تسونامي الصمود المقاوم-صحيفة تشرين

ماذا يعني أن يصف سيناتور أمريكي «داعش» بالتسونامي الذي سيجتاح أمريكا؟!

وما الغاية من هذا الوصف الذي أراد من خلاله انتقاد استراتيجية أوباما في منطقة الشرق الأوسط عامة، وسورية خاصة عندما قال: إن الإدارة الأمريكية تفتقد البدائل والخيارات في مواجهة «داعش» على حدّ زعمه؟.

السيناتور ليندسي غراهام الذي يطمح لنيل دعم الحزب الجمهوري له في الانتخابات الرئاسية المقبلة، طالب «بضرورة وجود القوات الأمريكية على الأرض العراقية» وأشار محذراً «إلى انهيار الأوضاع في سورية والعراق»، وإلى خطر (طوفان تسونامي من مقاتلي داعش سيجتاح أمريكا)، وأكد أنه لو كان في مكان أوباما لطرد جميع صنّاع القرار في أمريكا.

وبما أن المرشح الجديد لا يبتعد في أمانيه وانتقاده لسحب القوات الأمريكية من العراق بعد غزو اعتمد على معلومات أسلحة الدمار الشامل التضليلية ضمن مشروع المخطط الأكبر الذي ارتأته واشنطن للمنطقة.. فإنه عاد ليعزف على تلك النغمة في تهيئة أجواء انتخابية تدغدغ أحلام أمريكا في العودة للمنطقة، وبأساليب متعددة، وسيناريوهات وبدائل متنوعة، وذلك تحت ذريعة أن تسونامي «داعش» المخيف سيطول أمريكا، متناسياً أن إدارته «العصماء»، التي ينتقدها، هي نفسها من أنشأت وصنعت هذا «التسونامي» الذي كبّرته ورعته لتستخدمه كيفما أرادت، بغية العمل على خلق أنظمة تكفيرية وهابية تكون العون القوي والأهم في تقسيم هذه المنطقة وسورية تحديداً، إلى طوائف وإثنيات تمهيداً للهدف الأبعد والأهم، ألا وهو «أمن إسرائيل» وما يسمى «الدولة اليهودية»، والذي صار معروفاً لكل متابع في شأن مؤامرة القرن الإرهابية التي طالت الأخضر واليابس، في إطار البنية الإنسانية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية.. هذه المؤامرة التي تنطحت الأدوات العربية فيها، لتكون أحجار الشطرنج المتنقلة في تنفيذ السيناريوهات الأمريكية- الغربية- الإسرائيلية، ولا أدل على ذلك من المواقف التي باتت في خانة «الخيانة» وتجسدت بالدور الخطر الذي قامت به الحكومة الأردنية من خلال إقامة غرف عمليات على أراضيها، مديروها من خبراء «الموساد وCIA»، على حساب الدم السوري، بل لم تكتف بكل سنوات الحرب والدمار لسورية وأمعنت في تصريحات تشير فيها لاستخدام القبائل والعشائر السورية و«تسليحها» تحقيقاً للهدف الموسادي نفسه، بالدور الموكل لها في تلك اللعبة السياسية في مشروع التقسيم.

وفيما يبدو فإن الرد المناسب من القبائل والعشائر السورية أتى من دمشق، مؤكداً رفضهم المطلق لتصريحات ملك الأردن بأي دعوة أو طرح أو مشروع يجرّد القبائل والعشائر من جوهرها الوطني وسوريتها وعروبتها.. وتعويلهم تالياً على الشرفاء في الأردن للضغط على حكومتهم، وهؤلاء من سيتخذون الإجراء المناسب..

الحكاية في كل ما تقوم به الحكومة الأردنية، أنه لا يبدو آتياً من فراغ الجعبة الأمريكية وأعوانها في المنطقة فقط، وإنما من الهدف المعمم للصانع «الداعشي» بضرورة الضغط على سورية، أكثر فأكثر، ولاسيما بعدما تبين للعالم أجمع ماهية الصمود الأسطوري لسورية على مدى السنوات الماضية، والذي أعطت من خلاله الأمثولة الكبرى في عقيدة دولة الصمود، وسيادة قرارها وصوابية خيارها في التصدي لمؤامرة التقسيم ومشروعها السائر في المنطقة.

الدعايات الانتخابية، صارت تحت الراية «الداعشية» إرهاباً وتسونامي، فمن صنع «الغول» يخاف أن يأكله، ومن هنا تأتي ضرورة توضيح الموضّح في لعبة الشر الأمريكية، التي كان ومازال يلعبها كل من تسول له نفسه الطموح بالجلوس في البيت الأبيض الأمريكي، مع سير الجميع على خطا استراتيجية لا تحيد عنها السياسة الأمريكية سابقاً وتالياً، ولاسيما أن الأدوات وفضائحها المتجددة من السعودية، لقطر، لتركيا، للأردن، تحت الطلب لتنفيذ هذه السياسة الرعناء، على قرار الشعوب، ومصادرة سيادة دولها.

فماذا يمكن لهذه الدول أن تفعل في مواجهة تسونامي الصمود المقاوم؟..

بقلم: رغداء مارديني