حماة-سانا
بخيط ومسامير ينسج الشاب مهند زينو قصة نجاحه في فن الفيلوغرافيا الذي اشتغل به على مدى أعوام ليتوّج هذه المسيرة اليوم برصيد من اللوحات الفنية متفردة الجمال بما يغاير المألوف والسائد في المشهد الإبداعي المحلي وخاصة أن هذه الأعمال تتسم بمستوى عال من الجماليات التي تكونها تفاصيل عالية الدقة والإتقان.
مسيرة لا تخلو من الصعوبات والتحديات يواصلها ابن مدينة السلمية بمحافظة حماة والذي نمت لديه موهبة الرسم بأقلام الرصاص والفحم منذ الصغر لترافقه هذه الهواية منذ أن كان تلميذاً على مقاعد الدراسة وحتى تخرجه عام 2006 إلا أن انخراطه بالعمل الوظيفي لم يترك له وقتاً لتنمية هذه الموهبة حيث أجبرته ظروف الحياة على البحث عن عمل يحقق له مردوداً مادياً فوجد في صنع سلال الخيزران لأحد متاجر الحلويات في المدينة فرصة تمكنه من ممارسة ما يحب وتؤمن له مصدراً للرزق.
وأوضح الشاب الثلاثيني في تصريح لنشرة سانا الشبابية أن فكرة الرسم بالخيط والمسامير جاءت من أحد المنشورات التي شاهدها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما دفعه للمزيد من البحث والتعرف على هذا الفن وكيفية ممارسته عبر موقع يوتيوب، مشيراً إلى تنوع المستويات والأساليب المستخدمة في هذا الفن بدءاً من الرسومات البسيطة كالأسماء والأشكال والشعارات وصولاً إلى الزخرفات والبورتريه وفق خوارزمية بيتروس فيرلس.
أنواع مختلفة من الخامات كخيوط القطن والصوف والحرير وعدد كبير من المسامير يتم تثبيتها على الأطراف الخارجية للعمل المطلوب بمسافات مناسبة على لوح خشبي يتناسب مع حجمه تليها إزالة ورقة الرسمة الأساسية والبدء بتشبيك الخيوط بين المسامير مع مراعاة مناطق الظل لتتضح ملامح العمل الفني بعد حين، بهذه الكلمات يصف زينو مراحل إنجاز القطعة التي تستغرق أياماً وحتى أسابيع حسب حجمها ونوعها، لافتاً إلى الصعوبات التي يواجهها لناحية تأمين المواد الأولية والتسويق، إضافة إلى أن أي خطأ صغير يكلف ساعات طويلة من العمل.
وتحدث زينو عن مشاركته في العديد من المعارض الفنية عن طريق جمعية بصمة فن ولعلّ أجملها لوحة لوجه امرأة يصور فيها أدق تفاصيله وتجاعيده ما أبدع في تجسيده باستخدام أدواته الخاصة لينقل هموم الأم وما تتحمله من صعاب الحياة تكريماً لعطائها اللا متناهي، إضافة إلى لوحات بورتريه لعدد من كبار الفنانين، منهم منى واصف وإلياس خضر وغيرهما، مشدداً على أهمية هذه المشاركات لناحية تبادل الأفكار والخبرات وبناء العلاقات والترويج لقطعه الفنية.
واختتم زينو حديثه بالثناء على دعم وتشجيع زوجته بالدرجة الأولى والأهل والأصدقاء الأمر الذي شكل حافزاً كبيراً له للاستمرار داعياً الشباب الموهوبين إلى عدم الاستسلام وملاحقة شغفهم وعدم التخلي عن أحلامهم لحين الوصول إليها عبر اتخاذ الخطوة الأولى والمضي بجد نحو أهدافهم مهما بلغت الصعوبات والمشقات.
رشا رسلان
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency