دمشق-سانا
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية أقام مجمع اللغة العربية بدمشق ظهر اليوم احتفالية ركزت على أهمية لغة الضاد ودورها في الحفاظ على الهوية والتاريخ والحضارة العربية وصمودها في وجه الصعوبات والتحديات وتميزها في أصواتها وحروفها وسعة مفرداتها ودقة تعبيرها وايجازها واعرابها واشتقاقاتها.
وقال رئيس مجمع اللغة العربية الدكتور مروان المحاسني في كلمته دخلت اللغة العربية بلادَ الشام حاملة أنفاس بداوة مفترضة في جزيرة العرب وهي مثقلة بلواعج الشوق إلى بطولات خلدتها إيقاعاتها الشعرية ومشاعر رفيعة تنبع من أعماق الفؤاد موضحا اهمية الاحتفال بهذه العالمية الجديدة التي أضفت طابعاً حداثياً على موقع لغتنا وأبرزت محمولها الحضاري المتكامل في الفكر على أعلى المستويات وفي الفن على اختلاف ظواهره.
وأكد المحاسني أن مجمع اللغة العربية بدمشق يفخر بأنه مازال يبذل مجهودا كبيرا في مسايرة العلوم السريعة التطور وتحديد محتوى ألفاظها لاقتراح المقابل لكلٍ منها إيمانا منه بأن الإصرار على بقاء التعليم الجامعي باللغة العربية هو إصرار على عالمية لغتنا.
وبين الدكتور محمود السيد مدير هيئة الموسوعة العربية في مداخلته التي جاءت بعنوان “عالمية اللغة العربية” أن لغة الضاد تستحق مكانتها كلغة عالمية انطلاقا من عدد المتكلمين بها والعامل الاقتصادي ونسبة النمو السكاني في المجتمع اللغوي مشيرا إلى حضورها اللغوي الملموس في اللغات العالمية كالإسبانية والفرنسية والإيطالية والإنجليزية والألمانية
والفارسية والتركية والاندونيسية اضافة الى الاهتمام العالمي بالمحتوى الرقمي العربي في المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي وعدد كبير من الدول.
ونوه السيد بصمود اللغة العربية عبر العصور امام المغول والتتر المعادين للحضارة والعمران وحروب الفرنجة والاستعمار الغربي في القرنين الماضيين وما مارسه من نهب وتدمير للتراث العربي اضافة الى محاولات استبعاد العربية لمصلحة اللهجات العامية ومحاولات كتابة العربية بالحروف اللاتينية لتبقى لغتنا باقية بما تحمله من مضامين حضارية وقوة ذاتية وصون القرآن الكريم لها.
وأوضح الدكتور موفق دعبول عضو مجمع اللغة العربية في مداخلته التي جاءت بعنوان “اللغة العربية والعلوم” أن العربية اعتمدت ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها الرئيسية إضافة لاعتمادها كلغة عمل مقررة في وكالات دولية متخصصة مثل منظمة الأمم المتحدة للتربيةوالثقافة والعلوم ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة الوحدة الإفريقية.
وعرض دعبول لاراء بعض اعضاء مجامع اللغة العربية في الوطن العربي التي دعت للعدول عن الحروف العربية بدعوى صعوبة كتابتها واستخدام حروف لاتينية بدلا منها بزعم سهولتها ومرونتها للاستغناء عن ضبط الحروف والكلمات بالشكل في حين أكد آخرون أن اللغة العربية هي لغة متطورة حية قابلة للنمو والازدياد ومقاومة كل الأخطار التي تهددها من أعدائها الأجانب ومن أبنائها العاقين.
وأشار عضو مجمع اللغة العربية إلى أن كل البحوث اكدت أن لغة الضاد تفاعلت مع اللغات الأخرى دون أن يكون لذلك أي تأثير في أصالتها وفي بنيانها معتبرا أن دعوات فرض اللغة الأجنبية كلغة أولى نستعملها في التعليم والبحث العلمي وغيرهما من مجالات الحياة يؤدي بالضرورة بنا إلى أن ننسى تاريخنا ونقضي على أصولنا وجذورنا.
يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق يوم 18 كانون الأول من كل عام جاء بعد إقرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” منذ عام 2012 الاحتفاء بالعربية أسوة بلغات أخرى حددت لها اليونسكو أياما للاحتفاء بها ضمن أنشطة وجهود المنظمة الدولية في صون التراث الثقافي العالمي غير المادي وتقدير العربية كأداة للتعبير الثقافي وتنوعه.