معرض “رسالة” لوحات إبداعية وتشكيلات صلصالية متفردة لأطفال مرسمي تشكيل  وسيسيليا

اللاذقية-سانا

لوحات مفعمة بالأمل والتفاؤل متناثرة على جدران مقهى آبي رود تجد في كل منها كلمة أو لمسة صغيرة حاول أطفال مرسمي تشكيل و سيسيليا تجسيدها بألوانهم وخطوطهم ليكون معرض “رسالة” نقطة مضيئة تثبت أن الأطفال مازالوا ضمن المسار الصحيح للحلم الطفولي الذي يجب أن يعيشوه .

ويشارك في المعرض أكثر من 35 طفلا حاولوا أن يقدموا تجربتهم التشكيلية الأولى عبر المساحة البيضاء والألوان المائية و الزيتية أو من خلال الكتلة التي تملأ الفراغ حيث أكد الفنان علي الشيخ مشرف مرسم “تشكيل” في حديثه لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن القائمين على المعرض أرادوا أن يوجهوا رسالة من خلال لوحات الأطفال ومنحوتاتهم وهذه الرسالة ليست لأطفال سورية فحسب بل هي للكبار قبل الصغار.

0001C2EEويضيف من المعروف أن الجميع تأثر بالأزمة السورية التي تركت انعكاساتها على مختلف الشرائح وخصوصا الأطفال ونحن كمشرفين حاولنا قدر الإمكان توجيه الطفل السوري ليبقى في حدود طفولته التي يجب ان يعيشها بكل تفاصيلها فالطفل السوري صاحب حلم ورؤيا وهذا الحلم لا يمكن تحقيقه في هذه الظروف الصعبة إلا من خلال الفن الراقي الذي يملأ حياة الطفل ويجعله يفرغ أحاسيسه السلبية والإيجابية بأشياء مفيدة فالمعرض هو رسالة من أطفال سورية ليثبتوا أنهم قادرون على أن يعيشوا حلمهم الطفولي رغم كل الظروف.

و يشير الفنان الشيخ إلى أن هذا المعرض هو الثالث لمرسم “تشكيل” والذي أتى مشتركا مع مرسم “سيسيليا” لتكون الرسالة أكبر وأشمل باسم الأطفال الذين يدعون أقرانهم ليكونوا معهم.

وقال رغم أن العديد من المشاركين فقدوا أحبة لهم في هذه الأزمة الصعبة الا انهم استمروا بحلمهم وتابعوا أنشطتهم في المرسم الذي يعتبر بيتهم الثاني.

ويتابع نتعامل مع الأطفال بأسلوب بعيد عن الجو المدرسي ضمن جو تسوده الألفة والمحبة فأنا صديقهم قبل أن أكون مدرسهم ولا أعتبرهم طلابا بقدر ما اعتبرهم أصدقاء وأبناء لي ونحن نعمل معا على نسج خيوط الحلم الموجود بداخلهم من خلال كسر حاجز الرهبة بين الطالب والمدرس فلا أتدخل في المواضيع التي يختارونها للرسم بل أترك الطفل على سجيته ليحلق في مخيلته كما يشاء ويأتي دوري بمشاركته ما يتخيله فكل طفل من أطفال المرسم استطاع خلال الدورة الصيفية إنجاز أكثر من 10 أعمال اخترنا منها عملا أو عملين أنجزها الأطفال باستخدام الألوان المائية والباستيل الزيتي بالإضافة لوجود قسم متخصص بالنحت الذي يعتمد على الصلصال كمادة أساسية حيث تركنا الاطفال يتعاملون معها لتشكيل المجسمات التي تحلو لهم فاختاروا انجاز أشكال حيوانية لم تشبه بالضرورة كائنا موجودا في الحقيقة ولكن من الناحية التعبيرية نشعر ان هذه الكتلة تعبر عن الانسنة الموجودة داخل هذه الحيوانات.

1من جهتها قالت رولين عبود مشرفة مرسم “سيسيليا” أن طلاب المرسم حاولوا خلال هذا المعرض أن يتميزوا بتقديم “البورتريه” بطريقة تعبيرية تطغى عليها روح الطفولة حيث ترك المشرفون لهم حرية الخيار بين نماذج مختلفة من الوجوه فرسم البعض وجوها حزينة ومنهم من عبر عن الأزمة بطريقته أما البعض الآخر فرسم ابتسامة عريضة على الوجوه .

وأشارت إلى أن الأطفال الذين تراوحت أعمارهم بين 5 و 31 عاما شاركوا بلوحتين لكل منهم تنوعت عناوينها بين الطبيعة الصامتة ورسم الورود بطريقة مميزة تدعو الى التفاؤل وكانت الألوان بشكل عام دافئة ومشرقة وربما هي تعبير منهم عن أملهم بغد أجمل فالأطفال اختاروا طرح الابتسامة من خلال رسوماتهم البريئة وطرحوا رسائلهم بألوان جريئة جسدتها الوجوه المتنوعة التي تعبر عن مكنوناتهم كما أن وجود مرسمين معا هو نوع من التمازج والتشجيع و خطوة نحو التكامل بين المراسم العاملة في هذا المجال والخطوة التالية ستتوجه الى المزيد من المعارض بعد إنهاء الدورات الشتوية والتي سنطرح خلالها أفكارا جديدة تأخذ الأطفال نحو مزيد من التميز .

أما عامر ديوب مشرف مرسم “سيسيليا” فلفت إلى أن مشرفي المرسم يتوجهون للحفاظ على حالة الطفل العفوية ومساعدته لتجسيدها على الورق باستخدام جميع تقنيات الرسم كالمائي والزيتي دون تأثير سلبي من المحيط وهي نقطة مهمة لكل طفل قادر على تجسيد أفكاره وتوجهاته من خلال الخط والفراغ واستخدام الألوان الحارة والباردة فعلم اللون بحسب ديوب يساعد في تحليل شخصية الإنسان فكل طفل لديه حالة وردية تتجلى بحالة حب بينه وبين الرسم وتترجم من خلال لوحاته وهنا يأتي دور المدرس بمساعدته دون فرض أي رأي شخصي.

ويتابع اعتمدنا في اختيار لوحات الأطفال على معايير العمل الفني المعتمدة على فكرة اللوحة و التكوين والفراغ وعلاقة الألوان مع بعضها البعض فهي عناصر متكاملة لأي عمل تشكيلي مع مراعاة انه منجز بأيدي أطفال عفويين وسنعمل كمشرفين خلال المرحلة القادمة على تطوير أدواتهم وتقنياتهم ولا سيما في موضوع التصميم والاتصالات البصرية بالإضافة لإدراج النحت لتطوير خيال الطفل ليعمل ضمن حالة إبداعية وخيالية.

بدورهم عبر الأطفال عن سعادتهم بعرض ما أنجزوه أمام الجمهور حيث أوضحت هلا معلا 9 سنوات أنها قدمت ثلاث لوحات صغيرة الى جانب منحوتة تجسد الأم وابنها وهي ليست الأولى التي تنجزها خلال الدورة الصيفية لكنها كانت الأنسب للعرض أما زميلتها ميرنا دلالة 11 عاما فقد تعلمت الخطوط العريضة لفن النحت خلال عام واحد فقط وأنجزت العديد من المنحوتات لتختار منحوتة “صياد السمك” لعرضها مشيرة إلى أنها استطاعت تجاوز مشكلة تكوين الجسم بالطرق الصحيحة مما جعل المنحوتات تظهر بشكل أجمل وأكثر حرفية.

بدورها لفتت شهد دليلة 6 سنوات إلى أن سنها الصغير نسبيا لم يمنعها من المشاركة بالمعرض بثلاث لوحات متنوعة المواضيع ولاسيما البورتريه الذي اختارت رسمه بطريقتها الخاصة ونال استحسان المدرسين والجمهور في الوقت نفسه مما أعطاها دافعا للاستمرار والعطاء في هذا المجال بشكل أكبر.

ياسمين كروم