مشاركون في مؤتمر (الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور): تمتين جبهة التحالف الذي واجه الإرهاب وداعميه(محدث)

دمشق-سانا

“دمشق مركز القرار العربي وبقيت متمسكة بالقضية الفلسطينية رغم كل ما تتعرض له من إرهاب” جملة عبر من خلالها معظم المشاركين العرب خلال تصريحاتهم على هامش جلسات المؤتمر الحواري الذي نظمته اليوم مؤسسة وثيقة وطن تحت عنوان “الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور.. الاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل” على مدرج جامعة دمشق.

بعض المشاركين اعتبر أن انعقاد المؤتمر في هذا الوقت أحد مؤشرات قرب انتهاء الحرب على سورية وبدء مرحلة البحث عن حلول لقضايا الأمة العربية حسبما ذكر المفكر والباحث اللبناني كريم بقرادوني في تصريحه لمندوب سانا مشيراً إلى أن “مرحلة الاهتزاز الكبير التي مرت على الوطن العربي بالتقسيم والتفكيك توقفت عند سورية التي استطاعت منع ذلك” ومؤكداً أن الخاسر الأكبر في الأحداث التي يشهدها الوطن العربي “إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي مولت الحرب في سورية”.

“بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية” يتحملون مسؤولية ما يحدث في المنطقة من مشاكل ومصائب وفق تصريح السفير أنور عبد الهادي مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية الذي شدد على أن دمشق مركز القرار العربي وعاصمته وقلب العروبة النابض وقال: “لم تنس سورية القضية الفلسطينية وبقيت متمسكة بها رغم الإرهاب الذي تتعرض له في حين تناستها الكثير من الدول العربية”.

بينما أكد المفكر والكاتب السياسي أنيس النقاش في ورقة عمل تحت عنوان “حول أزمة الهوية العربية” أن الهويات القومية ليست جميعها متناسقة في نسق واحد وتختلف أسباب بروزها ومهماتها” موضحا أن هناك “هويات قومية برزت نتيجة تفاعلات سياسية نتجت عن حروب تعرضت لها مجتمعات معينة أدت إلى وحدة وعي جمعي بينها أمام الخطر ونجم عنها وعي وطني أو قومي”.

ورأى النقاش أن هناك هويات قومية “تلزم نفسها بالدفاع عن الوطن الذي تحمل هويته أو بنشر أفكار ومهمات وأهداف تتخطى حدود الوطن أو تحمل أهدافا تسعى لتوحيد أو تحرير الأوطان أو السعي لتقدمها الاقتصادي”.

واعتبر النقاش أنه لا يمكن فصل وعد بلفور عن سايكس بيكو حيث يشكلان صورة متكاملة لتقسيم الوطن العربي مبيناً أن الخلاص من اثارهما المدمرة يتم عبر “حركة التحرر الوطني والنجاح في تحرير فلسطين”.

وبحسب النقاش فإن انعقاد هذا المؤتمر ضروري لدراسة حقيقة ما خطط للمنطقة من مؤءامرات سابقة والبحث وفق نظرة مستقبلية لمعالجة مشاكل الأمة ووضع برامج عملية مؤكداً أن محور المقاومة هو السبيل لتحقيق التحرر الوطني.

من جهته الدكتور طلال عتريسي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية قارب في ورقة عمل بعنوان “في مواجهة تحويل بوصلة الصراع العربي الإسرائيلي” تعدد وجهات النظر والاتجاهات والاستراتيجيات في رؤية طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي بين “من يريد المقاومة بأشكالها وأساليبها المختلفة ومن يريد التحالف مع الولايات المتحدة الامريكية التي يرى أصحاب هذا الاتجاه أنها تمتلك أوراق التأثير في هذا الصراع”.

وبين عتريسي أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني حاولا معا “مراكمة عناصر القوة سواء من خلال غزو العراق عام 2003 أو اللجوء للحرب بهدف القضاء على المقاومة كما حصل في عدوان تموز عام 2006 أو مشروع تفتيت سورية وتقويض قدراتها العسكرية بدءا من العام 2011” مؤكدا فشل الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الاسرائيلي في تحقيق أهدافهما.

ودعا عتريسي إلى تمتين جبهة التحالف الذي واجه الإرهاب وداعميه في سورية وتطوير القدرات العسكرية والإعلامية والسياسية لهذا التحالف ومواجهة مشاريع التطبيع والتصدع الذي تعرضت له المجتمعات العربية.

من جانبه أكد الدكتور داوود خير الله أستاذ القانون الدولي في جامعة جورج تاون الامريكية في مداخلته التي اندرجت تحت عنوان “التخبط العربي منذ وعد بلفور وشروط النجاح في الاصلاح والتطور” أن الوعد بذاته “لا يتمتع بأي أساس قانوني ولا يشكل مستندا يمكن الرجوع إليه لإضفاء شرعية على الكيان الصهيوني في فلسطين”.

وأشار خير الله إلى أن “الخداع يمثل أبرز سمات السلوك البريطاني في التعامل مع الدول والشعوب المستضعفة وذلك خدمة لمصالح بريطانيا الاستعمارية في مناخ دولي غاب فيه حكم القانون”.

وتحت عنوان “مصر الساداتية وتداعيات الخروج من الصراع العربي الإسرائيلي” قدم استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور أنور الحيدري ورقة عمل اعتبر فيها أن مصر لم تدخل ميدان الصراع العربي الصهيوني إلا في منتصف أربعينيات القرن الماضي حيث بدأ نمو الوعي القومي العربي وانتشاره وإدراك الجماهير العربية لخطورة المشروع الصهيوني بالمنطقة.

وفي سرده التاريخي رأى الحيدري أن كلا من “مصر والأردن دخلا الحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 تحت تأثير الضغط الشعبي”.

وفي إشارة الى مستقبل سورية والصمود والانتصار الذي حققته رأى الباحث المصري الدكتور أشرف بيومي أنه لا بد من بلورة خطوط عريضة للمستقبل العربي وركائز النهضة بعد الانتصار الكامل في المنطقة مبيناً أن ذلك يتم من خلال التركيز على العلم والتكنولوجيا في بناء الاقتصاد وعلى مبدأ “استقلال إرادة الدول العربية” التي تعد سورية أكثرها تحقيقاً لهذا الأمر لكونها “لم تخضع للاملاءات الأمريكية رغم ما تعرضت له من أبشع وسائل الإرهاب الصهيوأمريكية”.

هذا الرأي أيده الكاتب الصحفي حسني محلي من خلال تأكيده على ضرورة إبراز دور سورية باعتبارها مركزاً للمقاومة وكونها انتصرت على أكبر حرب إرهابية شهدتها المنطقة مشيراً إلى وجوب التركيز على شريحة الشباب لبناء مستقبل عربي مزدهر لانهم سيكونون الحامل والمحرك الأساسي للأفكار التي يتم طرحها في هذه المؤتمرات.

حوارات وجلسات جمعت عددا من المفكرين والباحثين العرب اليوم في دمشق لمكاشفة صريحة حول ما تتعرض له الأمة العربية وليؤءكدوا عبرها استمرار رفضهم المخططات الاستعمارية ولو بعد مئة عام وليضعوا استراتيجيات عربية تتلافى ثغرات الماضي وتحمل الجيل القادم مسؤءولية متابعة مسيرة النضال.

وكانت بدأت صباح اليوم فعاليات المؤءتمر الحواري تحت عنوان “الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور.. الاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل” وذلك على مدرج جامعة دمشق بمشاركة نخبة من المفكرين والكتاب العرب.

المشاركون في جلسات المؤتمر الحواري الذي تنظمه مؤسسة وثيقة وطن.. تفعيل الطاقات الهائلة التي يمتلكها المجتمع العربي دفاعا عن مصالحه

ناقش المشاركون في جلسات المؤتمر الحواري الذي نظمته اليوم مؤسسة وثيقة وطن تحت عنوان “الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور.. الاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل” على مدرج جامعة دمشق المفاعيل القانونية والسياسية لوعد بلفور على الصعيدين الدولي والاقليمي وسبل مواجهته من خلال تطوير المجتمعات العربية.

ولفت المشاركون إلى التخبط العربي منذ وعد بلفور وفرص وشروط النجاح في بناء المستقبل ولاسيما في ظل غياب نظام قانوني دولي يضمن حقوق الدول والشعوب مشيرين إلى أن أهم مفاعيل الوعد المشؤوم والتحدي الأبرز هي أنه يشكل حافزا لقيام نهضة تبث الحياة في المجتمع العربي وتضيء الطريق نحو مستقبل أفضل.

وبين المشاركون المخاطر التي تواجه تطور المجتمعات العربية ولاسيما المتمثلة بمخططات تجزئته وانتشار ونمو الهويات الفرعية إضافة إلى مخاطر الفساد مشددين على ضرورة تفعيل الطاقات الهائلة التي يمتلكها المجتمع العربي دفاعا عن مصالحه وأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في بناء الأوطان.

وفي ورقة قدمتها بعنوان “خفايا المشهد الإقليمي والدولي في النصف الثاني من القرن العشرين” استعرضت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن حقيقة ما جرى في المشهد العربي وأسبابه مع وضع مصلحة الأوطان فوق كل اعتبار مشيرة إلى ضرورة مقاربة الأحداث التاريخية التي حلت بنا مقاربة جريئة وشفافة هدفها الأساسي تحقيق المناعة والحصانة ضد تكرار النكسات
التي حلت بنا.

ولفتت الدكتورة شعبان إلى أن أمتنا كانت ومازالت مستهدفة منذ قرون من خلال حياكة المؤامرات المتعددة والمختلفة من قبل القوى الامبريالية والصهيونية لإضعافها وشرذمتها واستنزاف طاقاتها مبينة أن وجود تلك الخطط لا يجب أن يعني نجاحها إذا ما تمكنا من أدوات إفشالها عبر فهم كيف كانت استجاباتنا لها ومعرفة العثرات التي حالت دون التصدي الحقيقي الذي يئدها في مهدها.

وكانت بدأت صباح اليوم فعاليات المؤتمر الحواري تحت عنوان “الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور.. الاستفادة من دروس الماضي لبناء مستقبل أفضل” وذلك على مدرج جامعة دمشق بمشاركة نخبة من المفكرين والكتاب العرب.

وتتضمن فعاليات المؤتمر جلسات حوارية تستمر يومين للخروج برؤية مشتركة وورقة عمل تتضمن استراتيجيات للعمل العربي في المستقبل وتتضمن محاور النقاش “المشروع النهضوي العربي ومستقبل العمل العربي المشترك والهوية العربية .. المفهوم بين الماضي والمعاصرة ومخاطر التطبيع وقضية فلسطين وكيف نواجه التفتيت .. العرب والتطبيع الإقليمي .. تداخل المصالح وتعدد المواقف والعرب والنظام الدولي”.

يذكر أن مؤسسة وثيقة وطن تأسست في حزيران عام 2016 وتعنى بالتأريخ الشفوي بهدف حفظ الذاكرة الوطنية وتوثيقها وتعمل المؤسسة في إطار خطتها المستقبلية على انجاز مشاريع توثيقية وطنية واستراتيجية.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

 

انظر ايضاً

اختتام مؤتمر الواقع العربي بعد مئة عام على وعد بلفور