اللاذقية -سانا
قدرتها على الابداع الفطري والاستفادة من موارد البيئة المحلية وعدم الركون إلى حال من الانتظار والاحباط كانت عوامل نجاح الشابة رنيم أحمد علي في مشروعها المهني الصغير الذي انطلقت به من غرفة صغيرة في بيت الأسرة المتواضع في إحدى قرى مدينة جبلة ليتسع الافق أمامها تدريجيا وتبدأ بجني ثمار التعب والجهد الذي بذلته في صناعة الصابون المنزلي كمصدر للرزق يكفيها الحاجة إلى عون الاخرين ويؤمن لها موردا ماديا جيدا.
هي كسائر النساء السوريات اللواتي رحن يجترحن الحلول لتجاوز الأوضاع الاقتصادية الراهنة كما أكدت خلال حديثها لنشرة سانا الشبابية حيث كان لابد لها من إيجاد طريقة تستثمر بها وقت الفراغ وتؤمن لها دخلا شهريا يعينها على تكاليف الحياة المتزايدة خاصة وأنها ابنة أسرة فقيرة انتظرت لسنوات فرصة عمل تستثمر فيها دراستها الجامعية في قسم اللغة الفرنسية إنما دون جدوى .
واضافت.. لم يكن لدي حتى رأسمال صغير لأبدأ به مشروعا ما و لذلك سعيت الى استثمار موارد البيئة المحيطة بي والانتفاع منها إلى أبعد حد ممكن وخاصة ان الطبيعة الساحلية من حولي تمتلك الكثير من الخامات التي يمكنها أن تكون حجر الاساس لعمل ما وهكذا بدأت بصناعة الصابون المنزلي الذي راج لسنوات طويلة في الساحل السوري عموما و الريف اللاذقاني على وجه الخصوص.
وأوضحت علي أن اختيار هذه الحرفة لم يأتي بالمصادفة او عن طريق الانتقاء فقد كان جدها يصنع الصابون في المنزل و قد تمكنت بعينها الصغيرة من التقاط الكثير من حيثيات هذه الحرفة التقليدية في سن مبكرة وخاصة ان احد اعمامها توارث هذه المهنة عن ابيه فما كان منها الا ان لجأت اليه لتعلم ما فاتها والبدء بالعمل وبعد مجموعة من المحاولات تمكنت من اتقان هذه الصنعة لتؤسس لمستقبل حلمت به
أما طريقة التحضير حسب وصفها فتتم باستخدام زيت الزيتون الراسب في قعر الأواني التي يحفظ بها على مدار العام أو ربما من بقايا الزيت الذي يخزن سنويا فيتغير طعم الاقدم منه و هنا يتم تجميعه في قدر كبير ويرفع على النار حتى الغليان لتضاف إليه مادة تسمى القطرون يتم خلطها مع الزيت المغلي بواسطة عصا خشبية طويلة ثم يضاف إلى المزيج كمية من الغار الذي يمنحه الرائحة الزكية
وتابعت.. بعد الانتهاء من طبخ الصابون أقوم بصبه على سطح حجري أملس ثم احاول حجز أطراف المزيج بقواطع خشبية صممت لهذا الغرض فاتركه حتى يبرد و في اليوم التالي اقوم بتقطيعه حسب الرغبة بأحجام و اشكال مختلفة بعد ان يكون قد اكتسب قواما صلبا.
وأشارت علي إلى أنها كانت تقوم بداية بتحضير كميات قليلة من الصابون نظرا لقلة الزيت مما يمكن الاستغناء عنه لكنها لاحقا بدأت بشراء كميات أكبر من الأسر الريفية حولها محولة إياه إلى صابون لا تجد صعوبة في بيعه على نحو سريع و دون جهد يذكر نظرا لكثرة الاقبال عليه.
هذا المشروع الصغير غير حياة الشابة الطموحة فباتت أكثر قدرة كما أكدت على تدبير احتياجاتها الشخصية و مساعدة أسرتها في نفقات الحياة اليومية خاصة و ان المنتج اليدوي يحظى اليوم بشعبية واسعة و يلاقي اقبالا كبيرا.
واختتمت علي بالاشارة الى اهمية الاعتماد على النفس وعدم الاستسلام للظروف فالبيئة السورية غنية بالخامات و المواد الاولية التي يمكن لها ان تكون اساسا جيدا للانطلاق في اعمال تدر الربح المادي و تحيي الصناعات التقليدية ولا سيما وان هذه الصناعات لا تحتاج الى كثير من مواد التصنيع و او تقنيات والات باهظة الثمن وبالتالي فهي ابجديات غنية للعديد من المشروعات الصغيرة خاصة إذا سعى الشباب إلى العمل بإتقان و إخلاص.
رنا رفعت