اللاذقية-سانا
جمع ملتقى اغافي للنحت على الخشب الثالث الذي استضافه المتحف الوطني بمدينة اللاذقية على مدى 15 يوما بين الإرث الحضاري السوري والنهضة الفنية التي كرسها النحاتون المشاركون في الملتقى فكانت أعمالهم امتدادا لتجذر السوريين في التاريخ وقدرتهم على النهوض لصنع مستقبلهم .
وحملت أعمال الفنانين في الملتقى اسقاطات على الواقع والمرأة والخلق والحرب التي يتعرض لها السوريون منذ سبع سنوات وإن كانت أدوات الفنانين وخبراتهم ونتاجهم على الخشب تعلي من قيم الجمال إلا أن الفنانين يجدون في اسطورة أغافي ابنة اللاذقية منطلقا لتكريس حبهم للوطن وأن أي شخص يمكن أن يكون قربانا لحماية وطنه الذي لم تتوقف فيه قرابين الشهداء خلال هذه الحرب وقبلها من الحروب ليبقى وينتصر.
عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة واحد الفنانين المشاركين في الملتقى أوضح في تصريح لـ سانا الثقافية “أن الملتقى حقق الغاية منه في نشر ثقافة بصرية ترتكز على الجمال ودعم الفن والفنانين بشكل عام من خلال دعوة من لهم باع طويل في النحت على الخشب وآخرين ليس لهم مشاركة واسعة في الملتقيات بشكل يسهم في إقامة حوار بين الفنانين ويغني تجاربهم وخبراتهم للخروج بمنتج فني جميل”.
ورأى كسحوت أن الملتقى في المتحف الوطني “مكن الجمهور من مشاهدة الأعمال النحتية ومراحل العمل وانتقاله من مجرد قطعة خشبية إلى لوحة فنية” الأمر الذي يغذي الحالة الجمالية والثقافة البصرية ولا سيما أن لكل فنان طريقته وإحساسه بالعمل من حيث تقديمه أفكارا جديدة وتشكيلات مختلفة.
النحات غاندي خضر ابن محافظة حماة رأى أن “الملتقى خلق طاقة جميلة أسهمت في تغذية الروح” نتيجة التمازج بين ثقافات الفنانين المشتركين وتجاربهم وخبراتهم معتبرا أن “رائحة الخشب في الملتقى حيث يصنع الفنانون ثقافة مجتمع وأثرا لتوثيق حاضره لا تختلف عن رائحة البارود حيث يصنع أبطال الجيش العربي السوري في مكان آخر وعلى كل الجبهات الانتصار على الإرهاب”.
وأوضح خضر الذي يسخر أدواته وتجربته في المدرسة التجريدية ليضع أمام الجمهور منحوتة تعبر عن الخلق دون أن يسميها أن الفن رسالة بحد ذاتها ينتقل فيها الفنان خطوة بخطوة ليعبر عن ذاته وكذلك ملتقى الفنانين ونتيجة الاحتكاك الذي يخلقه بين الناس والفنانين والفن يحمل رسالة للمجتمع لتقبل الفن معربا عن أمله بأن يكون السوريون أحفادا مثاليين لأجداد أعلوا من شأن الثقافة والفن عبر التاريخ .
الفنانة عهد القطان في المشاركة الأولى لها بالنحت على الخشب وجدت في الملتقى فرصة للتعرف على مادة وخامة جديدة لطيفة لها عمق آخر على خلاف باقي المواد مشيرة إلى أنها اشتغلت منحوتتها التي تبرز فيها المرأة ملتصقة مع بيتها وارضها ووطنها بشموخها وكبريائها بالروح نفسها التي اعتادت العمل بها مع باقي المواد.
ورأت القطان أن الملتقى يرفع من الذائقة الفنية لدى الناس وخاصة أولئك الذين لديهم شغف لمعرفة مراحل العمل الفني وكيفية تحول المنحوتة من مجرد كتلة عادية إلى لوحة فنية إلى جانب أن المتحف الوطني بأشجاره التي تشكل كل منها منحوتة خاصة أعطى أفقا واسعا وأجواء تخيلية للفنانين.
وتبرز الأنثى المتمردة في أعمال الفنان أكثم السلوم التي يجد فيها إشارة إلى الفينيق والتجدد ورمزا للجمال والعطاء والخصب.
وكما تنتصب إحدى منحوتاته عن المرأة المتمردة بجناحين في عرض البحر أمام الشاطئء الأزرق باللاذقية منذ سنوات تقف أنثاه بين منحوتات المتحف الوطني في الملتقى لتعلن التجدد والاصرار على الحياة في سورية رغم كم الحزن والالم الذي يلف السوريين لافتا إلى أن الفن أينما وجد يحمل رسالة هادفة و لا سيما مع خروج العمل الفني إلى الشارع بدلا من أن يكون للنخبة في صالات العرض وهو في الوقت نفسه أكبر دليل على أن سورية بخير.
أما النحات محمد بعجانو الذي لا يخفي أنه كان وراء فكرة احتضان المتحف الوطني لملتقى النحت على الخشب ليكون هناك تمازج بين المتحف وآثاره وبين منحوتات الفنانين معتبرا أن الملتقى لما يحمله الاسم من دلالة له وقع خاص عند أهالي اللاذقية وفرصة للمهتمين منهم للاقتراب أكثر من هذا الفن ورؤية مراحل تشكل العمل الفني.
بعجانو الذي يهوي خلق أشكال فنية يعرفها الناس بعد تمعن وضع أمام زوار الملتقى والفنانين الذي ينتظرون اكتمال أعماله رأس حصان على جوانبه سيف وأن كان اختار شكلا واقعيا إلا أنه حمل مع السيف وبيت شعر نقشه على جسمه لأبي الطيب المتنبي الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم إشارة إلى اقدام السوريين وفروسيتهم.
بعد 15 يوما وضع النحاتون أدواتهم جانبا لتظهر من قطع خشب الصنوبر ملامح الغنى الحضاري في سورية التي ينتظر كل من الفنانين أكثم السلوم ومحمد بعجانو وزياد قات واياد بلال وفادي محمد وعهد قطان وهيفاء عبد الحي وأبي حاطوم وغاندي خضر وعماد كسحوت أن تسهم في إعلاء قيمة الفن والنحت بوجه خاص لدى السوريين وتأخذ منحوتاتهم مكانها قريبة من أعينهم في الساحات والحدائق والأماكن العامة والطرقات لرفع الذائقة البصرية التي أرادوها من الملتقى.
وملتقى أغافي للنحت على الخشب أقامته مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة خلال الفترة من ال 29 من تموز الماضي لغاية ال 12 من آب الحالي.
فاطمة ناصر و بسام الابراهيم
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: