صحيفة ألمانية: حرب غزة كشفت أن تحالفات الأمس لم تعد هي نفسها تحالفات اليوم بين الأعداء

برلين-سانا

اعتبرت صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ الألمانية أن العدوان الإسرائيلي الأخيرعلى قطاع غزة كشف أن تحالفات الأمس لم تعد هي نفسها تحالفات اليوم بين الأعداء في المنطقة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أعده الخبير بشؤون الشرق الأوسط راينر هيرمان أن ” هذه الحرب في غزة كشفت ان بين أعداء الأمس مصالح مشتركة تربطهم وأنهم يواجهون عدواً مشتركاً جديداً فمن وجهة نظر كل من إسرائيل والسعودية ومصر أصبحت جماعة الإخوان المسلمين أكثر تهديداً للأمن في المنطقة من القضية الفلسطينية”.

وأضافت الصحيفة أن الموقف السلبي لمصر والسعودية والإمارات تجاه ما جرى في غزة يعود لكون هذه الدول الثلاث ترى في الإخوان المسلمين عدواً سياسياً يمثل تهديداً لها وترى أنه” لابد من إبادة جماعة الإخوان ومحوها تماماً من الوجود”.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى الصمت العربي تجاه ما يحدث في غزة وقالت “بات كثير من العرب يؤمنون أن الصراع الفلسطيني ليس له حل وأنهم اعتادوا رؤية نفس الصور والمشاهد تتكرر وبالتالي يلجأ هؤلاء إلى الإهتمام بشؤونهم الداخلية معتبرين التظاهر ضد إسرائيل لا جدوى منه ولن يؤثر في القضية” مؤكدة أن التناغم بين مصالح دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات وبين مصالح إسرائيل أصبح واضحاً جداً فالدول العربية الثلاث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية.

واعتبرت الصحيفة “أن موقف مصر ليس مختلفاً كثيراً عن موقف السعودية” مثلاً فالعلاقات السعودية الإسرائيلية شهدت تقارباً ملحوظاً في السنوات الماضية بالرغم من “الإختلاف الحضاري والإجتماعي” بين الجانبين إلا أن “توافق المصالح” أدى إلى تقارب كبير بينهما حيث انهما يتفقان في عدة قضايا “كاتفاقهما على أن التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي لا جدوى منه كما تتفق مصالح السعودية وإسرائيل فيما يخص الإخوان المسلمين فكلا الطرفين يرغبان في القضاء على الجماعة”.

ويرى التقرير أن التقارب السعودي الإسرائيلي يظهر أيضاً في قيام دار نشر سعودية بنشر كتاب لباحث إسرائيلي يدعى جوشوا تايتل باوم من جامعة بار إيلان الإسرائيلية في تل أبيب وهو كتاب يتحدث عن السعودية الحديثة مشيرا الى ان التقارب السعودي الإسرائيلي بدا واضحاً ايضا في تلك المصافحة العلنية التي جرت في بروكسل بين تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق و عاموس يلدين الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وهو اللقاء الذي أثنى فيه يلدين على التعاون الأمني المصري والخليجي مع إسرائيل واصفاً ذلك التعاون بالتعاون منقطع النظير لكنه تحدث عن أن هذا التعاون لا يجري في العلن حيث أن موقف السعودية العلني هو عدم التطبيع الدبلوماسي مع إسرائيل وتبني مقاطعة إسرائيل التي أقرتها ما تسمى جامعة الدول العربية.

وكانت تقارير صحفية سابقة أفادت بوجود تعاون بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والسعودية في عدة مجالات أبرزها المجال الأمني والاستخباري من خلال زيارات المسؤولين السعوديين ولقاءاتهم مع مسؤولي هذا الكيان وقيامهم بتنفيذ الإملاءات الصهيونية في المنطقة العربية.

وخلص التقرير الى ان حرب غزة الحالية هي بمثابة مرآة عاكسة للمتغيرات التي شهدها العالم العربي في السنوات الأخيرة حيث أن كل دولة عربية باتت مشغولة بذاتها ولا يعنيها سوى مصلحتها وشؤونها الداخلية كما أن المساحة المتاحة للإحتجاج الشعبي باتت أضيق مما سبق.

يذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تموز الماضي أدى إلى استشهاد أكثر من 1890 فلسطينيا وجرح نحو 9500 اخرين فضلا عن دمار كبير في منازل وممتلكات الفلسطينيين.