المسؤولون الأمريكيون يدعمون الاحتلال في ممارساته البربرية

واشنطن-سانا
مع تواصل العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة وتزايد أعداد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 1156 وما يزيد على 6700 جريح ما يزال دعم المسؤولين الأمريكيين للاحتلال الاسرائيلي ثابتا لا يتزحزح رغم همجية وبربرية اعتداءاته على الشعب الفلسطيني الاعزل.
وذكرت ا ف ب أنه مع تزايد اصوات التنديد والاستنكار لجرائم إسرائيل اللإانسانية في قطاع غزة المحاصر من قبل معظم دول العالم بما فيها أوروبا التي تشهد مدن فيها مظاهرات للتنديد بالعدوان الاسرائيلي إلا أن الوضع مختلف في واشنطن ولا أدل على ذلك إلا قول سوزان رايس مستشارة الأمن القومي الأمريكي أمام تجمع لمسؤولين يهود في واشنطن أمس إن “امريكا تحمي إسرائيل” مضيفة “لطالما جمعت بيننا علاقة خاصة”.
وكرر عدد من أعضاء الكونغرس الذين حضروا الاجتماع بينهم رئيس مجلس النواب جون باينر هذه العبارة كل بأسلوبه حيث قال كيفن ماكارثي الذي سيكون المسؤول الثاني الجمهوري في مجلس النواب الأسبوع المقبل “إذا سقط صاروخ على إسرائيل فكأنه يسقط على أمريكا”.
واتحد أعضاء مجلس الشيوخ المختلفون على كل المسائل من قوانين الموازنة إلى تمويل الطرقات السريعة وغيرها من أجل التصويت بالإجماع على قرار يدعم ما يسمى بـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” من صواريخ المقاومة الفلسطينية بدون ما سموه “استفزازا مسبقا” من قبل إسرائيل.
كما تم التصويت على إجراء مماثل في مجلس النواب الأمريكي.
ولا أحد يشكك في أن الولايات المتحدة هي الحليف الأكبر لإسرائيل في الأمم المتحدة حيث تعترض بشكل روتيني على أي قرارات تندد بها في مجلس الأمن كما أن واشنطن قدمت لها مساعدات تبلغ اكثر من مئة مليار دولار منذ اعلان نكبة فلسطين في عام 1948 إضافة إلى أنها تزودها بأكثر الأسلحة تطورا بشكل دوري.
وتتم الموافقة على الأموال المخصصة لإسرائيل دون اعتراض يذكر في الكونغرس حتى في الظروف الراهنة إذ اشار نواب أمريكيون إلى إمكان تخصيص 225 مليون دولار لما يسمى نظام القبة الحديدية المضادة للصواريخ في إسرائيل.
من جهته أشار مايكل بارنت استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن إلى أن “العلاقة بين الولايات المتحدة واسرائيل تطورت بأشواط بعد عام 1967” .
وتشير المعطيات إلى أن واشنطن توفر لإسرائيل اكبر قدر من الدعم وهي اكبر متلق للمساعدات العسكرية والاقتصادية المباشرة منذ عام 1967 وتتلقى سنويا حوالي ثلاثة بلايين دولار كمساعدات أمريكية مباشرة أي ما يقارب خمس ميزانية المساعدات الخارجية وبمعنى آخر فإن الولايات المتحدة تعطي كل إسرائيلي حوالي خمسمئة دولار سنويا كما أن إسرائيل وخلال تلقيها المساعدات الأمريكية هي الوحيدة التي لا يطلب منها تقديم كشف حساب عن الكيفية التي أنفقت بها أموال المساعدات.
والى جانب المساعدات المالية والعسكرية فان الولايات المتحدة توفر الدعم الدبلوماسي المستمر لإسرائيل فمنذ عام 1982 استخدمت واشنطن حق الفيتو اثنتين وثلاثين مرة في مجلس الأمن الدولي لعرقلة قرارات تنتقد إسرائيل كما حالت دون المساعي العربية لإدراج ترسانة إسرائيل النووية ضمن برنامج عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويقر أغلب الرؤساء الأمريكيين بالعلاقة الخاصة التي تجمع بين واشنطن واسرائيل منذ 1948 ويؤكد حاخام يهودي بأن هذه العلاقة تقوى لقرون.
وتهرع الولايات المتحدة في كل مرة لنجدة إسرائيل في أي حرب عدوانية تشنها وتقف إلى جانبها حين تتفاوض كما أطلقت واشنطن يد إسرائيل في التعامل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة الضفة الغربية وقطاع غزة حتى لو تعارضت سياستها مع السياسة الأمريكية المعلنة.