أولياء الشرق البعيد…كتاب للدكتور بشار الجعفري يتناول الانتشار الحضاري للإسلام في أرخبيل الملايو

دمشق-سانا

يتناول الدكتور بشار الجعفري في كتابه الجديد الصادر بعنوان “أولياء الشرق البعيد أساطير مجهولة في أقاصي المعمورة” انتشار الإسلام في منطقة أرخبيل الملايو بأقصى الشرق الآسيوي عبر رواية تاريخية.

ويستخدم الجعفري في كتابه الذي طبعته الهيئة العامة السورية للكتاب وثائق تاريخية جمعها بالبحث والدراسة مبينا خلالها أن الإسلام انتشر في هذه المنطقة الاستراتيجية الواقعة بين جنوب شرق آسيا وأستراليا بأخلاق عالية بعيدة عن الغزو والعسكرة كما ادعى الكثيرون.

ويذهب الجعفري إلى انتقال الحركة البشرية والفكرية المبكر من قبل المنطقة العربية والإسلامية إلى منطقة جنوب شرق آسيا على شكل تجار ودعاة وزهاد ورحالة وفارين من سيف البطش السياسي الذي كان يطول أحياناً رجال دين وعلماء لمجرد رفضهم مجاراة السلطة السياسية في مظالمها واستخدامها لهم كغطاء يسوغ سيطرتهم على الحكم.

وجاء في الكتاب “ما هي إلا عقود من الزمن حتى انتقلت راية القيادة من أيدي الأولياء القادمين إلى أيدي تلاميذهم ومريديهم الإندونيسيين من سلاطين وعلماء وتجار ومحاربين ودعاة وزهاد وغيرهم فترسخت بذلك وحدة الرسالة وبصمة النضال بين ضفتي الإسلام شرقاً وغرباً”.

ويعتبر الجعفري أن العولمة الإسلامية سبقت ما يسمى الآن بالعولمة الغربية بألف سنة فالشرق العربي الإسلامي عرف كثيراً عن جزر الملايو في الوقت الذي كانت فيه أوروبا غارقة بجاهليتها وتخلفها ومنغلقة على نفسها انغلاقا عدوانياً وصدامياً موردا في هذا الصدد أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو فوجئ لدى وصوله إلى الصين وآتشيه “منطقة في إندونيسيا” بوجود حضارة الإسلام بشكل راسخ كما أن الرحالة العربي ابن بطوطة شعر خلال زيارته تلك البلاد أنه بين أهله.

وقارن الجعفري بين الأوروبيين الذين سارعوا لدى اكتشافهم للمنطقة لجلب السفن الحربية والمدافع والاحتلال والقهر بدلاً من العلم والدعوة الروحية وبين العرب الذين حملت سفنهم إلى بلاد الملايو مؤرخين مسلمين كباراً مثل ياقوت الحموي وسليمان التاجر وبزرك بن شهريار وابن رسته والاصطخري والمسعودي وابن حوقل وغيرهم.

ولفت الجعفري إلى أن السفن التجارية الأندلسية نقلت رواد النهضة الإندونيسية إلى مكة المكرمة ودمشق والقاهرة لكي ينهلوا من روح الصمود والمعرفة وأسباب المنعة والقوة للاستمرار في نضالهم ضد الغزاة الأوروبيين ومن هؤلاء نور الدين الرانيري وعبد الرؤوف السنكلي ومحمد يوسف المقاسري وآخرون.

وأورد الجعفري في كتابه أن الحوليات الصينية والإسلامية القديمة تشهد على قدم الاتصالات بين العرب وأهل الملايو وتسمي المراجع العربية القديمة أقطار الملايو بأسماء قديمة لم تعد معروفة الآن كبلاد الصفى والرمني كما أن هناك دلائل علمية تؤءكد وجود العرب والمسلمين في جنوب غرب الصين منذ القرن السابع الميلادي.

وأعطى الجعفري بحثه شكل الرواية التاريخية الموفقة تماشياً مع قدرته على السرد الروائي لإضفاء هالة السحر الاسطوري على الاتصالات العربية الإندونيسية التي غالباً ما كانت تكتسي طابع المغامرة البحرية لتنعكس بدورها على القصص والحكايا العربية مثل ألف ليلة وليلة وعلاء الدين والمصباح السحري والسندباد مشيرا إلى حصول تداخل بين الفكرين العربي والملايوي والذي ظهر جليا في التقاليد والقصص الشعبية الإندونيسية مثل حكايات ملوك باساي وتاج السلاطين وحكاية الأمير حمزة.

وظل الجعفري حريصاً برغم الأسلوب الروائي في سرده التاريخي والمنهجي على دقة البحث العلمي وإغناء المنهجية وبقائها في إطار المصداقية والواقعة التاريخية الشاملة ليصل إلى كشف توازنات القوى وإظهار الحضارة العربية والإسلامية على حقيقتها.
يعتبر الكتاب الذي يقع في 665 صفحة من أهم الكتب الصادرة عام 2016 نظراً لكشفه منطلقات الإسلام الحقيقي وكيفية تعامله وانتشاره بشكل بعيد عن السفك والقتل والاحتلال إلى العوالم الأخرى عبر تشويق سردي ينم عن حضور عاطفة أدبية صادقة وأسس أكاديمية.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency