دمشق-سانا
جاءت أخيراً مجموعة فايز خضور الجديدة “هجائيات هادئة” ليتوج نصف قرن من رحلة هذا المبدع مع القصيدة حيث أطلق الشاعر السوري الكبير مجموعته الشعرية الجديدة أمس في مكتبة الأسد الوطنية مضيفاً بذلك على إرثه الأدبي الذي يزيد على عشرين كتاباً ومجموعةً شعرية كان قد بدأها عام 1966 بديوانه الظل وحارس المقبرة والذي اعتبر وقتها من أهم الكتب الشعرية التي أسست فيما بعد لحساسية جديدة في كتابة القصيدة العربية المعاصرة.
وبدأ الاحتفال الذي دعت إليه كل من وزارة الثقافة والحزب السوري القومي الاجتماعي بكلمية لنبيل السمان عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب الذي وصف الشاعر خضور بـ “شاعر الحلم السوري بامتياز” مضيفا ” إننا عندما نستحضر لغة خضور الشعرية فإننا نعثر على سورية بين الحروف والصور فرؤى ونبوءات الشاعر لفت أسيجة الوطن الحنون من طوروس إلى زغروس وصولاً إلى البحر السوري الطاعن في الحب نحو ميسلون والتحذير الدائم من أوبئة تأتي غالباً من خلف صحراء النفوذ”.
وتابع السمان: “منذ ديوانه الأول وحتى أكثر من خمسة وعشرين كتاباً صدر حتى اليوم رسم الشاعر خضور ملامح مختلفة للقصيدة فهي لا تحمل خصوصيته أو بصمته المختلفة وحسب بل إنها مستوحاة من معجمه الجديد وبمفردات رفض أن توصف باللاشعرية تبعاً للرأي الكلاسيكي فهي قصائد قاسية منقوشة بثقة على ألواح القلب وحنونة راضية ساكنة بعد أن أتمت مهمتها في الكشف واختبار صلابة الإنسان في فكره وعقله وحبه الكبير فكأن خضور يتابع كتابة الأسطورة بأسطورة توازيها”.
بدوره قدم الشاعر خضور قصيدة شعرية من مجموعته الجديدة تحت الطبع ألقاها للمرة الأولى وجاءت تحت بعنوان رسيس الأرجون ليعقبها بقصيدة المتحولون من مجموعة هجائيات هادئة.
وتركز مجموعة هجائيات هادئة الصادرة حديثاً عن دار سرجون بدمشق على نبرة شعرية تستنهض اللغة من سباتها العميق وفق اشتباك بلاغي ودلالي مع نصوص الأسطورة السورية وعبر مفردات اشتغل عليها الشاعر منتشلاً صوره وتراكيبه من دفق مشاعر الإنسان السوري وغيريته على وطنه إزاء ما يخطط له من قبل الغزاة والحاقدين على حضارته وإرثه الإنساني ليكون هذا الكتاب بمثابة مرثية مطولة تتآلف فيه ذات الشاعر المرهفة مع أشجار وأنهار وجبال بلاده.
حضر الاحتفال كل من معاون وزير الثقافة توفيق الإمام ورئيس المكتب السياسي نائب رئيس الحزب القومي السوري الاجتماعي الأمين جوزيف سويد وعدد من المسؤولين المركزيين في الحزب وشخصيات ثقافية وفنية وحشد من المثقفين والفنانين.
يذكر أن الشاعر خضور من مدينة السلمية مواليد عام 1942 حاصل على إجازة في الأدب العربي وهو صاحب مدرسة شعرية خاصة عمل في الصحافة الثقافية في دمشق وبيروت ليعمل بعدها في اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1972 ويتسلم مهمة أمانة التحرير في جريدة الأسبوع الأدبي والموقف الأدبي.
وخضور هو عضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب نال عام 2012 أول جائزة دولة تقديرية للشعر والآداب في سورية ومن دواوينه عندما يهاجر السنونو 1972 وأمطار في حريق المدينة1973وغبار الشتاء 1979 وكانت فيروز غنت له قصيدة لا يدوم اغترابي كما تولي في السبعينات مسؤولية عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي.
سامر إسماعيل