ترحيب دولي وإيراني بالاتفاق النووي.. بوتين: العالم تنفس الصعداء.. أوباما: الأمور تغيرت بعد الاتفاق.. روحاني: فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة

عواصم-سانا

رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتفاق النهائي الشامل الذي توصلت إليه إيران ومجموعة خمسة زائد واحد في فيينا اليوم حول الملف النووي الإيراني مؤكدا أن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتفعيل طاقات هذا الاتفاق.

وقال الرئيس بوتين في بيان نشره الكرملين ونقله موقع روسيا اليوم “إننا واثقون من أن العالم تنفس اليوم الصعداء بعد إبرام الاتفاق النووي” معربا عن ارتياحه لكون الاتفاق يعتمد على مبدأ العمل على مراحل والمعاملة بالمثل والذي كان الجانب الروسي يدافع عنه في جميع مراحل المفاوضات الصعبة.

وأوضح بوتين أن بلاده بدورها ستبذل كل ما بوسعها من أجل أن يساهم الاتفاق النووي في تعزيز الأمن الدولي والإقليمي والنظام العالمي وعدم الانتشار النووي وإقامة منطقة خالية من سلاح الدمار الشامل ووسائل إيصاله في الشرق الأوسط وتشكيل تحالف واسع النطاق في المنطقة لمواجهة الخطر الإرهابي.

وأضاف بوتين إن “الاتفاق الشامل يعتمد على قاعدة القانون الدولي وبالدرجة الأولى على معاهدة منع الانتشار النووي واتفاقية ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما في ذلك البروتوكول الإضافي” مبينا انه على الرغم من محاولات تبرير سيناريوهات استخدام القوة اختار المشاركون في المفاوضات بصورة حازمة الاستقرار والتعاون وسيتم تكريس هذا الخيار بقرار سيصدر عن مجلس الأمن الدولي.

كما أعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن تفي كل الأطراف المعنية وبالدرجة الأولى دول مجموعة خمسة زائد واحد بصورة شاملة بالحلول التي تم التوصل إليها.

خامنئي: الفريق الإيراني المفاوض بذل جهودا صادقة

من جهته أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أهمية الجهود الصادقة والدؤوبة التي بذلها الفريق الإيراني المفاوض مع مجموعة دول خمسة زائد واحد لتسوية الملف النووي الإيراني في وقت شهدت فيه طهران والمدن الإيرانية مسيرات تعبيرا عن فرح الإيرانيين وترحيبهم بتوقيع الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى.

وأعرب خامنئي خلال استقباله اليوم الرئيس الإيراني حسن روحاني وأعضاء الحكومة عن “الشكر والتقدير للفريق الإيراني المفاوض لجهوده الصادقة والدؤوبة التي بذلها خلال المفاوضات النووية التي انتهت اليوم بالتوصل إلى الاتفاق بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد حول ملف إيران النووي”.

بدوره أشار الرئيس الإيراني في كلمة له خلال اللقاء إلى نتائج المفاوضات بين إيران والدول الكبرى وإلى دعم قائد الثورة وإرشاداته للحكومة والفريق المفاوض معربا عن أمله بأن يمهد هذا الاتفاق الطريق لإزالة الضغوطات والاتهامات ضد إيران ويدفع البلد إلى التقدم والتطور.

في سياق متصل وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني المفاوضات بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بأنها حققت إنجازا مطلوبا للشعب الإيراني معربا عن أمله في الوقت ذاته بتحقيق إنجازات كبيرة للغاية للشعب وأن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ بصورة طيبة.

وعمت الاحتفالات طهران وكل المدن الإيرانية وخرج مواطنون إيرانيون مساء اليوم في مسيرات بسياراتهم رافعين الأعلام الإيرانية معربين عن فرحهم بنتائج المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد وبالتوصل إلى الاتفاق.

روحاني: الاتفاق النووي فتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة.. الحوار طريق حل الأزمات في العالم

وفي كلمة موجهة إلى الشعب الإيراني مباشرة عقب توقيع الاتفاق أكد الرئيس روحاني أن اتفاق إيران مع الدول الكبرى يأتي تتويجا لمرحلة مهمة وحساسة من تاريخ إيران استمرت أكثر من 12 عاما في ظل ظروف اقليمية مهمة ويفتح صفحة جديدة في تاريخ المنطقة ترتكز على الأسس التي تؤكد أن هناك طرقا أقصر وأقل تكلفة لحل الأزمات في العالم تتمثل بالحوار.

وأشار روحاني إلى أنه على الرغم من سلمية البرنامج النووي الإيراني منذ بدايته إلا أن ذلك لم يمنع القوى السلطوية في العالم من تهديد إيران وإدراج الموضوع تحت البند السابع لميثاق الامم المتحدة ومجلس الأمن وفرض عقوبات عليها والادعاء أنها تتطلع لإنتاج أسلحة نووية.

وأكد روحاني أن البرنامج النووي لبلاده كان وما زال يمثل أمرا مهما جدا لها من النواحي العلمية والتقنية والتنموية والاجتماعية والاقتصادية لافتا إلى أن المجتمع الإيراني تمكن رغم العقوبات والضغوط المفروضة بحقه من إيجاد الظروف لاستقراره.

