الطرق على النحاس حرفة تألقت بين عراقة الماضي وضرورة الابتكار

دمشق-سانا

حرفة الطرق على النحاس تحتاج إلى ذوق رفيع وصبر كبير لأنها تحتاج إلى حس جمالي وهي من أعرق المهن الدمشقية التي بدأت في دمشق وهي حرفة يعشقها حرفيوها فلم يدعوها تنقرض كغيرها بل أدخلوا عليها حرفيتهم ليبتكروا منها جديدهم حيث انتقلت من صناعة الأواني إلى أثاث المنزل والديكورات 3ومجالات عدة.

سانا المنوعة التقت سليم طباع أحد حرفيي صناعة الطرق على النحاس الذي قال أن حرفة الطرق على النحاس تعتبر حرفة دمشقية قديمة جدا وكانت محصورة منذ مئة عام فى صناعة الاواني المنزلية ثم بدأت تنحسر بعد ظهور الأواني الحديثة مثل الستانلس والتيفال فهجرت السيدات الأواني النحاسية واتجهن نحو الأوانى الحديثة وكان ذلك فى الثمانينيات ولكننا نحن كحرفيي طرق على النحاس خشينا عليها من الانقراض فأدخلنا النحاسيات إلى ديكورات المنزل مثل المغاسل النحاسية والصنابير التي أخذت شكلا قديما ونحاسيات أخرى مزركشة بأجمل الرسومات والنقوش التي تعبر عن الروح الثقافية الشرقية والإسلامية فيها.

وأضاف طباع أنه مارس هذه الحرفة منذ أكثر من عشرين عاما وقد تعلمها من والده نقلا عن جده وأضاف عليها جديده ليحافظ على هذه الحرفة التى هجرها الكثيرمن حرفييها لقلة1 طلبها.

وتابع طباع أن معدن النحاس بما أنه من أوائل المعادن التي تنقل الحرارة فلم يستغن عنه طهاة المطاعم الذين ما زالوا يستعملون الأواني النحاسية الكبيرة في تحضير الطعام وبخاصة الأرز وإن جيل الشبان قد أقبلوا على النحاسيات بشكل يوازي أجدادهم فقد زاد طلب النحاس الذي يدخل فى الأثاث المنزلي فكثيرا من الصالونات يدخل ضمن زركشتها النحاس فهو يعطى فخامة إضافة للمتانة ولا ننسى الثريات النحاسية والصواني المزخرفة والأباريق وهذا كله يدل على أن حرفة الطرق على النحاس حرفة لا تنتهي لأن مهارة حرفييها تصنع منها الجديد باستمرار ولقد كان سوق النحاسين يعج بهم حيث يسمع صوت دق النحاس عن بعد ولقد سمي أيضا بسوق الدقاقين كناية عن طرق النحاس واليوم تجد فى سوق النحاسين أقدم الحرفيين الذين أحبوا حرفة الطرق على النحاس وطوروها حتى تألقت بايديهم.