الفنانون المشاركون في ملتقى النحت على الرمل يتحدون صعوبات المادة لتكوين أعمالهم

اللاذقية-سانا

يتفق الفنانون المشاركون في ملتقى النحت على الرمل 2017 الذي تجري فعالياته حاليا في نادي اليخوت بمدينة اللاذقية على صعوبة التعامل مع الرمل لتنفيذ أفكارهم كما يريدون مؤكدين ضرورة اعتماد الصبر والأناة للخروج بأعمال فنية تحمل تفاصيل وحكايات وتعبر عن مكنونات الإنسان السوري.

النحات علي معلا الذي يعتبر من أركان الملتقى الحاضرة دوما منذ انطلاقه عام 2015 وضع هذه المرة أيضا بصمته المميزة من خلال عمل فني ظهرت ملامحه منذ اليوم الثاني لرحلة العمل التي تستمر لمدة أسبوع فجسد عرس الوطن مستبقا الأحداث ومعلنا انتصار سورية على أزمتها فاستخدم مكونات العرس السوري التقليدي وشخوصه لتعميم حالة من الفرح تجذب الزائر منذ دخوله مكان عمل الفنانين.

وأشار معلا في حديثه لسانا الثقافية إلى أنه اعتمد تصوير سلسلة أعمال مترابطة في المواضيع التي شارك فيها خلال دورات الملتقى السابقة وقال “لا يعتبر الرمل مادة سهلة على النحات فهو لا يقل عنادا وصلابة عن الصخر وإن كانت صلابته تأتي بشكل آخر فيجب على الفنان أن يحتال على الكتلة الرملية لتحافظ على تماسكها لذلك تجد الفنانين يلجؤون دائما للشكل الهرمي في تكوين العمل ليبقى صامدا قدر الإمكان”.

أما الفنان محمد بعجانو أحد النحاتين السوريين المخضرمين فتجده منهمكا في العمل مع كتلته التي أنهارت أكثر من مرة وأعاد تشكيلها من جديد لافتا إلى أن الأمر بالنسبة له بات تحديا ولاسيما أنه يتناول هذه المادة للمرة الأولى وقال “هذا النوع من الرمال لا يكفيه الخلط مع المياه ليتماسك واعتقد أن التعاطي معه بأسلوب الروليف الخاص بالجداريات سيكون مجديا لكنني سأكون مضطرا للتدخل بتكوين السطوح لأجسد الفكرة المطلوبة والتي لم اعتمدها بعد لأنني الآن أركز على اكتشاف هذه المادة والبحث عن أسرارها والتعرف عليها”.

وعلى الجهة اليمنى من مكان تجمع الفنانين نجد تمثالا لبعل بقامته المنتصبة ممسكا عصا البرق بيده اليمنى والسهم الدال على النبات والخصب في اليد اليسرى حيث اختار الفنان عفيف آغا تجسيده بأسلوب بديع كرمز للتجدد والحياة والعطاء الدائم.

وبين آغا أنه صمم البوابة الأوغاريتية لقصر بعل بشكل رمزي لافت وقال “نحن نتعامل مع ذرات غير مترابطة معرضة للتفكك دائما وهذه المادة تحتاج لتقنيات معينة للانتصار عليها وتكوينها ومن ثم تثبيتها بالغراء للحفاظ عليها أطول فترة ممكنة”.

المرأة بأنوثتها وتفاصيلها حضرت أيضا في أعمال الفنانين الذين ما زال بعضهم غارقا في إظهار تفاصيل العمل كالفنان أكثم السلوم وكوثر صالح التي تشارك بدورها للمرة الأولى أيضا ضمن ملتقى متخصص بالنحت على الرمل مبينة أنها تركز على إضافة المياه لعملها بشكل دائم ومستمر على اعتبار أنه المادة الأساسية لتماسك حبات الرمل مشيرة إلى أن اختيارها المرأة كعنوان عريض لمنحوتتها جاء للدلالة على الحب والألم وحالات الصراع التي تعيشها الأنثى ليبدو العمل بشكله النهائي كمسرح للحياة.

يشار إلى أن الملتقى الذي تقيمه الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية للسنة الثالثة يسمح للراغبين بالاطلاع بشكل مباشر على كيفية تعاطي الفنانين مع الكتل الرملية وسيختتم يوم الجمعة القادم بمعرض لأعمال النحاتين المشاركين وهم غازي عانا ومحمد بعجانو وعلي معلا وميسون حبل وعفيف آغا وعادل خضر وأكثم السلوم وكوثر صالح.

ياسمين كروم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

افتتاح الملتقى الرابع للنحت على الرمل في اللاذقية

اللاذقية-سانا افتتح الملتقى الرابع للنحت على الرمل “أوغارو 2018” فعالياته على شاطئ المدينة الرياضية في …