وأعرب روحاني عن سعادته بالوصول إلى الاتفاق الذي اعتبره “نقطة جديدة مع الدول الكبرى” ويمثل “بداية لآلية جديدة من التعاون بين إيران والعالم” لافتا إلى أن الدول الكبرى ستقدم بموجبه يد العون لطهران في مجال التكنولوجيا النووية.

وبين روحاني أن المفاوضات طمحت لتحقيق أربعة أهداف تتمثل بـ “المحافظة على التكنولوجيا النووية وإبقاء النشاطات النووية داخل البلاد ورفع الحظر والعقوبات الظالمة واللاإنسانية المفروضة على إيران وإلغاء جميع القرارات غير القانونية الصادرة بحقها عن مجلس الامن وخروج الملف النووي الإيراني من تحت الفصل السابع بشكل كامل” مؤكدا أن جميع هذه الأهداف تحققت وفقا لاتفاق اليوم.

وأشار روحاني إلى أن “جميع العقوبات المفروضة على بلاده ستزول في اليوم الذي يدخل فيه الاتفاق حيز التنفيذ وسيتم عرض نص الاتفاق على مجلس الأمن للتصديق عليه ليقوم على إثرها الاتحاد الأوروبي بإلغاء كل أنواع الحظر على إيران بعد شهرين من تصديق المجلس عليه وإلغاء القيود على استيراد جميع أنواع الأسلحة في غضون 5 سنوات”.

ولفت روحاني إلى أن الدول الغربية كانت ترفض الحديث مع إيران حول “بقاء منشأة فوردو فيما ينص الاتفاق على استمرار العمل في المنشأة بألف جهاز للطرد المركزي وستواصل العمل في مجال الأبحاث وتقنيات التكنولوجيا النووية” مبينا في الوقت ذاته أن “الاتفاق النووي يسمح لمفاعل أراك بمواصلة العمل بالماء الثقيل في حين كان الغربيون يرفضون استمرار نشاطه مطلقا”.

وأكد روحاني أن الشعب الإيراني معروف عنه الالتزام بوعوده وإيران ستلتزم بالاتفاق النووي إذا التزم به الطرف الآخر مبينا أن الاتفاق “يشكل أرضية لبناء جدار الثقة بين الطرفين”.

وحول علاقات إيران مع دول الجوار لفت روحاني إلى أن هذا اليوم هو “بداية لصفحة جديدة في العلاقات مع دول المنطقة” مضيفا “أن على دول الجوار ألا تكون أسيرة للدعاية الصهيونية المضللة والمغرضة فايران تقف إلى جانبكم وقوتها هي قوة لكم وأمنها من أمنكم”.

وأضاف روحاني “إننا نريد الأمن والاستقرار لدول الجوار فالعلم والتكنولوجيا والتقدم والازدهار لإيران سيعود بالنفع على جميع بلدان المنطقة وطهران ليست بصدد الحصول على اسلحة دمار شامل ولم تكن ولن تكون في المستقبل” مبينا أن بلاده “تسعى إلى اقامة علاقات حسن الجوار وتطمح إلى المزيد من التقارب والأخوة والاتحاد والتنمية وتطوير العلاقات مع دول الجوار”.

وأشار روحاني إلى محاولات الكيان الصهيوني الحثيثة إلى إحباط المفاوضات وافشالها لافتا الى أن جميع الشعوب بمن فيهم أهالي غزة وعموم الفلسطينيين فرحوا بالاتفاق.

وأعرب روحاني عن عميق شكره لكل الذين ساهموا في إنجاح الاتفاق مؤكدا أن القضية الأهم كانت “صمود ومقاومة وصبر وتحمل أبناء الشعب الإيراني الذين كانوا وما زالوا موحدين فيما يخص القضايا الوطنية وعلى رأسها التقنية النووية”.

ظريف: إنجاز هام للدبلوماسية وانتصار على الإكراه والضغوط

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الاتفاق هو إنجاز مهم للدبلوماسية وانتصار على الإكراه والضغوط لافتا إلى أن مجلس الأمن الدولي أقر ببرنامج إيران النووي السلمي بعد رفضه على مدى 8 سنوات.

وأوضح ظريف في مقابلة مع قناة الميادين اليوم أن “سنتين من الدبلوماسية والاحترام أثمرتا أكثر من سنوات طويلة من الإكراه والضغوط وأن العالم تغير حيث بات الاحترام والدبلوماسية المفتاحين الأساسيين لحل النزاعات”.

وقال ظريف “إن الاتفاق من شأنه أن يزيل الغشاوة التي يتوارى الكيان الصهيوني خلفها ويخفي ممارساته الإجرامية ضد شعوب المنطقة ويكشف النقاب عن المساعدة التي قدمها بعض شركائنا وجيراننا في المنطقة إلى بعض المجموعات المتطرفة وحاولوا الاختباء وراء ظاهرة الخوف من إيران التي حاولوا نشرها في المنطقة عبر استخدام هذا الموضوع”.

وأكد وزير الخارجية الإيراني أن الكيان الصهيوني يستغل النزاعات ليخفي جرائمه وسياساته الوحشية وغير الإنسانية والبربرية ضد شعوب المنطقة مشيرا إلى أن السلام يشكل خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني.

وتوجه ظريف للدول العربية بالقول “إن إيران مستعدة للعمل مع الأخوة العرب يداً بيد لمواجهة التحديات المشتركة” مشددا على أن “التطرف والطائفية هما أخطر التحديات في المنطقة”.

موغيريني: الاتفاق سيجعل العالم أكثر أمنا.. ظريف: جيد لجميع الأطراف وللمجتمع الدولي

وفي وقت سابق اليوم أكدت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني أن هذا اليوم الذي تم فيه التوقيع على اتفاق حول الملف النووي الإيراني يعد يوما تاريخيا مشيرة إلى أن هذا الاتفاق يوجد الظروف لبناء الثقة وفتح صفحة جديدة في العلاقات المشتركة بين إيران والدول الست والعالم كله.

وقالت موغيريني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف نقلته قناة العالم “توصلنا خلال الساعات الماضية إلى اتفاق بكل شجاعة ورغبة وقيادة سياسية عارمة” مؤكدة أن الجميع كان وما زال يطمح أن يتم من خلال هذا الاتفاق تحقيق السلام وجعل العالم أكثر أمنا.

وذكرت موغيريني أن هذا الانجاز هو نتيجة لنشاط جماعي لم يكن سهلا إلا أن “المحادثات والمفاوضات المستمرة إلى جانب وجود الرغبة ساعدت في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية والتخلص من جميع العوائق والحواجز”.

وقالت موغيريني “يترتب علينا مسؤولية أمام أجيالنا والأجيال القادمة تعزيز الاندماج والنشاط البناء الذي تم خلال المحادثات بين إيران والدول الست والتي انتهت بنجاح بعد أكثر من عشر سنوات من المفاوضات التي شكك الكثيرون بنجاحها” معربة عن شكرها للوكالة الدولية للطاقة الذرية على تعاونها وللحكومة النمساوية على دعمها واستضافتها للمحادثات”.

وأوضحت موغيريني أن الاتحاد الأوروبي سيتابع تطبيق هذه الاتفاقية التي تضمن استمرار ايران بنشاطها النووي السلمي دون أن تسعى للحصول على السلاح النووي مع إلغاء الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي والدول الأخرى على إيران سواء فيما يتعلق بالتقنية أو التجارة أو التمويل أو الطاقة.

ولفتت موغيريني إلى أن “الاتفاقية تخول الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى بعض المواقع في إيران” مضيفة.. “هذا ما هو موجود في الوثائق المحددة التي اطلعت عليها وفود الدول المشاركة في المفاوضات حيث أن كل الأطراف تريد ضمان التطبيق الكامل لهذه الاتفاقية”.

ووصفت موغيريني الاتفاقية بـ “المتوازنة بين جميع الجهات وذات التفاصيل الفنية” وقالت.. “لا يمكننا إنجاز كل التفاصيل في هذه اللحظة ولكننا سنعلن عن ذلك وسنقدم خلال الأيام القادمة مشروعا إلى مجلس الأمن الدولي من أجل التصديق على الاتفاقية”.

وأضافت موغيريني.. “هذه الاتفاقية ستفتح كل الاحتمالات والطرق أمامنا من أجل إنهاء الأزمات التي استمرت لأكثر من عشر سنوات” مبينة أنه تم التعهد من قبل جميع الأطراف على تطبيق الاتفاق بطريقة شاملة وبمساهمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

بدوره اعتبر ظريف أن الاتفاق الذي توصلت إليه إيران ومجموعة خمسة زائد واحد جيد لجميع اطراف المجتمع الدولي وأن طهران ملتزمة بتطبيقه معربا عن أمله بأن يدعم المجتمع الدولي هذا الاتفاق.

وقال ظريف “نقدم لكم اليوم النص النهائي للاتفاق بين إيران والسداسية الذي يضمن سلامة النشاط النووي الإيراني وسيكون في متناول الجميع” مضيفا “مرة أخرى نؤكد أن إيران لم تكن يوما تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية”.

وأعرب ظريف عن امتنانه وشكره لجميع الذين بذلوا الجهود طيلة العقد الماضي للتوصل الى هذا الاتفاق مؤكدا أن القرارات التي اتخذت مصيرية لحل الخلاف القائم منذ 10 سنوات.

وقال ظريف “كنا دائما نرى أنفسنا مسؤولين أمام الأجيال القادمة وأنجزنا اليوم ما كان يعول عليه العالم طيلة الفترات السابقة والمعطيات التي توصلنا لها لم تأت نتيجة جهد فردي وانما جاءت بجهود جماعية” مؤكدا أن اليوم هو يوم تاريخي ونعلن بفخر واعتزاز اننا توصلنا إلى الاتفاق النووي.

صالحي: تاريخي وجميع الأطراف راضية عن النتائج

بدوره وصف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي الاتفاق النووي الايراني بـ “التاريخي” مشيرا إلى أن جميع الأطراف راضية عن النتائج والكل رابح.

وقال صالحي في تصريح لقناة الميادين.. “أعلنا دائماً أننا لسنا في اتجاه النشاط النووي غير السلمي وطمأناهم من هذه القضية حسب القواعد الموجودة والقوانين الدولية”.

وأضاف صالحي.. “من الآن فصاعداً سنشاهد عكس ما ينتظره البعض.. نشاطا أقوى في المجال النووي وخصوصاً في بناء المفاعلات” مشيرا إلى أنه يوجد اتفاق بين إيران وروسيا لإيجاد مفاعلين نوويين جديدين ويمكن أن يكون هناك اتفاق مع الصين في محطتين صغيرتين.

كمالوندي: لا ينص على السماح بتفقد أي من المراكز العسكرية الإيرانية

إلى ذلك أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن اتفاق خارطة الطريق حول الاطلاع على النشاطات النووية السابقة لإيران الذي وقع في فيينا اليوم بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذ رية لا ينص على السماح بتفقد أي من المراكز العسكرية الإيرانية.

وقال كمالوندي في تصريح للتلفزيون الإيراني اليوم “لقد طرحنا خلال جولات المفاوضات العديدة التي اجريت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصراحة الخطوط الحمراء المتمثلة بتفقد المواقع العسكرية ومقابلة العلماء والخبراء وأشرنا إليها جميعها وسيتم حفظ هذه الخطوط”.

ولفت كمالوندي إلى وجود هواجس مشروعة لدى الوكالة الدولية يجب العمل على معالجتها وقال “لقد قلنا للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو خلال زيارته الى طهران مؤخرا أن الخوض في القضايا السابقة لا يمكن ان يكون بلا نهاية” مضيفا لقد كانت مفاوضات تفصيلية انتهت إلى حصيلة وهي إنه ليس من المقرر على أساسها أن تستمر إيران بتقديم توضيحات كما كان عليه الحال على مدى الاعوام ال 12 الماضية إذ إن هذا المسار سينتهي في 15 كانون الأول القادم.

وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتخذان إجراءات لتسوية كل القضايا القديمة العالقة بينهما مشيرا إلى وجود ترتيبات فيما يخص موقع بارتشين ضمن الخطوط الحمراء التي وضعتها إيران.

لافروف: سيعمل على تحسين الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ويزيل العوائق أمام تشكيل تحالف واسع لمواجهة التنظيمات الإرهابية

من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاق سيعمل على تحسين الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ويساعد على حل المشاكل العالقة فيها.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي من فيينا اليوم إن “الاتفاق عامل صحي بالنسبة للوضع في الشرق الأوسط بشكل عام” معربا عن أمله في أن يساعد هذا التطور بعقد مؤتمر دولي خاص بتحويل الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

وأوضح لافروف أن روسيا ستشارك بنشاط في الإجراءات العملية لتطبيق الاتفاق النووي مع ايران في جميع المراحل حيث يشير الاتفاق إلى دور روسي رائد عبر مشروعين أحدهما يتعلق بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب من إيران إلى الأراضي الروسية مقابل توريدات اليورانيوم الطبيعي والاخر يتعلق بإعادة تأهيل منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو وتحويله إلى منشأة لإنتاج النظائر المستقرة للأغراض الطبية والصناعية.

ولفت لافروف إلى أن تطبيق الاتفاقية سيؤثر إيجابيا على العلاقات الإيرانية الروسية وخاصة بعد رفع العقوبات المفروضة من جانب واحد على إيران والتي اعتبرها سببا أعاق طويلا التوصل الى هذه الاتفاقية مشيرا إلى أن رفع العقوبات على توريد الأسلحة سيتم في مرحلة أولى وافق عليها الجانب الإيراني في حين سيتم رفعها بشكل كامل بعد خمس سنوات من خلال مجلس الأمن الدولي.

وقال لافروف “إن الجانب الروسي ذكر الأمريكيين بتصريحاته السابقة الداعية لعدم تطوير الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا في حال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران” مبينا أن موسكو تنتظر ردا على تلك الملاحظات من واشنطن.

كما أعلن لافروف أن توقيع الاتفاق “يزيل العوائق بما في ذلك المصطنعة منها أمام تشكيل تحالف دولي واسع لمواجهة تنظيم “داعش” وغيره من التنظيمات الإرهابية”.

ونقل موقع روسيا اليوم عن لافروف قوله في بيان اليوم : “إن تطبيع الوضع مع إيران يزيل الذرائع لاستخدام القوة ضد طهران الأمر الذي كان البعض يرى فيه بديلا واقعيا عن طريق المفاوضات”.

وفيما يتعلق بأهمية الحدث بالنسبة للعلاقات الروسية الإيرانية أكد لافروف أن الاتفاق يسمح بتوسيع إمكانات التعاون العسكري التقني بين البلدين مشيرا إلى أهمية هذا التعاون في ضوء الضرورة الملحة لمواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة.

كما تطرق لافروف في ضوء توقيع الاتفاق في فيينا إلى مسألة الدرع الصاروخية في أوروبا معربا عن أمل موسكو في أن تدخل واشنطن تعديلات على خططها في هذا الشأن ومعيدا إلى الأذهان أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما صرح في نيسان 2009 بأنه بعد تسوية الملف النووي الإيراني فإن تطوير القطاع الأوروبي من منظومة الدرع الصاروخية “سيفقد جدواه”.

إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن موسكو مصممة على مواصلة العمل النشط من أجل ضمان تنفيذ الاتفاق النووي مع طهران بصورة مستقرة بما في ذلك تنفيذ حزمة من المشاريع الروسية الإيرانية المشتركة.
وأعربت الوزارة عن ثقتها بأن يؤثر الاتفاق النووي إيجابيا على الوضع في مجال الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط بشكل عام بما في ذلك منطقة الخليج.

وأضافت الخارجية الروسية في بيانها “يجب أن يحول الاتفاق الشامل الذي تم التوصل إليه دون تطور الوضع حول إيران وفق سيناريو استخدام القوة بالإضافة إلى خلق مقدمات مهمة لإحراز تقدم على طريق تشكيل منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط وحشد تحالف واسع مناهض للإرهاب في الإقليم كما أنه أمر يصب في مصلحة المجتمع الدولي برمته”.

وكانت وكالة أنباء تاس الروسية نقلت عن مصدر دبلوماسي قوله “بعد إبرام الاتفاقية الشاملة ستجمد الإجراءات المقيدة حتى نهاية العام وخلال هذه الفترة سيتم الاتفاق على جميع المسائل العالقة لرفعها النهائي”.

بوشكوف: يمنع حدوث أي سيناريوهات عسكرية محتملة ضد إيران

وأكد ألكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي أن الاتفاق النووي النهائي الذي تم التوصل اليه اليوم في فيينا بين إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووي الايراني يقطع الطريق أمام أي سيناريوهات عسكرية محتملة ضد إيران ويمهد لانهاء العقوبات الغربية المفروضة عليها وعودتها إلى الساحة العالمية كقوة تجارية واقتصادية كاملة.

وقال بوشكوف في لقاء مع الصحفيين في موسكو اليوم.. “إن هذا الاتفاق يضمن لإيران بقاءها في إطار الاستخدام السلمي للطاقة النووية” مبينا أن مشاركة روسيا والصين في المفاوضات بشأن هذا الاتفاق كان له أهمية خاصة في التوصل إلى نتائج ترضي الجميع.

وأضاف بوشكوف.. “أعتقد أنه من دون روسيا والصين وتوقيعهما على هذا الاتفاق لما توافرت الثقة الكافية لدى إيران بأن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها وفي هذه الحالة تقف روسيا والصين كضامنتين لهذا الاتفاق نظرا لأن جميع المشاركين الآخرين هم من الحلفاء السياسيين العسكريين الذين هم واقعون تحت الضغط الأمريكي”.

من جهة أخرى أكد بوشكوف أن تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المسلحة هو من صنع الولايات المتحدة التي تزعم أنها تحاربه وقال.. “إن الولايات المتحدة هي من اوجدت تنظيم داعش الإرهابي وهي من يقدم الدعم مختلف الأوجه له وللتنظيمات الإرهابية المسلحة الأخرى التي تحارب الحكومة السورية الشرعية”.

وأضاف بوشكوف.. إن “التحالف الدولي الذي تتزعمه واشنطن ويضم أكثر من خمس وعشرين دولة لمحاربة تنظيم داعش الارهابي هو غير فعال وإن نتائج نشاطه تدل على أن الولايات المتحدة لا تريد محاربة هذا التنظيم بل إنها تحاول الإيحاء بذلك فقط لأن الطلعات الجوية لطائراتها يعود نصفها من دون أي فعاليات حربية والنصف الاخر يقصف بطرق عشوائية”.

ولفت إلى إنه بات واضحا أن الولايات المتحدة غير مهتمة بمحاربة تنظيم داعش الارهابي وأنها اوجدته لاستخدامه لبث الفوضى في منطقة الشرق الأوسط وهذا ما يفسر اهتمام أمريكا به.

وأشار بوشكوف إلى أن العراق لم يكن يحوي عناصر تنظيم القاعدة على أراضيه قبل الغزو الأمريكي له عام 2003.

من جهة أخرى أكد بوشكوف أن وفد البرلمانيين الروس الذي سيزور طهران في وقت قريب سيبحث مع المسؤولين الإيرانيين مسائل انتشار الإرهاب في الشرق الأوسط وتمدده إلى اسيا الصغرى وكذلك مسائل توحيد الجهود لمكافحة التنظيمات الإرهابية المختلفة التي تظهر من حين لآخر بتسميات دينية مختلفة بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.

