الشريط الإخباري

ذاكرة النقوش الحجرية في العمارة الحمصية.. محاضرة بثقافي حمص

حمص-سانا

دعا المهندس المعماري عامر جواد السباعي في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي بحمص بعنوان “ذاكرة النقوش الحجرية في العمارة الحمصية” إلى المحافظة على التراث العمراني من اجل اعادة الروح للمكان بكل ما يعني ذلك من ممارسة للحياة الطبيعية ودعم الموارد الاقتصادية وحفظ لذاكرتنا التاريخية لتكون عملاً واسعاً له تأثيره المجتمعي العميق والمستمر لأن خصائص الامة وشخصيتها تعرف من خلال مفردات التراث الذي يتجلى على رقعة معينة من ارض كانت مهد الحضارات.

وقال السباعي في محاضرته التي تأتي ضمن البرنامج الأسبوعي لجمعية العاديات الأثرية التاريخية بالتعاون مع مديرية ثقافة حمص ونقابة المهندسين ان كل ذرة من تراب سورية هي حرف مضيء في سفر الانسانية الخالد لافتا الى ضرورة الحفاظ على المباني الاثرية وترميمها وصيانتها وعدم تغيير معالمها الأثرية وتوثيقها طبقاً للأعراف والمواثيق الدولية التي تحض على ذلك مستعرضاً ابرز هذه المواثيق ومنها ميثاق اثينا عام 1931 وميثاق البندقية 1964 للمحافظة على المعالم والمواقع وترميمها.

واوضح المحاضر ان من ابرز الاسباب الداعية لتوثيق المفردات المعمارية والانشائية ما تتعرض له الاثار من كوارث طبيعية كالزلازل وهو ما تدل عليه كثرة المغاور في حمص لافتا الى ان الاحداث الاخيرة التي شهدتها هذه المدينة اثرت بشكل او باخر على إرثها الأثري بسبب تعرض بعض المباني الأثرية للضرر الكلي أو الجزئي وهذا يستدعي تجميع وتوثيق المفردات التراثية واعادتها الى شكلها الاولي.

وثمن السباعي أهمية النقوش الكتابية القديمة لما لها من قيمة توثيقية رفيعة لأنها تسلط الضوء على عدد من الأمور المهمة مثل الاحداث التي كانت تجري في تلك العصور وقضايا العمل والقوانين الاجتماعية وتكريس وتخليد للمالك والصانع لافتاً الى ان قراءة النقوش عمل لا يقوى عليه إلا المحترفون من أهل البحث والاختصاص الآثاري لإبراز هذا الجانب المخفي والمعتم والغائب عن عالم المعرفة والاطلاع من اجل ربط الماضي بالحاضر والتواصل بينهم.

واعتبر ان ذاكرة الحجر هي ذاكرة من تركوا وراءهم هذه الشواهد الصامتة الناطقة عبر القرون والايام والاعوام لتمتد الحضارة وتتطور ادواتها وان توثيق التاريخ يعني تسجيل التجربة الانسانية بكل ابعادها واهدافها وغاياتها لإثبات الذات والدفاع عن اصالتنا وتراثنا الذي عبرت من خلاله حضارات العالم وبنت عليه أسس نهضتنا ولهذا فان حماية التراث الأثري يجب ان تعتمد على تعاون حقيقي بين تقنيين من عدة اختصاصات وحكومات وباحثين اكاديميين.

ولفت السباعي الذي يشغل منصب رئيس لجنة التراث الهندسي بحمص الى ان المتجول في ازقة حمص القديمة يلحظ وجود العديد من الكتابات والنقوش على حجارة استخدمت في ترميم مبان او في بناء واجهات منها “الكتابة اليونانية على واجهة مسجدي ابي لبادة وسيباط الدروبي الثاني” اضافة الى كتابات بخطوط مختلفة ضمن المبنى الواحد كالمباني الدينية والقصور التي تعطي فكرة عن تعدد النظريات في تشكل مدينة حمص مثل قصر الزهراوي والجامع الكبير وغيرها.

 

انظر ايضاً

جهود استثنائية يبذلها الشباب في حمص للنهوض بواقع المدينة

حمص-سانا مبادرات فردية وجماعية تبذلها مجموعة كبيرة من الفرق الشبابية بحمص، بهدف النهوض بواقع المدينة …