طرطوس-سانا
تركزت الندوة التي اقامها المركز الثقافي العربي بطرطوس مساء اليوم بعنوان “الإنسان والدولة” للكاتب والباحث في التاريخ سعد احمد حول علاقة الانسان بالدولة والتأثير المتبادل بينهما والطبيعة البشرية ودورها في تشكيل الدولة وعلاقتها بالامبراطورية ودور كل منهما بتشكيل الاخر ودور الاخلاق والعلم والمعرفة في تأسيس الدول.
وبين أحمد في تصريح لـ سانا إن الهدف من الندوة هو التوعية وجعل المواطن اكثر احتراما لقانون الدولة عبر التزامه به وعدم خروجه عنه بحيث تكون حريته منصهرة في ارادة الشعب وضمن اطار القانون المتعارف عليه.
وأشار الباحث خلال ندوته الى ان الانسان هو الاساس في بناء الدول وكلما امتلك علوما ومعارف كانت الدولة التي يقيمها تتمتع بالحضارة معتبرا ان تاثير الدولة في الإنسان عملية تهذيب وتربية وتوفير الثقافة وتنظيم القوانين وتأمين الحقوق لينشأ التفاعل بين ارادة الافراد وحقوقهم والقانون الذي نتج عن التفاعل بين الحرية والتفكير.
ولفت أحمد إلى أنه لابد لمن يسعى إلى إقامة الدولة ويمنحها السلطة ان يدرس طبيعة البشر ومكوناتها وإمكانية تغييرها وتعديلها وهو ماعملت عليه بعض المؤسسات والقوى الدولية حيث صاغت نظريات وسوقت اراء غايتها توجيه حاجات الانسان وقدراته بما يتناسب مع مصالحها واهدافها وفرضت ثقافة خاصة هدفها إقامة نظام عالمي جديد يعد استمرارا للنظام الرأسمالي والبرجوازي هو نظام العولمة بما يحمله من قدرة على قيادة العالم والتحكم فيه.
وبين أن الولايات المتحدة الامريكية تسعى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لتكوين امبراطورية من خلال القضاء على الانتماءات الوطنية القومية عبر انشاء كيانات طائفية ومذهبية على انقاض دول تتهمها بالفشل وانها تحتاج لمن يرعاها ويدير شؤونها لتهيمن على منابع النفط والغاز والمياه والبحار وصنعت حكام وامراء وملوك في مطابخ خاصة يلتزمون بتنفيذ اوامرها لتدخل بعدها بجيشها الممثل بحلف “الناتو” وبغطاء أممي وأمني إلى الدول التي تريد تقسيمها وتظهر نفسها كمخلص للشعوب تاركة خلفها هيئات وموءسسات ثقافية واجتماعية تسوق اخلاق وافكار صاغتها بصيغة تبشيرية لهذا الغرض بعناية فائقة.
وأوضح أحمد أهمية الأخلاق والعلم والمعرفة في تأسيس الدول فكلما تحلى الانسان بالاخلاق واغتنى بعلمه ومعارفه كلما كان نشوء الدولة اكثر استقرار واستمرارية اما في حال وجود الجهل والتخلف وغياب التفكير العلمي فهذا سيؤدي إلى انهيار الدول والقضاء على بنيانها.
حضر الندوة فعاليات ثقافية وشبابية وحشد من المهتمين.