دمشق-سانا
أكد الباحث الدكتور خلف المفتاح أن المؤامرة والحرب التي تواجهها سورية ليس لها بعد إرهابي وحسب وإنما لها أهداف واضحة لإسقاط منظومة الفكر الوطني والقومي واستبدال الهوية الجامعة بهويات ما تحت الوطنية من إثنيات ومذاهب وطوائف.
واعتبر الدكتور المفتاح في محاضرة له اليوم تحت عنوان الدولة الوطنية والحرب على الهويات نظمتها اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني أن صراع الهويات يشكل تحديا كبيرا لكونه يمثل خطرا وطنيا وقوميا يوءدي الى تشظي الجماعات وتدمير الأوطان مشيرا إلى أن الدولة تقوم على ثلاثية الوطن والمواطنة والوطنية كتكوين متكامل حيث جاءت الدولة من الحاجة والمصلحة لدى الإنسان ليضمن أمنه وحياته الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية وعلاقته مع الآخر.
وبين المفتاح أن فكرة الوطن والمواطنة والوطنية تقوم على سياقين متكاملين الإنسان والدولة مشيرا إلى أن فكرة العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية هي التي تجعل المجتمعات والدول مستقرة والوطنية تقوى بمبدأ العدالة والمساواة واحترام الإنسان.
ورأى الدكتور المفتاح أن ما تعرضت له سورية من استهداف لم يكن من فراغ وإنما لما تمتلكه من تجربة سياسية فريدة في المنطقة ووقوفها إلى جانب القضية الفلسطينية كما أنها دولة تحمل الشعار القومي.
وركزت مداخلات الحضور على أهمية الفكر القومي والوطني في مواجهة الاستعمار والصهيونية والترابط بين القضايا القومية في هذه المرحلة التاريخية الحساسة مؤكدين أن الحرب والمؤامرة الكونية على سورية لم تستطع أن تؤثر على الثقافة القومية لدى المجتمع السوري وبفضلها استطاعت سورية شعبا وجيشا وقيادة الصمود بوجه العاصفة الدولية.
كما لفتت المداخلات إلى أهمية تدارك ومواجهة محاولات الاستعمار في خلق الفتنة وتفريق الصفوف العربية من خلال اصطناع هويات جديدة لتدخل في صراع مع الهويات الحاضنة.