المشاركون في أعمال المؤتمر العام التاسع عشر لاتحاد المعلمين العرب.. سورية ستتجاوز الأزمة التي تمر بها بفضل إرادة وتصميم شعبها على النضال والصمود بوجه الإرهاب الظلامي التكفيري

دمشق – سانا

أكد المشاركون في أعمال المؤتمر العام التاسع عشر لاتحاد المعلمين العرب المنعقد في دمشق أن سورية ستتجاوز الأزمة التي تمر بها بفضل إرادة وتصميم شعبها على النضال والصمود بوجه الإرهاب الظلامي التكفيري الذي يهدد أمن الأمة العربية وكيانها مشيرين إلى أن انتشار الفكر الإرهابي بين الشباب العربي يؤكد وجود أزمة حقيقية في المؤسسات التربوية العربية.

وقال المولودي الراجحي من نقابة المعلمين التونسيين.. “إن سورية اليوم صامدة وستتغلب على جراحها وتنهض من جديد لتكون السند الحقيقي لأشقائها العرب” مستنكرا ما ينقله الإعلام المغرض عن حقيقة الأوضاع في سورية.

وأشار الراجحي إلى أهمية أن تتحمل وسائل الإعلام العربية والمثقفون العرب والمؤسسات التربوية مسؤوليتها في توعية الشباب العربي والتأكيد على حضارة سورية وتاريخها عبر العصور مبينا أن “رسالة مؤتمر اتحاد المعلمين العرب هي رفض الإرهاب والقتل والوقوف بوجه الصهيونية والرجعية العربية”.

ومن الجزائر أكد صالح جغلول عضو الأمانة العامة الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت تنظيم الاتحاد العام للعمال الجزائريين دعم “بلاده الكبير لسورية قيادة وشعبا وجيشا باسلا يدافع عن الأمة العربية بأسرها” مشيرا إلى أن الوفد الجزائري زار العديد من الأماكن في سورية وسينقل مشاهداته من أرض الواقع “إلى كل زميل وزميلة له في الجزائر وعلى امتداد ساحات الوطن”.

بدوره قال خلف زناتي أبو زيد نقيب المعلمين في مصر.. “إن سورية تتعرض لتآمر الدول الاستعمارية والعصابات الرجعية والتكفيرية العميلة وعلى رأسها تنظيمات داعش والنصرة التي نشات وترعرعت تحت عباءة الإخوان المسلمين وترمي إلى تشويه الدين الإسلامي الحنيف ونشر الطائفية البغيضة بين أبناء الشعب العربي الواحد” مؤكدا أن مواجهة هذا المخطط تكون بالعلم والمعرفة والتضامن و”دمشق هي العنوان الأبرز في هذه المواجهة”.
ومن مصر أيضا أكد محمد قنديل الأمين العام المساعد السابق لاتحاد المعلمين العرب دعم المعلمين العرب لمعلمي سورية وشعبها حتى يتحقق النصر على الإرهاب وتستعيد سورية عافيتها ودورها العروبي مبينا أن المؤتمر “يعقد في ظروف حساسة وبالغة الأهمية نظرا للظروف التي تتعرض لها معظم الدول العربية من هجمات وحشية إرهابية ولكن اختيار سورية بالذات مكانا لعقد المؤتمر منحه أهمية خاصة”.

بدوره أعرب محمد شامي ممثل نقابة المعلمين اليمنيين عن “فخره واعتزازه لقدومه إلى سورية التي تتعرض لمؤامرة كبيرة من قبل الصهيونية وعملائها” منوها بالإنجازات الميدانية التي يحققها الجيش العربي السوري.

ومن السودان اعتبر محمد غندور الأمين العام المساعد لاتحاد المعلمين العرب أن هدف انعقاد المؤتمر في دمشق “كسر الحصار عن سورية وهو رسالة للعالم بأن سورية ليست وحدها وإننا متضامنون معها في وجه الحرب الإرهابية الظالمة التي تشن ضدها ولا بد أن ينتصر الحق في النهاية”.

من جهته قال محمد يخطية من نقابة المعلمين الموريتانيين وعضو في المؤتمر.. “أتينا لنؤكد دعم موريتانيا لسورية ضد المؤامرة التي تتعرض لها” مضيفا.. “من المحزن رؤية سورية قلب العروبة تنزف والدول الاخرى تقف متفرجة لا تحرك ساكنا”.

بدوره أكد نايف الطالب الحريري نقيب المعلمين في سورية ضرورة أن تكون منظمة اتحاد المعلمين العرب فاعلة ومؤثرة في حياة الإنسان والمعلم العربي على امتداد الساحة العربية وأن تكون قادرة على تحمل مسؤولياتها في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة العربية.

من جانبه قال كمال بكري عضو المكتب التنفيذي في نقابة معلمي سورية رئيس المكتب المالي ..”إن المعلمين العرب المشاركين في المؤتمر تحدوا المصاعب وحضروا إلى سورية ليؤكدوا تضامنهم معها ويردوا على مؤامرات دول البترودولار”.

وتابع المؤتمر أعماله اليوم في مقر نقابة المعلمين بدمشق وفق الجدول الذي أقر أمس حيث ناقش المشاركون تقارير وتوصيات اللجان الست المنبثقة عن المؤتمر وهي لجان القانون الأساسي والتنظيم وشؤون المعلمين والتربية والتعليم العالي والإعلام والثقافة والعلاقات العربية والدولية والمالية.

وصوت المشاركون على التوصيات والمقترحات وإقرارها وتعديل بعضها بما يخدم العمل في منظمة اتحاد المعلمين العرب حيث تم التركيز على ضرورة إدانة الإرهاب الذي تتعرض له البلدان العربية ومؤسساتها التربوية وتعديل المناهج بما يتناسب مع الظروف والمرحلة الراهنة والتأكيد على دعم الاتحاد ماليا وإيجاد آليات لتطوير موارد الاتحاد والالتزام بتسديد الاشتراكات المالية.

وبينت لجنة الثقافة والإعلام أنه تم اقتراح إحداث موقع إلكتروني خاص باتحاد المعلمين العرب وتفعيله وإعداد صفحة خاصة بالاتحاد على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وإبراز الإنجازات التي يحققها عبر شبكة الإنترنت بهدف استقطاب الشباب وتوسيع وتطوير دائرة الإعلام للوقوف في وجه الشائعات المغرضة التي تواجهها الأمة العربية ومؤكدين ضرورة العمل على تأسيس قناة فضائية باسم اتحاد المعلمين العرب وإصدار جريدة إلكترونية خاصة بنشاطات الاتحاد وإقامة مهرجانات ومعارض سنوية وتكريم المبدعين من المعلمين العرب في جميع المجالات.

وكان المشاركون في المؤتمر قرروا أمس تسمية دورة الاتحاد العام المنعقدة في دمشق باسم نقيب المعلمين في السوادن الراحل المعتصم عبد الرحيم تكريما لعطاءاته على المستوى النقابي والتربوي والتعليمي وتخليدا لذكراه لما قدمه خلال مسيرة حياته من إنجازات.

وأقيم حفل تأبين للراحل مساء أمس في مسرح نقابة المعلمين ألقى خلاله عدد من المشاركين في المؤتمر كلمات تحدثت عن مناقبه ولفتت إلى حرصه على بنية اتحاد المعلمين العرب الذي يمثل دعاة العلم والشريحة الأعلى في الأمة العربية.

كما تطرق المشاركون في المؤتمر إلى قضية اعتقال نقيب المعلمين في البحرين المهدي بوديب من قبل نظام آل خليفة واعتبروا أن اعتقاله “ظلم للعملية التربوية والتعليمية ولاتحاد المعلمين العرب”.

وكانت أعمال المؤتمر العام التاسع عشر لاتحاد المعلمين العرب الذي ينعقد كل أربع سنوات انطلقت أمس الأول برعاية السيد الرئيس بشار الأسد وبمشاركة وفود من 12 دولة تحت عنوان “بالعلم والعمل والإيمان نبني مشروعنا القومي ونصنع الإنسان”.

ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله في وقت لاحق اليوم بعد أن ناقش أبرز القضايا والتحديات التي تواجه المعلمين العرب والتقارير التنظيمية والتعليمية والنقابية.