حماة-سانا
تمحورت الأصبوحة الثقافية التي أقامها فرع اتحاد الكتاب العرب بحماة والتي شارك فيها كل من الشاعر القاص محمد حيان الأخرس والقاص زكريا المحمود حول رصد قضايا اجتماعية ووطنية مختلفة أذ أبدى كل منهما نظرته ورؤيته الشخصية للمجتمع والواقع والأزمة الحالية التي تعيشها سورية.
وألقى الشاعر الأخرس نصوصا شعرية وقصصية فتناول في قصيدة بعنوان عناق حالة اجتماعية كان قد عاشها فظهرت في النص علائم الاغتراب بين نفس الشاعر ووطنه من خلال تراكيب متتالية توحي بشعور الحزن الذي سببته بعض المفاهيم الخاطئة في المجتمع.
كما تضمن النص ثنائية ضدية مخفية بين المجتمع والواقع القاسي من جهة وبين الشاعر وأحلامه ورغباته المسالمة من جهة أخرى فيقول.. في البلاد القصية حيث بيتنا يجلس القرفصاء أتساءل.. لم نحلة الدار انكرت شهدها والقصائد ما عادت تناغي ..ابنة الجيران ضيعت أسرارها ابنة الجيران يا حسرة الورد عليها.
ورصد الأخرس في نص بعنوان قول الوضع العربي بشكل عام وصورة المجتمعات العربية معتمداً في ذلك على التكثيف ورمزية المفردات فقال.. يقطعني.. أنني كلما قلت هذي بلادي قامت السيوف من قبائلها والرماح من طوائفها وحاصرتني.
بدوره ألقى القاص المحمود قصة قصيرة بعنوان شيخوخة الريح تحدث فيها عن صراع إنساني يقوم به الشعب بأكمله ككائن حي مركب أسقطه في شخص واحد يواجه ريحا عاتية وعاصفة حيث أن مجمل قضية الصراع تنتهي بانتصار البطل فالقصة تحاكي الواقع السوري وحاجته للوحدة والصمود في وجه رياح التدمير فيقول “وبعد صراع لم يطل لم يعد يسمع إلا بقايا أنين ريح كسرت ساقيها وهي تزحف مبتعدة”.
وفي قصة بعنوان ليالي الفرح تحدث عن مدينته مورك وما ألم بها حيث صور عودة الحياة إليها من جديد ومسيرة النصر الدائمة للحقيقة والحق والسلام فقال.. يمسك الراوي رأسه بيديه وهو يقسم أن النساء ولدن قبل المغيب دفعة واحدة وأن أبناء الحياة ولدوا واقفين.
وعن رأيه في الأصبوحة قال الاستاذ في الجامعة ماجد قاروط أن الأصبوحة ناقشت موضوعا اجتماعيا حساسا وهو أزمة الفرد العربي قديماً وحديثاً وحاله الواقفة دائما بين التشتت والضياع وفيما يخص الأسلوب المتبع فقد امتازت قصائد الأخرس بالوحدة العضوية والسبك الجيد إضافة إلى الصور الجديدة أما قصص المحمود
فقد كانت مفعمة بالعواطف بتركيبة حديثة وبسيطة وإسقاط رمزي على الواقع.
ورأت الشاعرة وفاء السمان أن الأصبوحة تنوعت ثقافيا فمن الصور المبتكرة والأفكار الحداثوية في القصص القصيرة إلى وجدانيات قصائد التفعيلة والنثر المفعمة بالعواطف المحاكية للواقع.
من جهته بين رئيس فرع اتحاد الكتاب بحماة مصطفى الصمودي أهمية الأصبوحة لأنها تعد تشجيعاً لكل من له علاقة بالكلمة ومؤكدا أنها الرديف الثقافي الجديد لاستمرار الحركة الثقافية في المحافظة وخصوصاً أنها لاقت استحسان الحضور.
سهاد حسن