السويداء-سانا
قد لا تكون أكاديميا في دراسة الفن لكنك فنان بالفطرة هذا ما وجدناه لدى العم أبو أدهم مروان عزي الذي لم تمنعه سنوات عمره التي قاربت السبعين من إبداع منحوتات خشبية ملفتة ضمن منزله في حي الخريج بمدينة السويداء.
تجربة عزي مع النحت بدأت في مراحل متأخرة من عمره قبل نحو 9 سنوات تعكس روح الإصرار وحب العمل لديه وعزيمته التي واجه بها مصاعب الحياة بكل قوة مستمدة من البيئة التي نشأ فيها ليؤكد أن الموهبة والإبداع لا يحدهما عمر.
أدوات عادية بسيطة يستعملها العم أبو أدهم ضمن ورشته البيتية الصغيرة كالازميل الخشبي وآلة التنعيم ليجسد منحوتاته الخشبية التي يبحث باستمرار عن موادها الأولية دون أن يلحق أذى بأي شجرة صانعا منها أعمالا فنية تزين مدخل منزله ومضافته العامرة على وقع فناجين القهوة المرة العربية.
فكرة التوجه إلى عالم النحت التي يعتبرها عزي موهبة ولدت كما يقول من مشهد استوقفه لتقطيع جذور أشجار مترابطة ما دفعه للتفكير بضرورة الاستفادة من مخلفات البيئة فانطلق لتصنيع أشكال ومجسمات منها إلى أن تطورت أعماله وتوجه للنحت على جذوع وأغصان الأشجار.
أعمال عزي التي تفوق 300 منحوتة قدمها في معارض بالمراكز الثقافية تجاوزت العشرين حاملة موضوعات متعددة وطنية و إنسانية و طبيعية تعبر عما يجول في داخله منها منحوتة على جذع شجرة تحمل خارطة سورية والجندي العربي السوري حامي الديار مؤكدا خلالها على اللحمة الوطنية متناغمة مع أعمال أخرى لجيشنا الباسل وفلسطين المحتلة.
ومن أعمال عزي الكثيرة التي تستوقف الزائر إلى منزله لجماليتها منحوتة لسلحفاة ضخمة تأخذ حيزا كبيرا في مضافته يبلغ طولها كما يبين 170 سم وقطرها 173 سم بوزن أكثر من 100 كغ من خشب السنديان الذي يعود إلى آلاف السنين ترمز إلى التمسك والتجذر بالأرض إضافة لمنحوتة تزين مدخل بيته أراد من خلالها التعبير أن وراء كل رجل عظيم امرأة في إشارة لزوجته التي تشجعه دائما وتقف إلى جانبه في مواجهة متاعب الحياة وأعبائها الكبيرة.
ورغم حادث سير تعرض له قبل 43 عاما أحدث عجزا بإحدى رجليه وكسرا في فقرات ظهره مع وجود قطب معدنية في بطنه يضطر لتجديدها كل عدة سنوات حتى اليوم إضافة لإصابته بجلطة قبل أشهر كل ذلك لم يمنع عزي من ممارسة أعمال متعددة سابقا والاستمرار بأعمال النحت حاليا حيث يقول “الأمل هو في الحياة والإنسان خلق ليعمل ولا طريق لليأس عندي وسورية تستحق منا تقديم كل شيء من أجلها”.
هذا التميز عند العم أبو أدهم الذي كان ممن خاضوا حرب تشرين التحريرية يترافق مع اهتماماته بالكتاب من خلال مكتبة تضم أكثر من 700 كتاب ومخطوط ديني قديم يعود بعضها إلى 800 عام كما يوضح لتضاف إلى هوايته بجمع العملات النقدية حيث يملك مئات القطع القديمة وخاصة السورية واللبنانية.
تقرير عمر الطويل