دمشق-سانا
عشق الكاتب مهند العاقوص الأطفال فدخل إلى عالمهم بخطى واثقة واستطاع عبر كلماته أن يعكس أحلامهم ومعاناتهم ويخوض في خفايا أحاسيسهم فصادقهم وصادقوه لتحصد قصصه الجوائز ولتستحق التكريم من أرفع المؤسسات المهتمة بالفكر ما حدا به لأن يحلم أن يصبح سفيرا للطفولة وأن تغدو قصصه وأشعاره جزءا من المنهاج الدراسي لكل اطفال الوطن العربي ليعيد وثاق العروبة ويمكن اللغة العربية الفصحى التي يعتبرها أجمل اللغات في نفوسهم.
وفي حديثه عن الجائزة التي نالها الشهر الفائت كشف العاقوص لسانا الثقافية أن قصته هل انت زيز حصدت المركز الأول في مسابقة كتابي عن فئة الخيال التي اقامتها مؤسسة الفكر العربي في البحرين وهي مؤسسة تهتم باللغة العربية ولها فرع يهتم بأدب الطفل.
وأشار إلى أن الجائزة جاءت على مرحلتين الأولى تقرا فيها اللجنة المنظمة كل الكتب التي انتجت خلال عام ويتم عبر لجان مختصة اختيار الافضل وفي المرحلة الثانية يقوم الأطفال من عدة بلدان باختيار النص الذي يستحوذ على إعجابهم.
ويحلم العاقوص بأن يصبح لادب الطفل مكانة متميزة وأن يتمكن من تقديم نموذج عربي على خطى الراحل الكبير سليمان العيسى لتصبح قصصه وأشعاره موجودة في متناول كل أطفال الوطن العربي.
وعن بداياته يشير العاقوص إلى أنه بدأ الكتابة بشكل نظامي عندما دخل الى معهد المكفوفين كمدرس فكتب لطلابه قصصا بالعربية والانكليزية ووزعها عليهم وطلب منهم كتابتها بلغة بريل.
أما روايته الأولى “عندما يضحك الأسود” فيشير العاقوص إلى أنها جاءت بعد تجربته في التدريس بمعهد المكفوفين بدمشق حيث نقل خلالها تجربته ومشاهداته ممسكا بمصباح يدوي يضيء تلك الزوايا المظلمة في دواخل الأشخاص من ذوي الإعاقة مشيرا الى نيته تحويل القصة إلى عمل تلفزيوني أو إذاعي.
ولم يقتصر نشاط العاقوص على القصة والشعر والرواية بل امتد نشاطه ليبتكر شخصيات داخل أهم مجلات الوطن العربي مثل العربي الصغير ويعدّ أعمالا ستظهر قريبا على قنوات تلفزيونية موجهة للطفل.
ويعتبر العاقوص أن الكتابة بالنسبة له ليست هواية عن ترف بل هي أمل المزارع بأن تصير الأرض كلها بستان وله فيها في كل مكان شجرة تسعى نحو الشمس مشيرا إلى وجود هدف كبير يؤمن بأنه سيصل إليه مهما حصل مدفوعا بدافع وطني وإنساني لمساعدة الاطفال ودافع شخصي لمحاربة الظلام بالنور.
وعن “وصفته السحرية” التي جعلته ينتشر بقوة بين الأطفال يعتبر أن الصدق مفتاح كل نجاح وأن الطفل هو شخص واعي لكنه بريء يستقبل بقلبه كلمات تخرج صادقة من قلب إضافة الى البحث المتواصل عن أفكار جديدة عربية البيئة ينظر عبرها من ثقب إبرة ليرسم ملامح أفق واسع موءكدا ضرورة الإحاطة بعلم نفس الطفل لتقديم نصوص تناسب الطفل نفسيا ولغويا وفكريا وعمريا.
وعن وضع أدب الطفل في الوطن العربي يلفت الى وجود خطين لأدب الطفل الاول ترفيهي سطحي والثاني يطرح عبر الادب قضايا جادة تربويا واجتماعيا وإنسانيا منبها إلى خطورة صرف أموال طائلة في سبيل تقديم ثقافة سوقية تدر ربحا لكنها توءذي أجيالا وضرورة الوصول الى هوية عربية لأدب الطفل العربي تؤهلنا للمنافسة عالميا.
ويطالب العاقوص بوجود دار نشر وطنية مخصصة للطفل مؤلفة من خبراء في علم النفس ومؤلفين ورسامين ومفكرين لإنتاج مشروع وطني حقيقي يرتكز على علاج المشكلات النفسية والاجتماعية عبر الأدب مبينا أن الطفل هو المنتج الأهم في كل أمة وأن الاستثمار الوطني في قضاياه هو السبيل لحماية وربح مستقبل صحي مشرق.
وأشار إلى أن “الطفل السوري تعرض لمشاكل نفسية كبيرة جراء الأزمة وهناك آلاف القصص التي تجعل الخيال واقعا يصلح لأدب قادر على محاكاة الطفل وانتشاله من صمته”.
ولم يقتصر نشاط العاقوص على الكتابة فقط بل أنشأ موقعا الكترونيا خاصا به يتضمن قصصه اضافة إلى باب موجه للأطفال الموهوبين دون 18 عاما معبرا عن استعداده لمساعدتهم في تحقيق أحلامهم متمنيا تواصل الاطفال السوريين معه.
يذكر ان الكاتب مهند العاقوص من مواليد دمشق عام 1983 خريج معهد إعداد مدرسين لغة انكليزية عمل مدرسا في العديد من مدارس دمشق وريفها كما عمل أمينا لتحرير مجلة اسامة للأطفال عام 2014 ترجم بعض الأعمال الأدبية إلى الانكليزية وهو كاتب وشاعر للأطفال واليافعين حازت كتبه على عدة جوائز في مجال الأدب نشر في العديد من مجلات ودور النشر العربية وله الكثير من المؤلفات.
ميس العاني