أوباما: الأمور تغيرت بعد الاتفاق ولم تعد إيران تتحرك وفق الضغوط السابقة

وفي السياق أكد الرئيس الاميركي باراك اوباما أن الاتفاق النووي مع ايران يتيح الفرصة لاتباع مسار جديد في العلاقات معها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن اوباما قوله في كلمة له اليوم بعد الإعلان عن التوقيع إن “الاتفاق النووي مدعوم من قبل المجتمع الدولي وهو جيد بالنسبة للجميع” مضيفا “إن الأمور تغيرت بعد الاتفاق ولم تعد إيران تتحرك وفق الضغوط السابقة”.

وأوضح أوباما “أن الاتفاق يوفر فرصة للمضي في اتجاه جديد علينا أن نغتنمها” واعدا برفع العقوبات الأميركية عن إيران التي لا تزال العلاقات الدبلوماسية مقطوعة معها منذ 35 عاما.

واعتبر أوباما أنه وبفضل هذا الاتفاق سيكون المجتمع الدولي قادرا على ضمان عدم تطوير إيران السلاح النووي مضيفا “أنه إذا لم تحترم إيران التزاماتها فسيتم فرض كل العقوبات مجددا” حسب قوله.

وحذر أوباما الكونغرس الاميركي من اتخاذ قرار “غير مسؤول” برفض الاتفاق مؤكدا أنه سيستخدم الفيتو في حال محاولة عرقلة الاتفاق.

وفي محاولة منه لطمأنة حليفه كيان الاحتلال الاسرائيلي وعد أوباما بمواصلة ما سماها “الجهود غير المسبوقة في تعزيز أمن إسرائيل”.

هولاند: بالغ الأهمية ويدل على أن العالم يتقدم

بدوره رحب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.

وقال هولاند في كلمة متلفزة بمناسبة العيد الوطني لفرنسا إن “الاتفاق الذي وقعناه اليوم في غاية الأهمية” مضيفا “أنه اتفاق بالغ الأهمية وقع اليوم ويدل على أن العالم يتقدم”.

وأشار هولاند إلى أن “فرنسا كانت حازمة جدا في هذه المفاوضات ولن تحصل ايران على السلاح النووي وسنكون قادرين على التحقق مما إذا كان هناك تقصير فيمكننا إعادة العقوبات”.

هاموند: تاريخي ويشكل تغيرا مهما في علاقات إيران الدولية

من جانبه نوه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بما وصفه بـ “الاتفاق التاريخي” الذي أبرم اليوم في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني معتبرا أنه يشكل “تغييرا مهما” في العلاقات بين إيران والدول المجاورة والأسرة الدولية.

وقال هاموند في بيان له إنه “وبعد اكثر من عقد من المفاوضات الصعبة ابرمنا اتفاقا تاريخيا يفرض قيودا صارمة وعمليات تفتيش للبرنامج النووي الإيراني ونأمل أن يؤدي هذا الاتفاق الى تغيير كبير في العلاقات بين ايران وجيرانها والمجتمع الدولي”.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني إننا “سنواصل العمل بشكل وثيق مع شركائنا في الائتلاف الدولي لتشجيع إيران على لعب دور شفاف وبناء إقليميا وخصوصا في مجال مكافحة التطرف”.

النمسا ترحب بالاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد

كما رحبت النمسا بالاتفاق النووي مع إيران النهائي الذي تم التوصل إليه اليوم.

وعبر الرئيس النمساوي هاينز فيشر في بيان أصدرته الرئاسة النمساوية عن ارتياحه الشديد لتوصل الأطراف إلى اتفاق بعد مفاوضات طويلة وشاقة معربا عن أمله في أن يسهم الاتفاق في إيجاد حلول للأزمات والنزاعات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط باعتبار إيران قوة إقليمية.

ودعا فيشر إلى نزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بأسرها مشيرا إلى أن النمسا ستعمل على ضمان تكثيف الجهود الدولية في هذا الاتجاه.

بدوره قال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس إن “الاتفاق يعتبر ضمانة وفرصة كبيرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام ليس في منطقة الشرق الأوسط وحسب بل في أنحاء العالم”.

وعبر كورتس عن فخره بأن العاصمة النمساوية كانت مكانا للتوصل إلى الاتفاق التاريخي بين الاطراف الدولية باعتبارها عاصمة ومركزا للحوار الدولي.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة: يضعنا أمام مرحلة جديدة من الانتصارات لتحالف المقاومة

من جهتها اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة أن الاتفاق التاريخي بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ومجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووي الايراني تحقق بفضل صمود الشعب الإيراني وإيمانه بعدالة قضيته وإرادة “قيادته السياسية الحرة وموقفها المبدئي”.

وقالت الجبهة في بيان تلقت سانا نسخة منه إن هذا الإنجاز “انتصار لشعبنا الفلسطيني المؤمن أن قوة الجمهورية الإسلامية قوة له وانتصاراتها انتصار له ولشعوب الأمة الإسلامية التي يربطها مستقبل ومصير مشترك”.

وأكدت “أن حالة الهستيريا التي اجتاحت العدو الصهيوني في اعقاب توقيع الاتفاق تشير إلى معنى هذا النصر الكبير” الذي يحمل دلالات نوعية يمكن القول معها” إننا أمام مرحلة جديدة من الانتصارات لتحالف المقاومة الممتد من طهران غلى دمشق إلى المقاومة في فلسطين ولبنان”.

