارا وبالتالي يمر الفن بمراحل التطور كلها من دون أن تتراجع قيمته.

وتشير شحادة إلى ما تراه اختلافا في تعامل الفنان الرجل والفنانة الأنثى مع اللوحة بصورة تعبر عما يجول في خاطر كل منهما وتقول “عندما أعبر كامرأة عما تتعرض له سورية من إرهاب وصمودها بوجه الحرب ضدها فاني أتنسم روح الأنثى التي تتميز بالحنان واختار ما يعبر عن ذلك بمنظور يختلف عن اختيارات الرجل فالشجرة مثلا تعني لي الانتماء وحب الأرض بينما قد يرى الرجل ذلك في كائنات أخرى ولكن الغاية لدى الاثنين واحدة وهي الوصول إلى عقل المتلقي”.

وتعتبر الفنانة شحادة أن الحركة التشكيلية على الساحة الثقافية حاضرة وبخير برغم ما يتعرض له وطننا من إرهاب ومؤامرات عبر إقامة المعارض ورسم اللوحات وتبادل الآراء الفنية والثقافية وإغناء الحركة التشكيلية والثقافية البصرية دون التأثر بقساوة الظروف ووحشيتها لأن الفنان برأيها صاحب حضور ورسالة ويعكس ذلك في لوحات ومنحوتات ليؤكد أن الثقافة بأنواعها انعكاس لحضارة المجتمع ومدى تطوره.

يذكر أن الفنانة آية شحادة خريجة قسم الحفر في كلية الفنون جميلة كما تخرجت من قسم الرسم في المركز الثقافي الروسي ومن مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية شاركت بمجموعة من المعارض الجماعية وتعمل حاليا مدرسة بالجامعة السورية الدولية للعلوم والتكنولوجيا.

محمد خالد الخضر وميس العاني