كي ينجح خليفة الإبراهيمي

كي ينجح خليفة الإبراهيمي الذي عينه الأمين العام للأمم المتحدة في تنفيذ مهمته كمبعوث أممي إلى سورية يحتاج إلى جملة من العوامل والمعطيات لعل من أهمها:
أولاً: أن يكون وسيطاً نزيهاً ويتجنب ما وقع فيه سلفه الإبراهيمي.
ثانياً: أن يأخذ بعين الاعتبار أن سورية هي دولة مستقلة ذات سيادة وفيها رئيس انتخبه الشعب السوري في انتخابات تعددية حصل خلالها الرئيس الأسد على 88,7% من أصوات الناخبين.
ثالثاً: يجب أن يستند إلى أرضية مختلفة عن الأرضية التي انطلقت منها مهمة الإبراهيمي، وهذه الأرضية يجب أن تنبذ العنف والإرهاب وأن تصحح نظرة الإدارة الأمريكية والسائرين خلف سياستها التي لاتزال حتى الآن غير مقتنعة بالحل السياسي ومازالت تراهن على تغيير موازين القوى لمصلحة الإرهابيين وهذا ما لا يمكن أن يتحقق حتى قيام الساعة.
رابعاً: أن يدرك أن «المعارضة» التي تم تصنيعها في الخارج هي جزء يسير من المعارضة وهي لايمكن أن تكون شريكة في الحل السياسي إلا إذا غيرت من برامجها بالكف عن المطالبة بالتدخل الخارجي، أو المطالبة بتسليح المعارضة وعندها يمكن أن تكون معارضة سياسية تشترك مع المعارضة الوطنية في الداخل لتفعيل دور الحوار الوطني والمصالحات الوطنية وفي إعادة إعمار ما دمرته قوى الإرهاب المدعومة من الخارج.
خامساً: حث جميع الدول الإقليمية التي حولت أراضيها إلى معسكرات لتنظيم القاعدة وفروعه، وسهلت عبور الإرهابيين ودعمتهم بالمال والسلاح والإعلام على تغيير مواقفها، وإلا فمن المفترض محاسبتها استناداً إلى قرار مجلس الأمن الخاص بمكافحة الإرهاب.
سادساً: أن يكون البند الأول في جدول أعمال أي مؤتمر دولي قادم لمناقشة الأزمة في سورية مكافحة الإرهاب وأن تتم مناقشة بقية البنود وفق تسلسلها وبما يخدم أمن سورية والأمن الإقليمي في المنطقة وفي العالم.
لقد أكدت سورية أنها مع أي جهد سياسي دولي لحل الأزمة، لكن على الجهات الدولية عامة، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعلى كل من يحرص على احترام ميثاق الأمم المتحدة الإدراك أن أي حل للأزمة في سورية يجب أن يحقق مصلحة الشعب السوري التي لا يمكن أن تتحقق إلا باجتثاث الإرهاب، وإعمار ما تهدم، وتحقيق التنمية المستدامة، وبمشاركة القوى السياسية الوطنية في مواقع اتخاذ القرار، لأن الوطن يتسع للجميع إلا من راهن على الإرهاب، وعلى التدخل الخارجي.
بقلم: محي الدين المحمد