واقع النظافة في طرطوس .. ترد ملحوظ ومحاولات حثيثة لتلافي الخلل

طرطوس-سانا

شهد واقع النظافة خلال النصف الاول من العام الحالي ترديا ملحوظا في مدينة طرطوس حيث انتشرت اكوام القمامة في شوراع وحارات المدينة وصولا إلى الريف القريب منها.

ويشير المهندس ياسين ابراهيم من سكان مدينة طرطوس إلى الخلل الواضح في أداء مجلس المدينة فيما يتعلق بقطاع النظافة وعدم وجود خطة واضحة ومحددة بدقة لتلافي مثل هذه الحالات حيث مرت فترة تراكمت فيها القمامة وانتشرت الروائح لافتا إلى انه خلال الايام القليلة الماضية لوحظ تحسن بسيط في هذا الواقع حيث أصبح مشهد عامل النظافة يتكرر في الحارات والشوارع وهو يقوم بعمله بشكل يومي.

في حين يبدي علي تامر أحد مالكي شاليهات الاحلام في المدينة استغرابه من إغفال الجهات المعنية لأهمية النظافة في مدينة سياحية وخلال فصل الصيف مشيرا إ لى أن أكوام القمامة انتشرت في الموقع إضافة إلى قيام بعض الأشخاص برمي وترحيل الردميات ومخلفات البناء إلى موقع الشاليهات أيضا.

ويؤكد بشار حاج معلا عضو مجلس مدينة طرطوس ومختار حي الرمل وجود مشكلة حقيقية في قطاع النظافة بالمدينة حيث أن العمل بشكله الصحيح يحتاج لتوفير نحو 350 عاملا في حين لدى المجلس نحو 120 عاملا وهذا دليل على نقص اليد العاملة من فئة الذكور ولم يتم تأمين البديل لافتا إلى وجود أسطول من الآليات التي كانت ولا تزال تعمل منذ خمس سنوات دون صيانة وبالتالي وصلت اليوم إلى مرحلة الخروج عن الخدمة.

وأضاف أنه لا يمكن للمجلس إجراء الصيانة اللازمة لهذه الآليات بسبب قلة موارد البلدية ويعود ذلك للقانون 107 لعام 2012 الذي أصبحت بموجبه موارد البلدية ذاتية وليست من الوزارة إضافة إلى قرار خفض النفقات الذي صدر عن رئاسة مجلس الوزراء مشيرا إلى أن مجلس المدينة اخذ على عاتقه حل هذه المسألة واستأجر سيارات على حساب بعض أعضاء المجلس وبعض الفعاليات الاقتصادية.

بدوره المهندس مظهر حسن مدير بلدية طرطوس يؤكد وجود المشكلة وأن المدينة تعمل ضمن الامكانيات والموارد المتاحة وان الواقع الحالي يفرض البحث عن طرق جديدة لايجاد الحلول والمعالجات ويعزو الأمر إلى أسباب كثيرة منها عدم كفاية الاعتمادات المخصصة في موازنة المدينة للعام 2016 لاصلاح الاليات العاملة مع مديرية النظافة وباقي الدوائر والمديريات الخدمية وشراء مواد ومستلزمات وحاجيات النظافة من حاويات وعربات جر ومواد متفرقة اخرى متعلقة بالعاملين إضافة إلى زيادة كبيرة بالكثافة السكانية جراء الوافدين والمهجرين حيث تضاعف عدد السكان أكثر من مرتين وزيادة كبيرة جدا في مساحة التخديم حيث تقوم المدينة بتخديم مناطق التوسع الجنوبي اضافة لمراكز الاقامة المؤقتة الواقعة خارج حدود المدينة لافتا إلى قلة العاملين في مديرية النظافة وعدم تعيين أي عمال دائمين منذ العام 2010 وزيادة كبيرة في ثمن المواد والمعدات ومواد النظافة كافة وفي ثمن مواد اصلاح الاليات وعدم التمكن في كثير من الاحيان من تأمين هذه القطع وعدم التمكن من تامين عمال موسميين للعمل ثلاثة أشهر بسبب قلة الراتب وصعوبة العمل.

وعن الإجراءات المتخذة من قبل المدينة لمعالجة الواقع الحالي قال: تم تأمين إعانتين ماليتين الأولى مقدارها 50 مليون ليرة سورية والثانية 55 مليون ليرة سورية من الموازنة المستقلة لمجلس المحافظة مخصصة لاصلاح الاليات العاملة في مديرية النظافة بمدينة طرطوس وتسديد المستحقات المتراكمة على المدينة منذ العام 2010 اضافة إلى تنظيم عقد بقيمة 25 مليون ليرة سورية مع الشركة العامة للطرق والجسور في طرطوس لتأمين عشر سيارات سعة 5 اطنان و 40 عاملا لمدة شهرين للعمل مع المجلس في جمع وترحيل القمامة اليومية وبالاوقات التي يحددها المجلس إضافة إلى تأمين مساعدة من شركات القطاع العام بإرسال اليات تقوم بمساعدة المدينة في ترحيل القمامة المتراكمة اضافة إلى المتابعة اليومية من قبل مديرية النفايات الصلبة بالمحافظة ومساعدة بعض الفعاليات بالمدينة بتقديم دعم مادي وآليات والاتفاق مع إحدى المنظمات الدولية لاصلاح 15 سيارة تعمل في مديرية النظافة .

وأضاف إن كل ما ذكر تم بمتابعة يومية وحثيثة من محافظ طرطوس صفوان ابو سعدى الذي دعا إلى تنظيم اجتماعات دورية لمعالجة المشكلة وطلب من شركات القطاع العام تقديم العون للمجلس لتحسين هذا الواقع وكان اخرها اجراء حملة النظافة الفورية على المدخل الجنوبي لمدينة طرطوس من دوار السيد الرئيس وحتى نهاية الحدود الادارية للمدينة ليصار إلى متابعة هذه الأعمال على باقي مداخل المدينة.

ولفت إلى انه بعد تحسن الوضع المادي اثر تامين اعانات مالية تم وضع خطة تشمل ترحيل فوري للقمامة المنزلية وترحيل متكرر باليوم لحاويات تجميع القمامة إلى المطمر الصحي ووضع خطة يومية لمدة شهرين بدءا من 10-8 لتعشيب وكنس الشوارع بكل أحياء المدينة إضافة إلى تخصيص جرارين بشكل يومي لجمع القمامة من احياء مناطق المخالفات في الرادار ورأس الشغري ووادي الشاطر وروم الذهب وجرار كل يومين لجمع القمامة من موقع شاليهات الاحلام مشيرا إلى اصدار قرارات ناظمة متعلقة برمي الانقاض وحجز السيارات المخالفة وفرض غرامات مالية كبيرة على المخالفين وتلقي الشكاوى على مدار اليوم على رقم الهاتف (312906) إضافة إلى الشكاوى المحولة للمدينة من مكتب النفايات الصلبة بالمحافظة وتنظيم ضبوط يومية بحق المخالفين لأوقات رمي القمامة.

واختتم بالقول ان الامكانات المتوافرة من اجل تحسين واقع النظافة في المدينة حاليا لا تكفي اذ يتطلب الامر من جميع السكان المساعدة من خلال التقيد باوقات رمي القمامة ووضعها ضمن أكياس محكمة الاغلاق وان يساعدوا ما أمكن في نظافة المنطقة المحيطة بسكنهم اضافة إلى قيام بعض الفعاليات بتقديم العون المادي من خلال المساعدة في تأمين مستلزمات مديرية النظافة مؤكدا أن المتطلبات الاساسية لمعالجة واقع النظافة بشكل دائم يحتاج لتأمين اليات جديدة وعمال دائمين بعقود موسمية لا يقل عددهم عن 100 عامل اضافة إلى رفع الاعتمادات التي تخصص من موازنة المدينة السنوية لإصلاح الآليات وتأمين المستلزمات.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency