الشريط الإخباري

بشاعة النظام القمعي في رواية (وباء السلطان) لحسام الدين خضور

دمشق-سانا

سنواتٌ طويلةٌ من السجن والاعتقال في زنازين النظام البائد عانى منها الأديب والمترجم حسام الدين خضور، انعكست في نتاجه الأدبي الذي تتجلى فيه بوضوح مواقفه الرافضة للظلم والاضطهاد.

رواية خضور (وباء السلطان) جمعت بين أسلوب السخرية والنقد المرير، وتحدث فيها عن دولةٍ مستبدةٍ افتراضية، تهتز أركان سلطتها عند تحوّل سجن المعارضين السياسيين للحاكم اللاشرعي في معجزةٍ إلى نقطةٍ للاستشفاء من الأمراض المستعصية.

وبعد أن يتسرب هذا النبأ إلى الصحافة الأجنبية، “طفقَ السلطان” يجمع وزراءه لمحاولة السيطرة على ذلك العالم المغلق عبر محاولة التعتيم وفرض حالة الطوارئ، واستخدام العنف وتعزيز الشرطة العسكرية وتشويه الحقائق والتضليل الإعلامي، ونشر الفتن والتخوين والاستهزاء بالمعجزة، والتشكيك بها عبر الدجل والمشعوذين.

بعدها تُعرجُ أحداث الرواية بأسلوبٍ مشوّقٍ على البرلمان المسيس لمصلحة السلطان، وعلى الانحلال الأخلاقي المتفشي في المجتمع، وشيوخ السلطان، لتخرج الأمور عن سيطرة وزير الداخلية، ولتتدخل دولٌ أخرى عبر وفود أجنبية ومختبرات لكشف كنه المعجزة، فينقلب الوزير على السلطان ثم تنتهي الأمور تدريجياً بانفراط عقد الدولة بعد نخر الفساد في بنيتها التحتية وانهيارها بعقابٍ سماوي للمجرمين.

وفي الرواية استخدم الكاتب الكثير من المتناقضات مثل: (المرض والصحة)، (الحرية والسجن)، بكلماتٍ بسيطةٍ معبرّة عن أهمية الحرية أولاً للإنسان حتى قبل الصحة والحياة الاجتماعية.

معجزة الشفاء من الأمراض داخل السجن المعزول عن العالم الخارجي تستحضر في الأذهان معجزة اندلاع الثورة داخل سجنٍ كبير اسمه سوريا، فرضه النظام البائد طيلة 61 عاماً، فكلمة حرية زعزعت أركانه وجعلته يتخبط في مخططٍ شيطاني بدأ بالرصاص والبطش، وتعزيز المخابرات ومحاولة شيطنة وتخوين المتظاهرين، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، واللعب على وتر الطائفية وتشويه صورة الثورة السورية في إطار تسييس الإعلام ورجال الدين والانتخابات الشكلية وتحويل مجلس الشعب إلى (مصفقين).

يُشار إلى أن الرواية من القطع المتوسط، وصادرة عن دار شرق/غرب في سوريا، بينما العمليات الفنية لدار نينوى، وكانت ممنوعة من النشر في زمن النظام البائد.