حمص -سانا
موسم قطاف اللوز تراث أصيل يفيض بالعطاء ويستقبل بعرس مليء بالحب بين أشجار اللوز التي لا تبخل بثمارها على أهل القرية الذين يجتمعون لقطافها من خلال عادات تراثية يمارسونها أثناء جنيهم للمحصول الذي بدأ منذ أيام قليلة.
ويقول الشاب عيسى محمد من قرية المضابع بريف حمص الشرقي لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن سكان القرية ينتظرون قدوم موسم جني محصول اللوز بشغف لاتسامه بخصائص الخير و البهجة فهو تراث جميل يجمعهم بدءا من خروجهم للقطاف وانتهاء ببيع المحصول.
ولفت محمد إلى أن جني المحصول يبدأ في الثلث الاخير من الليل وقبل بزوغ الفجر ليتسنى للفلاحين استثمار الوقت قبل انتصاف النهار واشتداد حرارة الشمس وتسود أجواء القطاف المحبة والتعاون واجتماع العائلات على سفرة واحدة وهو من أهم العادات المتبعة أثناء القطاف حيث يفترشون الأرض ويتبادلون أصناف الأطعمة.
بدوره قال ابو احمد من القرية نفسها أن المشرف على جني المحصول يتمتع بحنكة وبساطة لأنه يحسن اختيار عماله فهو يختارهم من الشبان الذين يتمتعون بروح الدعابة من أجل إطلاق الأغاني والأهازيج التي تجعل أيام القطاف تمر بسلاسة بقصد تخفيف عبء جني الموسم الذي يحتاج الى جهد وصبر كبيرين أما عمليات جني المحصول فهي تبدأ بالأشجار الصغيرة ثم الكبيرة حيث تفرش الأرض بمدات تساعد على رمي الثمار عليها ثم حشوها في
أكياس ووضعها على جانبي الطريق ليصار إلى تحميلها بسيارات ونقلها الى الأسواق.
وبعد الانتهاء من عملية جني المحصول يقوم سكان القرية بتشذيب أشجار اللوز استعدادا لقدوم الموسم القادم الذي يحمل بين طياته الخير والقصص الطريفة التي تحصل عادة في كل موسم وتبقى في ذاكرة أهل القرى قصصا يتناقلونها فيما بينهم جيلا بعد جيل.
بدورها تشير ام علي إلى حرص سكان القرية على موسمهم الذي يستبشرون خيره من عبق زهر اللوز الذي يزين الاشجار بحلة بيضاء تشبه لوحة فنية يتغنى بها شعراء سكان القرية الذين يطلقون الأغاني والأهازيج الشعبية تعبيرا عن محبتهم وانتظارهم لموسم اللوز.
وتأتي محافظة حمص بالمركز الأول على مستوى سورية من حيث المساحة وعدد الأشجار المزروعة باللوز إذ تعد تربتها مناسبة لزارعة اللوز الذي يعتبر من الأشجار الاقتصادية المهمة في تحريج المناطق الجافة لتحمله الجفاف حيث ينتشر بنسبة عالية في الريف الشرقي من محافظة حمص.