علي الشيخ ديب شاعر وفنان تشكيلي للبحر حضور في أعماله

طرطوس-سانا

من أزقة أرواد العتيقة وأسوارها حمل الفنان التشكيلي علي الشيخ ديب موهبته في الشعر والفن التشكيلي فكان للبحر حضوره في اللوحات التي رسمتها ريشته وفي القصائد التي خطها قلمه.

ويقول الشيخ ديب في حوار مع سانا الثقافية.. “تأثرت في طفولتي الباكرة ببحارة السفن الشراعية عموما وبوالدي خصوصا من ناحية الاستعداد للمواجهة أمام ظروف الحياة والتقلبات المفاجئة فكنت أتأمل بكثير من الدهشة البحارة وهم يواجهون غضب البحر وجبروت الأعاصير عندما لم يكن في السفن الشراعية ما ينبئهم عن أحوال الطقس وعن الريح المواتية في الأسفار فكان عليهم أن يكونوا جاهزين دائما”.sana222

وعن المدرسة التي يسير وفقها في الفن الذي يرسمه عبر الشيخ ديب عن حبه الكبير للوحات عصر النهضة في إيطاليا التي تعلم منها الكثير مركزا بالدرجة الأولى على لوحات الفنان ليوناردو دافنشي محاولا فيما بعد أن يشق لنفسه طريقا خاصا به دون أن يدعي انه وفق في ذلك مبينا عدم ميله للفن التجريدي الذي يراه” هروبا ومحاولة غير ناجحة لستر ضعف الموهبة وعجزا عن حسن الأداء”.

وعن رأيه بالحركة الفنية في سورية لا يبيح الشيخ ديب لنفسه إبداء رأي لقلة تواصله مع الفنانين السوريين ولا سيما الشباب منهم دون أن ينفي اطلاعه على العديد من المعارض التي أظهرت وجود مواهب جديرة بالمتابعة وإن تكن قليلة نسبيا على حد قوله.

شارك الشيخ ديب في العديد من المعارض المحلية وله معرضان فرديان أقيما عام 1998 و 2002 في ثقافي أبو رمانة بدمشق ويعتز كثير بلوحتي “معركة اليرموك” و”معركة عمورية” اللتين قدمتاه إلى النقاد كصاحب خيال وفنان يركز على تصوير التفاصيل الصاخبة للمعارك والبحر والطبيعة عموما.sana111

ويعتز الشيخ ديب على وجه الخصوص بشهادة الناقد الفني العالمي الدكتور عفيف بهنسي تعليقا على المعرض الذي أقيم في ثقافي أبو رمانة عام 1998 والذي وصفه “بالفنان الذي تحمل مسؤولية سد الفراغ الموجود بالحركة الفنية في سورية من ناحية نقل صور الجمال والكمال من التاريخ والطبيعة والإنسان والتصدي إلى مواضيع صعبة استطاع أن يؤكد فيها موهبته ومقدرته على تحدي صعوبات التكوين والتلوين وبناء اسلوب خاص به يصل إلى مستوى الأستاذية”.

نقل الشيخ ديب خطوط فنه إلى دواوين شعره الثلاثة “بوح” وهو في الغزل و”نوح” في الرثاء و”ثمار دوح” الذي تعددت أغراض الشعر فيه حيث تنوعت خطوط الكتابة بين الديواني والكوفي والفارسي بحسب ما أوضح مشيرا إلى ان مذهبه الشعري هو مذهب من يسمون بـ”عبيد الشعر” كزهير بن أبي سلمى والفرزدق وبدوي الجبل.

يذكر ان الفنان والشاعر علي الشيخ ديب من مواليد جزيرة أرواد عام 1939 وأقام في طرطوس منذ عام 1950 حيث تنقل خلال عمله في عدة محافظات أخرى.

رزان و عادل