دمشق-سانا
تركزت محاور ورشة العمل حول تجنيد الأطفال التي إقامتها اليوم مديرية الإعلام التنموي في وزارة الإعلام على آلية إعداد مواد إعلامية تسلط الضوء على الموضوع والقواعد الأساسية والمحاذير التي يجب على الصحفي مراعاتها لخصوصية كل ما يتعلق بالأطفال إضافة الى العمل على تشكيل رأي عام مضاد حول هذه الظاهرة ونشر التوعية الاجتماعية بخطورتها.
وخلال محاضرته بالورشة التي أقيمت في مركز التدريب الإذاعي والتلفزيوني أكد الدكتور عربي المصري أهمية دور الإعلام في نشر التوعية في المجتمع حول مخاطر هذه الظاهرة وفضح الجهات التي تقوم بتجنيد الأطفال حيث تعرض الكثير منهم لذلك في مناطق تواجد التنظيمات الإرهابية في سورية.
وحول القواعد الأساسية التي يجب مراعاتها في اعداد التقارير حول الموضوع بين المصري وجوب ألا يغلب الاتجاه السياسي على الاتجاه الانساني وإلا تتحول المادة الاعلامية إلى درس إنشائي حول التعريف بالطفل والذي يجب التعامل معه على أنه ضحية.
واشار المصري إلى أنه مع غياب المعلومات حول هذه القضية يتم الاعتماد على احصائيات دولية أو على ظواهر عامة يجب من خلاها اظهار مسؤولية الأهل أحيانا نظرا لإغرائهم بالمال في بعض الحالات لافتا إلى أن معظم التقارير التي أعدت تناولت الموضوع بشكل قصة انسانية ولذلك يجب إعداد تقارير استقصائية واخبارية ايضا مستعرضا عددا من التقارير التي اعدت من مختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية اضافة الى الرسائل التوعوية التي يقدمها الاعلام التنموي عبر فواصل اعلانية تلفزيونية لنشر التوعية بالمجتمع لخطورة هذه الظاهرة.
من جانبه بين مدير الاعلام التنموي في وزارة الإعلام عمار غزالي أن الهدف من الورشة هو بناء قدرات الاعلاميين وتدريبهم على كيفية إعداد تقارير ومواد صحفية عن ظاهرة تجنيد الاطفال التي ظهرت خلال الحرب الإرهابية على سورية موضحا ان الحكومة اعتمدت مؤخرا خطة أعدتها الهيئة السورية لشؤءون الأسرة والسكان حول ذلك تتضمن بنودها كيفية تدريب الإعلاميين على إعداد تقارير حول ذلك.
وبين غزالي أن الخطة المعتمدة تتضمن جانبا قانونيا من مهام وزارتي العدل والداخلية وجانبا فنيا من مهام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان وآخر إعلاميا من مهام وزارة الإعلام لنشر التوعية المجتمعية وتعريف الجمهور بالقوانين المتعلقة بذلك لحماية الأطفال من التجنيد.
وأكد عدد من المشاركين بالورشة أهمية ما طرح لجهة التعريف بسمات التقارير الاعلامية الناجحة لكسب تأييد الراي العام وفضح جرائم الإرهاب بحق الاطفال وتطبيق الانظمة والقوانين والخطط الوطنية التي تضمن حماية الأطفال والمجتمع حيث بينت الهام صافي رئيسة دائرة البرامج في القضايا الأسرية بالهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان أن الهيئة تعنى بشكل أساسي بموضوع تأمين الحماية للأسرة والطفل وتعمل على جانبين وقائي وعلاجي حيث اعدت خطة وطنية تتضمن دليلا حول الية التعامل مع الاطفال الذين تم تجنيدهم.
وأشارت صافي الى انه في الجانب العلاجي افتتحت الهيئة هذا العام وحدة حماية الاسرة لاستقبال الاطفال والنساء الذين تعرضوا للعنف بكل اشكاله كما انها تستقبل حالات من الاطفال تم تجنيدهم من قبل التنظيمات الإرهابية وفق آلية بالتنسيق مع الجهات المعنية وضمن المنظومة القانونية في سورية.
ومن صحيفة الثورة أشارت الصحفية رويدة سليمان الى انها شاركت بأكثر من ورشة تدريبية حول دور الاعلام في تسليط الضوء على الظواهر السلبية التي يتعرض لها الاطفال والتي ازدادت بسبب الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية كالتسول والتشرد والعمل لكنها تفاقمت لتصل الى تجنيدهم وإشراكهم بالأعمال القتالية لذلك يجب مراعاة اخلاقيات العمل الصحفي في التعامل مع هذه القضايا.
ولفتت لمى علي صحفية من جريدة تشرين الى أن الورشة أسهمت بتكوين خطوط عريضة حول ما يجب على الصحفي مراعاته عند اعداد تقارير إعلامية تتعلق بقضايا الاطفال بشكل عام وبتجنيد الاطفال بشكل خاص معتبرة ان الإعلام السوري تناول مثل هذه القضايا بشكل حذر كما ان نقص المعلومات من أبرز الصعوبات ومن الضروري زيادة عدد هذه الورشات التدريبية لتمكين الإعلامي بشكل أكبر.