حمص-سانا
تعد النوادي الصيفية الخاصة بنشاطات الاطفال والتي تقيمها مديريات الثقافة رديفاً للحركة الثقافية في مختلف أنواع الفنون من خلال الاشتغال على مواهب الاطفال وتنميتها وبالتالي إنتاج نخبة من الفنانين المبدعين مستقبلاً في مختلف مجالات الفنون الأدبية والمسرحية والموسيقية وغيرها.
ويعتبر النادي الصيفي الذي ينظمه قسم الاطفال في مديرية ثقافة حمص سنوياً واحداَ من تلك النوادي التي تعنى بالطفل منذ انتهاء العام الدراسي وعلى مدى العطلة الصيفية التي تمتد لثلاثة اشهر من خلال الكادر الفني الذي يقدم خبراته لهؤلاء الاطفال ويأخذ بيدهم وفق الميول التي تستهويهم وارشادهم نحو الموهبة التي تلائم قدراتهم سواء في الغناء أو العزف أو الرقص أو الفصاحة أو الرسم وغيرها .
وبينت المسؤولة في قسم الاطفال صبا وسوف لنشرة سانا الثقافية أن النادي الصيفي بحمص يستقطب عشرات الاطفال من مختلف الاعمار عبر اشتراك شهري رمزي ويقيم مع بدء العطلة الصيفية عدة دورات في مجال الرسم والنحت والباليه والموسيقا وجلسات قراءة منوهة بأهمية النوادي الصيفية التي توجد روح الالفة والتعاون بين الاطفال وتجمعهم تحت سقف الفن بأسمى معانيه .
ولفتت وسوف إلى ان عدداً من الفنانين ذوي الخبرة يقومون بتدريب الاطفال ومنهم الفنان حسام كيالي الذي يعمل على تدريب الاطفال من الفئة العمرية الثانية أي فوق العشر سنوات على فن التظليل والطريقة الصحيحة لاستخدام قلم الرصاص فيما يقوم بتدريب الاطفال الاصغر سناً على فن رسم المناظر الطبيعية اضافة إلى رسم مواضيع متنوعة بحسب رغبة الاطفال بغية تفريغ المكنونات الابداعية عندهم برسوم يعبرون من خلالها عن مشاعرهم وافراحهم الطفولية .
واضافت وسوف ان النادي يقيم ايضاً دورات للنحت باشراف الفنانة التشكيلية رشا صطيفي التي تقوم بتعليم الاطفال على اسس فن النحت وتشكيل الوجوه والاجسام والهياكل البشرية والحيوانية وغيرها ما يبعث السرور في نفوس الاطفال حين يرون في نهاية المطاف ما ابدعته اناملهم الصغيرة من نماذج تبقى كلوحات تزين كل ركن من اركان قسم الاطفال .
وعن مشاركته في تدريب اطفال النادي الصيفي بحمص على فن الرقص المسرحي يرى الفنان وليم ادنوف ان الرقص يأتي بالسلام والفرح ويعزز الطاقة الايجابية لدى الانسان ولهذا يطمح من خلال هذه المشاركة إلى تشكيل فرقة من الاطفال تقدم جميع انواع الرقص باعتبار ان الطفل لديه اداء عاليا وتركيزا واتقانا للحركات بعكس البالغين.
وأضاف ادنوف انه من خلال تجربته الشخصية وجد ان تشجيع الاهل وامتلاك ثقافة الانفتاح الفكري سهلت له الانطلاق بتنمية هواية الرقص عنده منذ الطفولة حيث بدأ بممارسة لعبة الجمباز ومن ثم الجمباز الايقاعي ليتسنى له فيما بعد المشاركة في الفلكلور السوري بكل انواعه واشكاله المعروفة الا ان ميوله كانت تتجه إلى رقص الباليه الذي تفتقر اليه المحافظة ما دفعه إلى الاهتمام بتدريب الاطفال على هذا النوع من الرقص .
من جانبه اوضح الفنان اسامة محمود مدير نادي حمص الثقافي الاجتماعي الذي يقوم بتدريب اطفال النادي الصيفي على العزف والغناء ان اكتشاف المواهب الغنائية والموسيقية يبدأ منذ مرحلة الطفولة ومهمة الفنان تدريب الاطفال ذوي المواهب على مختلف انواع المقطوعات الموسيقية مستخدماً مختلف انواع الآلات الموسيقية من كمان وعود وغيتار وتوظيف الخامة الصوتية للطفل في المقامات الموسيقية التي تناسبها وصقلها بثقافة تنمي الحس الجمالي لديه ما يتيح الفرصة له لتشكيل فرقة موسيقية للعزف والغناء لها خصوصية تميزها في هذه المحافظة التي عرفت منذ التاريخ بانها ام لمختلف انواع الفنون .
وأكدت كل من ناديا سليمان مديرة المركز الثقافي في فاحل ورجاء مريم مديرة المركز الثقافي في تارين ان جلسات القراءة والاستماع التي تقيمها مختلف النوادي الصيفية في المراكز الثقافية في حمص لها الاهمية الكبرى في تنمية مواهب الاطفال في مجال الفصاحة والتعبير وربط الافكار وتسلسلها المنطقي وتحفيز الاطفال وايجاد روح الجرأة في نفوسهم وقد يدفع بعضهم للمشاركة في القاء الكلمات مستقبلاً امام حشد غفير من الجمهور .
وعن مشاركتهم في النوادي الصيفية قال كل من الاطفال غزل ابراهيم ويزن خضور وعلي عباس ان النوادي الصيفية تعتبر فرصة لجميع الاطفال كي ينموا مواهبهم ولا يشعروا بالملل خلال فصل الصيف فهم ينظمون وقتهم على اساس اوقات الدورات في النوادي ويتعرفون من خلالها على اصدقاء جدد خارج نطاق المدرسة والحي والتعلم منهم ويستغلون اوقات الفراغ بكل ما هو مفيد لهم ولمجتمعهم .