الأمم المتحدة ترحب وتأمل في أن يؤدي لمزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات بالشرق الأوسط 

بدورها رحبت الأمم المتحدة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه اليوم في العاصمة النمساوية فيينا بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد حول الملف النووي الإيراني.

ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي وصف الاتفاق بـ “التاريخي” قوله في بيان اليوم من العاصمة الاثيوبية اديس ابابا التي تستضيف المؤتمر الدولي الثالث لتمويل التنمية.. “أعلم أنه تم بذل الكثير من العمل في هذا الاتفاق ونحن نقدر عزم والتزام المفاوضين وشجاعة القادة الذين وافقوا على الاتفاق”.

وأضاف: “نأمل ونعتقد في الواقع بأن هذا الاتفاق سيؤدي إلى المزيد من التفاهم والتعاون حول العديد من التحديات الأمنية الخطيرة في الشرق الأوسط”.

وفي عمان هنأت الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية الشعب والقيادة الإيرانية بتوقيع الاتفاق معتبرة اياه “إنجازاً تاريخياً أرسى مدرسة دبلوماسية جديدة تتمسك بالمبادئ وترفض التفريط بالحقوق المشروعة لإيران”.

وقالت الأمانة العامة في بيان اليوم إن “الوصول إلى هذا الاتفاق المشرف سيرسي نهجاً جديداً في حل النزاعات الدولية يعتمد الحوار سبيلاً ويغادر منطق العنف والحروب التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاوءها على دول المنطقة من سورية إلى اليمن وسائر اقطار الأمة”.

ودعت الأمانة العامة الدول العربية إلى فتح صفحة جديدة من التعاون والتنسيق مع ايران لمواجهة الإرهابين الصهيوني والتكفيري معاً وتوجيه البوصلة نحو فلسطين قضية العرب والمسلمين الأولى لتحرير أرضها ومقدساتها والأراضي العربية من رجس الاحتلال الصهيوني ومن الهيمنة الأمريكية الاستعمارية على سيادتها وثرواتها.

وفي أبو ظبي رحبت دولة الإمارات بالاتفاق التاريخي حول الملف النووي الإيراني بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية وام أن رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان بعث برقية إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني هنأه فيها بالاتفاق النووي معربا عن آمله بأن يسهم الاتفاق في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها.

واعتبر مصدر إماراتي مسؤول في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن “الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع الدول الكبرى يشكل فرصة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقليمية والدور الايراني في المنطقة”.

وفي بروكسل أعرب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ عن ترحيبه بالاتفاق الشامل الذي توصلت إليه اليوم ايران ومجموعة خمسة زائد واحد معتبرا أنه “يشكل اختراقا تاريخيا”.

حزب تركي: إيران حققت تفوقا كبيرا وتركيا تعيش عزلة.. الفاتيكان: نتيجة مهمة

في أنقرة أكد النائب التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي ارتوغرول كوركجو أن “إيران حققت انتصارا وتفوقا كبيرا جدا في المنطقة في الوقت الذي تعيش فيه تركيا في عزلة تامة بسبب سياسات نظام رجب أردوغان الخاطئة وتهديداته المتتالية لسورية ومغامراته الخطرة هناك”.

ونوه كوركجو عبر حسابه في التويتر “بالاحترام والتقدير الذي حظيت به إيران والسمعة الجيدة التي كسبتها بعد الاتفاق حول ملفها النووي”.

وقال إن “هذا الوضع الجديد سيجعل من إيران دولة مهمة في المنطقة تستطيع ان تسهم في إنهاء الأزمة في سورية وكل مشاكل المنطقة الأخرى” معبرا عن أمله في أن يحالف الحظ إيران في مساعيها لإنجاح الاتفاق النووي وخلق واقع جديد في المنطقة مبني على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وليس كما فعلت حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا خلال السنوات الأخيرة.

وفي روما أكدت حاضرة الفاتيكان أن الاتفاق هو نتيجة مهمة للمفاوضات الطويلة.

وقال مدير قاعة الصحافة في الفاتيكان فيديريكو لومباردي في بيان أصدره اليوم ونقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية إن “الفاتيكان ينظر للاتفاق بإيجابية باعتباره نتيجة مهمة للمفاوضات الطويلة” مؤكدا ضرورة مواصلة الجهود من أجل جني ثمار أخرى بالتوسع نحو اتجاهات أبعد.

من جهته أعرب أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في برقيتي تهنئة وجههما إلى قائد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني عن أمله بأن يسهم الاتفاق بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتوجيه كل الطاقات والامكانيات والجهود لتنمية دولها ونهضتها وتحقيق المزيد من التقدم والرقي والازدهار لشعوبها.

وفي برلين أكدت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أن الاتفاق “نجاح مهم للدبلوماسية الدولية” داعية إلى الاسراع بتنفيذه.

واعتبرت ميركل في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الاتفاق “يشكل نجاحا مهما لسياسة صبورة وللدبلوماسية الدولية” داعية جميع الأطراف إلى المساهمة في تنفيذ سريع للاتفاق.

وقالت ميركل إننا هنا أمام “فرصة فعلية لتجاوز أحد أكثر النزاعات الدولية صعوبة بالسبل الدبلوماسية” معتبرة أن “هذا الاتفاق يقرب من الهدف المتمثل في عدم حيازة طهران على سلاح نووي لأننا نريد جعل امتلاك إيران لأسلحة نووية أمرا مستحيلا”.

ورأت ميركل أن “هذا الأمر سيشكل مكسبا جوهريا للامن في المنطقة برمتها وخارجها”.

معصوم يرحب… وأوباما يعقد مؤتمرا صحفيا حول الاتفاق

إلى ذلك أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيعقد يوم غد مؤتمرا صحفيا يخصصه للاتفاق النووي التاريخي والذي انتقده “الجمهوريون في الكونغرس”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جوش ايرنست في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إن “أوباما سيرد في البيت الأبيض على اسئلة الصحفيين بشأن الاتفاق”.

وكان أوباما اشاد في وقت سابق اليوم بالتوصل إلى الاتفاق معتبرا أنه “يتيح الفرصة لاتباع مسار جديد في العلاقات مع إيران” إلا أن رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر سارع إلى “التنديد بالاتفاق” ووعد عدد من زملائه النواب بأن يبذلوا ما في وسعهم لعرقلته.

وفي بغداد رحب الرئيس العراقي فؤاد معصوم بنجاح المفاوضات والتوصل إلى اتفاق تاريخي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية للأنباء عن معصوم قوله في رسالة تهنئة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني “إن هذا الإنجاز العظيم الذي تحقق بفعل الحكمة الكبيرة والدبلوماسية الرشيدة التي اعتمدت مبادئ الحوار الانساني والتفاهم البناء هو ثمرة عظيمة تعزز فرص السلام والتقدم ليس لإيران فحسب وإنما لجميع دول المنطقة والأسرة الدولية وتعطي الدليل على أن إعطاء الفرصة للحوار والتفاهم الإنساني من شأنه منع الكثير من الكوارث التي يمكن تفاديها بالحكمة واعتماد العقل واحترام منطق السلام والعدل”.

واعتبر معصوم أن “الاتفاق يسهم بتعزيز الأمن والاستقرار في منطقتنا ويسهم في انهاء التوترات على أسس الحوار واحترام الخصوصيات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

وفي الرياض ركز نظام آل سعود على “عدم رفع العقوبات المتعلقة بتسلح إيران وإبقائها قائمة لمدة خمس سنوات” في الاتفاق الذي وقع بين إيران والقوى الكبرى.

وجاء ذلك في أول تعليق لمصدر وصف بالمسؤول بهذا النظام نقلته وكالة الأنباء الرسمية التابعة له “واس” حاول إطلاق فبركات وادعاءات بحق إيران منها اتهامها بما وصفه بـ “انتهاك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالتسليح” متفقا بذلك مع موقف أبداه رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي.

وفي أنقرة وصف رئيس النظام التركي السابق عبد الله غول اتفاق إيران مع المجموعة الدولية بأنه “أكبر حدث وانتصار دبلوماسي شهده العالم بعد انتهاء الحرب الباردة”.

وعبر غول لوكالة الأناضول الحكومية عن ارتياحه الكبير لهذا الاتفاق معبرا عن تهنئته لكل الدول التي وقعت على هذا الاتفاق وبشكل خاص الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري لافتا إلى دور الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف المهم في إنجاح هذا الاتفاق.

سلوفاكيا: الاتفاق بين إيران ومجموعة “5 زائد 1″تأكيد على فعالية الدبلوماسية الدولية والدور الأساسي للحوار في تسوية الخلافات

من جهتها رحبت وزارة الخارجية السلوفاكية بالاتفاق بين إيران ومجموعة “خمسة زائد واحد” بشان الملف النووي الإيراني واصفة إياه بأنه تأكيد على فعالية الدبلوماسية الدولية ومثال آخر عن الدور الذي لا يمكن التعويض عنه للحوار لتسوية الخلافات.

وأشارت الخارجية السلوفاكية في بيان لها إلى العمل الاحترافي والصعب الذي أظهره ممثلو الدول المشاركة في المحادثات مؤكدة ان هذا الاتفاق سيمثل بداية لبناء علاقات من نوع رفيع بين المجتمع الدولي وإيران التي يتوجب عليها وفق البيان بأن تنطلق من نتائج التنفيذ النزيه للشروط المتفق عليها.

وكانت إيران والدول الست الكبرى أعلنت رسميا أمس في العاصمة النمساوية فيينا التوقيع على الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني الذي يضمن حق إيران بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية ودخول الأسواق العالمية باعتبارها بلدا منتجا للمواد النووية وإلغاء الحظر والقيود المفروضة على عمليات التصدير والاستيراد والتي فرضت عليها منذ 35 عاما.